عام رحل ومضى. تغير تاريخ التقويم، وماذا يعني..؟. حياتي لا تؤرخها السنين والأيام، بل هي اللحظات التي أقضيها معك. عام مضى، وليكن. طالما شمسك تشرق في سماء حياتي، ووهجك يملأ سمائي. لا تهمني السنين والاحتفالات. يحتفلون بقدوم العام الجديد. ضوضاء عارمة وأضواء ساطعة. ومعك تختلف كل المقاييس، فهدير الاحتفالات يختفي على وقع خطوات قدومك.
والأضواء تخجل وتنكمش في إحدى الزوايا البعيدة، لتعطي المساحة الكاملة لضياء حضورك. احتفالي الحقيقي هو أنت. أي كلمات أقولها لك هذا العام، بل وأي الكلمات تسعد بالوصول إليك. أنا في حالة شوق دائمة لسماعك، فإذا كنت أنت الكلمات، فأنا السمع. كلماتك تحمل جواز مرور إلى القلب لأنها نقية وصادقة مثلك. فالعبارات الجميلة ليست ببلاغتها، ولكن بصدقها وأحاسيسها. حنيني إليك طوفان يدفعني إليك، يختطفني من كل هذا العالم ويهرب إليك.
كل لحظة تمضي أكتشف فيها كم هي الحياة جميلة، وكم أنا محظوظ بك. كل يوم أعرفك فيه، يجعلني أفرح بالعمر المقبل، وأشعر بالأسى لأيامي التي هربت قبل أن أراك. أتامل حياتي، كيف اكتست ألوان الفرح بعد دخولك حياتي. حينما أقبلت صنعت الفرق، فتحت لي أبواباً لم أرها، وعالماً كنت أجهله. نقلتني إلى عالم تصالحت فيه مع نفسي. أصبحت أيامي مسلسل فرح، ورصيداً من السعادة لا ينضب. وماذا أريد أكثر، فقط عمر جديد لأهديه لك.
اليوم الثامن:
كلماتك البسيطة والهادئة غطت نبراتها هدير الاحتفالات
ونور وجهك اختطف كل الأضواء
حفلتي معك تجاوزت مساحة المكان وخرجت من روتين التواريخ والأرقام.