منذ أول مرة نظر فيها الإنسان إلى السماء، وتأمل العدد اللامتناهي من النجوم فوقه، ظلت الدهشة ملازمة له حتى يومنا هذا، وحتى يومنا هذا أيضاً لم يتوقف فضول الإنسان عن معرفة المزيد عن الكون خارج كوكب الأرض. ومؤخراً، توصل علماء الفلك إلى اكتشاف مثير للغاية، بعد أن رصدوا مجرة تبعد عن كوكبنا الأزرق ما يقارب الـ13 مليار سنة ضوئية، ما يجعلها واحدة من أبعد المجرات المعروفة عنّا.
ووفقاً لما ذكره موقع مرصد المستقبل، نقلاً عن شبكة الـ سي أن أن CNN الإخبارية الأمريكية، فإن العلماء أطلقوا على هذه المجرة المكتشفة حديثاً، اسم مامبو-9، وأشاروا إلى أنهم لم يشاهدوها أو يرصدوها من قبل على الإطلاق. وفي الوقت نفسه، أكد علماء الفلك إلى أن هذه المجرة تعتبر واحدة من أقدم المجرات حتى الآن؛ إذ إن عمرها من عمر الكون نفسه تقريباً، وهو الأمر الذي يجعلها مثيرة للاهتمام والدهشة. موضحين أنه من خلال المزيد من دراسة مامبو-9، بإمكانهم جمع معلومات أدق عن الأيام الأولى لبدء الخليقة وفهمها.
وتابعت الشبكة الإخبارية الأمريكية، أنه بحسب البحث الذي تم نشره في مجلة أستروفيزيكال العلمية، فقد قدّر العلماء عمر مجرة مامبو-9، بأنها أصغر من عمر الكون بما يقارب الـ970 مليون عام تقريباً وفقاً لحساباتهم العلمية الخاصة. موضحين أنه على الرغم من صعوبة استيعاب البشر لهذا الرقم الهائل، إلا أنه يعتبر مجرد فترة عادية تقل عن عُشر التقويم الكوني.
وقال العلماء خلال البحث الذي نشروه مؤخراً، إن ضوء مجرة مامبو-9 كان قد وصل إلى الأرض اليوم؛ لينقل صورة عمرها يزيد عن الـ13 مليار سنة للمجرة وللكون عموماً، تتضن غباراً وسُحباً كونية، تحولت إلى نجوم وكواكب. وهو الأمر الذي يعتبر فرصة مهمة للغاية، حتى نعرف أكثر وبشكل أعمق عن بدايات الكون الذي نعيش فيه.
ومن جهتها، صرحت كاتلين كيسي، الباحثة الرئيسة في جامعة تكساس خلال حديثها مع شبكة سي إن إن الأمريكية، أن العلماء يتوقعون أن تتضمن تلك المجرة 100 ضعف النجوم، أكثر مما رأيناه حالياً في غبارها الكوني. وتابعت كيسي قائلة: «رغم توقعاتنا عن عدد النجوم، إلا أن صورة مامبو-9 التي وصلت إلينا حديثاً، تبدو أنها لم تنتج عدداً كبيراً من النجوم بعد».
