أطلقت جامعة الملك عبدالعزيز ممثّلة في عمادة شؤون المكتبات ومركز التميز البحثي في اللغة العربية، مبادرة "معالجة ورقمنة المخطوطات" ضمن فعاليات وبرامج ومبادرات ملتقى مكة الثقافي الذي يحمل هذا العام عنوان "كيف نكون قدوة بلغة القرآن".
وتهدف المبادرة إلى خدمة اللغة العربية من خلال حفظ تراثها المخطوط وإبرازه في ثوب رقمي يتوافق مع العصر ويسهل للباحثين الوصول إليه والاستفادة منه.
وبين المشرف على المبادرة وكيل عمادة شؤون المكتبات بالجامعة الدكتور غسان النويمي، أن المبادرة تستهدف رقمنة 200 مخطوطة من أهم المخطوطات في اللغة العربية،لافتاً إلى أن مكتبة جامعة الملك عبدالعزيز تمتلك أكثر من 3215 مخطوطاً تشهد على عراقة الحضارة العربية و الإسلامية بما تحمله من إرث فكري وثقافي وبما تتضمنه من صور وألوان وزخارف.
وعَـد النويمي المخطوطات جزءًا هامًا من التراث الوطني والتاريخي بالنظر إلى قيمتها العلمية والفنية، ومع ظهور وسائل التقنية الحديثة أصبح لزامًا علينا الحفاظ عليها من التلف والضياع باستخدام تقنيات حديثة وتحويلها من ورقية إلى رقمية، ومن ثم إتاحتها لأكبر عدد من المستفيدين، مشيراً إلى أن المبادرة تتضمن عددًا من المراحل تبدأ بتكشيف ومراجعة الفهارس الورقية لتحديد أهم المخطوطات, ثم معالجة وإصلاح أي تلف إن وجد قبل أن يتم تجهيز المخطوطة لمرحلة التصوير الضوئي لتحويلها لصيغ رقمية حديثة, وإنشاء مستودع رقمي ومنصة إلكترونية لإيداع ونشر المخطوطات.
من جهتها أكدت أستاذ النقد والأدب في اللغة العربية والمتخصصة في تحقيق المخطوطات الدكتورة صلوح السريحي، أن ملتقى مكة الثقافي يسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 بتقديم برامج ثقافية وفعاليات معرفية مميزة أسهمت في بناء الإنسان وتنمية قدراته واستثمار المقومات والطاقات الإبداعية في المنطقة، لتنمية المجتمع والفرد وتطوير العمل الفكري والمعرفي، مما أسهم في إيجاد بيئة تنافسية إبداعية محفزة.