منذ شهر أيلول/ سبتمبر الماضي 2019، ضربت العديد من الحرائق الهائلة مناطق مختلفة من أستراليا، وشاهد العالم أجمعه حجم المأساة التي عاشها الإنسان والحيوان والنبات هناك، حيث احترق أكثر من 100 ألف كيلومتر مربع من البلاد حتى هذه اللحظة، ولا تزال النيران تأكل ما تأكل من حياة على الجزيرة الأسترالية، مُشردة ملايين البشر وقاتلة ما يزيد عن النصف مليار حيوان. كما أصبح الهواء في مدينة كانبيرا عاصمة أستراليا، من النوعية الثالثة من حيث درجة السوء والرداءة في معظم المدن الكبرى في العالم.
مؤخراً، نشرت العديد من وسائل الإعلام العالمية، صوراً مُرعبة لحجم الحريق، تقارن بعض المناطق كيف كانت قبل الكارثة، وكيف أصبحت بعدها. ومن بينها مثلاً جزيرة كانغارو، التي تعتبر ثالث أكبر الجزر الأسترالية، وتقع قبالة سواحل ولاية أستراليا الجنوبية. حيث تدمر ما يُقدر بثلث الجزيرة، وراح ضحية هذه الحرائق عدة أشخاص ورُحّل الآلاف من السكان، إلى جانب تعرض أكثر من 50 منزلاً لدمار غير قابل للإصلاح أبداً. بالإضافة إلى نفوق أعداد كبيرة للغاية من حيوانات الكوالا الوحيدة الخالية من مرض الكلاميديا هناك.
ومن المناطق التي انتشرت صور لها على نطاق واسع، وأظهرت مدى الاختلاف الذي خلفته الحرائق، شاطئ تاثرا، في ولاية نيو ساوث ويلز، التي تعتبر أكثر ولايات البلاد اكتظاظاً بالسكان، قبل وبعد وصول رماد الحرائق ودخانها من المناطق المجاورة إلى الشاطئ. بالإضافة إلى حرائق الغابات الهائلة التي ضربت مدينة موغو، الواقعة على بعد 100 كيلومتر إلى جنوب شرق العاصمة كانبيرا.
ومن الصور المُرفقة، صورة التقطت قبل أقل من ساعتين من انتشار الحرائق، لأحد المنازل في مدينة سارسفيلد بولاية فيكتوريا جنوب شرق البلاد، وصورة أخرى للمنزل نفسه بعد قرابة 3 أيام على الكارثة. وأيضاً صور لميناء مدينة مالاكوتا، حيث حوّل دخان الحرائق ورمادها كل شيء إلى اللون الأحمر. كما أصبح من الصعب رؤية مدينة سيدني، بسبب دخان الحرائق المنبعث من المناطق المتضررة المحيطة بها. وفي مكان آخر، حجبت الكارثة رؤية جبل ماونت كوك الشهير في نيوزيلندا.