حصار النفس!

أحمد العرفج


أجلس مع بعض الأصدقاء، وأُلاحظ أنهم يُشبهون الجزيرة؛ التي يحيط بها الماء من جميع الجهات، فهُم حين يتحدَّثون، يبدون مُحاطين بالسلبية من جميع الجهات، فمِن الشرق يحدّهم الإحباط، ومِن الغرب يحدّهم التشاؤم، ومِن الشمال يحدّهم التذمُّر، ومن الجنوب يحدّهم التشكي..!


بالله عليكم، كيف يصل الأمل إلى هؤلاء الناس، ويخترقهم النجاح، وتدغدغهم الإيجابية، وهُم مُحاطون ومُحاصرون بهذه القيود، المتمثِّلة باليأس وإخوانه..؟!


قبل فترة، كتبتُ ناصية أقول فيها: (أتعامل مع الكون على أنه «مطعم كبير»، وهذا المطعم لا يعرف أي وجبة أُريد، لذلك كل ما أقوم به، هو «النظر إلى قائمة الأطباق»، وأختار الأكل الذي أشتهيه)..!


فإذا رغبتُ في أي شيء، بدأتُ أُركِّز عليه، وأسعى وأبذل الجهد، من أجل الوصول إليه، وأكتبه على شاشة عقلي.. والغريب أن الشاشة تظهر من خلال لوحة، كُتب عليها: «يمكن الوصول إلى هذا الطلب»..!


إن تحقيق النجاح يبدأ بفكرة، والفكرة تبدأ من الرأس، أي من خلال العقل الواعي وغير الواعي، لذلك إذا أردتُ تحقيق الأشياء، بدأتُ بخُطوتين:
أولاً: تنقية الأفكار من العوائق السلبية، مثل اليأس والإحباط والتذمر..!
ثانياً: استزراع بذور الأمل ومؤشرات النجاح، من أجل تحقيق الأماني..!
إن الإعلان عن الرغبات مهم، والتركيز عليها أكثر أهمية، إذا تعاملنا مع الكون بصفتهِ مطعماً كبيراً، لا يُقدِّم لك من الطعام إلا ما تطلبه، وقد تعلَّمتُ من خلال تجاربي –غير المتواضعة- أن أكثر الأماني تحقَّقت لي، لأنِّي آمنتُ بها، وسعيتُ إليها، واجتهدتُ في تحقيقها..!


في النهاية أقول: إن الأشياء تنجذب إلى ما يُشبهها، وإذا كنتَ تعيش مع المتفائلين والإيجابيين، فسيسحبونك إلى ساحتهم، وإذا كانت مفرداتك وأفكارك وأحلامك؛ مُصوَّبة نحو النجاح، فأنت ستصل إليه، ولو بعد حين.. أما إذا كان اتّجاهك إلى غير ذلك، فستكون النتائج متجهة إلى غير ذلك..!!