تعاني شابة بريطانية من مرض نادر جداً، يمنعها من الجلوس مع الأصدقاء خفيفي الظل، أو المضحكين، لأنها تعلم جيداً أن النهاية لن تكون سعيدة.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فقد بدأت قصة بيلي هودجسون، البالغة من العمر 17 عاماً، في قاعة العشاء بالمدرسة الثانوية عندما كان عمرها 14 عاماً، حيث كانت تتحدث مع صديقها، وبدآ بالضحك، لتسقط بشكل مفاجئ على ركبتيها، واعتقد الجميع حينها أنها اصطدمت بشيءٍ ما، لكنَّ الأطباء اكتشفوا بعد معاينتها أنها مصابةٌ بمرضٍ نادر.
حيث تم تشخيص هودجسون، بأنها تعاني من مرض نادر وغريب، يدعى "الجمدة، أو فقدان القوى العضلية"، ويجب على المريض المصاب به تجنُّب الضحك، فحينما يضحك، يبدأ بالارتعاش تلقائياً، ويفقد السيطرة على نفسه وعضلات جسمه.
وعن كيفية تعاملها مع حالتها، قالت هودجسون: "عندما أكون مع أصدقائي دائماً ما أتجنَّب الضحك، لكن لا أشعر أبداً بأن هذا التصرف يشبهني، أو يعبِّر عني، وعادة ما يعتذرون مني في حال قاموا بإضحاكي دون قصدٍ".
وأضافت "ما يجعلني أشعر بالذعر، هو أنني عندما أضحك أفقد السيطرة على نفسي، وأكون بكامل وعيي، لكنني لا أستطيع الكلام، أو الحركة، أو حتى حمل أي شيء".
ولم تكن هودجسون تعلم في البداية، أن هذا الأمر مهم جداً، موضحةً أن الطبيب أخبرها بأن هناك عدداً كبيراً من الأشخاص، يشعرون بالارتعاش عندما يضحكون.
وكشفت: "شعرت باضطرابٍ في مشاعري عندما تم تشخيصي بهذا المرض، وعرفت تفاصيله، فقد علمت أخيراً السبب وراء عدم قدرتي على التحكم بجسدي، وارتعاشي عند الضحك، وفي الوقت نفسه شعرت بالخوف الشديد لعدم معرفتي بمدى تأثيره على حياتي".
وتقبَّلت هودجسون مرضها عندما علِمت بأنه سيرافقها مدى الحياة، إذ لا علاج له سوى أخذ بعض الأدوية التي تساعد على النوم بشكل يومي، لأنها تظل تتقلَّب في سريرها لوقت طويل قبل أن تخلد إلى النوم، وفي حال استيقظت في الليل، تحتاج من نصف ساعة إلى ساعتين لتنام مجدداً.
وأجبر هذا المرض الشابة البريطانية على تجنُّب المواقف الاجتماعية، كما حرمها من تحقيق حلمها بأن تصبح قابلة توليد "مولدة"، لأنها لا تستطيع التنبؤ باللحظة التي ستفقد فيها السيطرة على نفسها وعلى التحكم في عضلات يديها، كما أنها لا تعلم إذا ما كانت ستتمكَّن من قيادة السيارة في المستقبل، أو إكمال دراستها، وما التخصصات التي من الممكن أن تناسبها في حالتها هذه.
يذكر أن مرض الجمدة، هو ضعف عابر في العضلات، يحدث نتيجة عواطف إيجابية، مثل الضحك والحماس، ومن الممكن أن يُحفَّز بالعصبية، أو عند سماع أخبار صادمة، مثل خبر وفاة شخص عزيز، وقد يصيب هذا المرض 60% من الأشخاص الذين يعانون من مرض النوم القهري.