في هذا الجزء تتحدث صفاء سلكان عن ثقتها بالمخرجة رشا شربتجي، كما تتطرق إلى مشاركة نادين الراسي في «الولادة من الخاصرة»، إليكم نص الحوار:
لنعد إلى مشاركتك في الموسم الثالث من «الولادة من الخاصرة» الذي قوبل بانتقادات كبيرة جداً ولم يجمع عليه الناس كموسميه السابقين، ما رأيك أنت به؟
سمعت مثل غيري بعض الانتقادات التي طالته، لكن هذا لا يلغي أهميته، ويعتبر مشروع مخرجته الأساسية رشا شربتجي ومشروعنا نحن أيضاً الممثلين وكل العاملين فيه. وهو مسلسل برز بأنه مسلسل تفاصيل، وربما دون قصد فاتت هذه التفاصيل مخرجه سيف الدين سبيعي الذي أشكره لأنه أنقذ الموسم الثالث بإخراجه له.
لكنك كنت أقوى حضوراً في الموسمين الأول والثاني من الثالث؟
لا، لم أكن أقوى. لكن الأدوار جيّرت للأدوار الرجالية على حساب الأدوار النسائية.
البعض شعر أن المخرج سيف الدين سبيعي اهتم بإعطاء الممثلة اللبنانية نادين الراسي مساحة دور أكبر على حساب بطلتيه الرئيستين شريكتيك ببطولته: منى واصف وشكران مرتجى، فما قولك؟
دور نادين الراسي كان بالأساس للمخرجة رشا شربتجي التي أسست له بشكل حلو، ومشاركة نادين الراسي في العمل كانت جميلة.
ألم تشعري بالتنافس معها بحكم أنكما من الجيل الفني نفسه؟
لا، لم تنافسني نادين الراسي في «الولادة من الخاصرة3» لأنني بطلة رئيسية ومؤسسة فيه من حلقته الأولى من موسمه الأول إلى حلقته الثلاثين من موسمه الثالث. بينما هي ضيفة جديدة على المسلسل، وهي ستفهم كلامي ولن تفسره خطأ.
بعض ممثليه تبرأوا منه وعلى رأسهم مؤلفه سامر رضوان الذي عبّر عن استيائه منه للصحافة واتهم مخرجه سبيعي بتغيير نصه المكتوب بطريقة لم تعجبه، فما هو موقفك أنت؟
صحيح ما قيل، لقد غيّر المخرج سيف الدين سبيعي في النص.
نحكي في العمل وجع العرب جميعاً لا السوريين فقط من السلطة والفساد والفقر والعشوائيات والظلم، فجأة تحوّل من مشروع فني وفكري قوي وناجح إلى مشروع تجاري ما أحزنني جداً.
هل لمتم رشا شربتجي على انسحابها منه؟
لا، لا يحقّ لأحد لومها على قرار من حقها أن تتخذه، لكني تواصلت معها وحاولت ورجوت عودتها، ولما أصرّت كدت أنسحب بعد انسحابها منه. لكن طلب الجهة المنتجة وزملائي الاستمرار فيه لأنه مشروعنا جميعاً جعلني أغيّر رأيي وأبقى فيه.
أشعر أن ثقتك كبيرة جداً برشا شربتجي، فهل توقّعين على بياض عقود أعمالك معها؟
نعم، ثقتي بها عمياء، وأوافق على العمل معها حتى لو كنت جثة هامدة.
بماذا تتميز عن المخرجين الآخرين؟
بأنها تصنع النجوم في أعمالها.
إذاً، لم تكوني نجمة إلا عندما عملت معها؟
ليس إلى هذا الحد، فقبل العمل معها كنت صاحبة اسم معروف عربياً، لكني عملت معها في بداياتي الفنية بمسلسل «مرزوق على كافة الجبهات». وكانت هي أيضاً في بداياتها ثم عاودت العمل معها. ما أقصده بوصف «رشا شربتجي مخرجة تصنع النجوم» أنها عندما يعمل معها نجم معروف مثل زميلي النجم تيم حسن، وهو نجم بمعنى الكلمة في مسلسلها «زمن العار»، أخرجت منه طاقات هو نفسه لم يكن يعرف بوجودها عبر إبرازه بنمط جديد عليه. وحقّق فيه نجاحاً مميزاً ومدوياً. وكذلك زميلتنا سلافة معمار التي أخرجت منها جانباً صنع منها نجمة صف أول من طراز خاص، وهي قبل عملها مع رشا كانت سلافة نجمة صف أول، لكنها مع رشا تألقت ودخلت قلوب الناس وحفرت مكانة خاصة لها، وهذا كله ثمرة مجهود المخرج، فنحن كممثلين موهوبين نلتزم بتوجيهات ورؤى المخرج ونتكامل معه، والجميل في رشا أنها تحب المشاهد الصادقة الطبيعية.
فكانت تنتظر ساعة وربما نصف يوم حتى ترى دمعة حقيقية تنهمر من عينيّ في مشهد لي من «الولادة من الخاصرة» لأنها تحب إضفاء الواقعية على المشاهد، وتثق بقدرتي على البكاء الطبيعي دون الاستعانة بمؤثرات أو أدوية. رشا شربتجي مخرجة ديمقراطية لأبعد الحدود وديكتاتورية لأبعد الحدود، ورغم أنها أنثى رقيقة لكنها في عملها تتحوّل إلى قائدة و«وحش»، إن لم يعجبها مشهد لممثل ما تجعله يكرّره مرة تلو الأخرى حتى يخرج بشكل جميل وحقيقي، وهي أكثر مخرجة تستفزّني ويمتعني العمل معها، وأستسلم لها بطيبة خاطر وثقة عالية لا حدود لها.
تابعوا المزيد على " سيدتي نت".