وافق مجلس الوزراء السعودي، اليوم الثلاثاء، رسمياً على برنامج الاستمطار الصناعي، ما سلَّط الضوء مجدداً على عملية "تسريع هطول الأمطار" في السعودية، بالطرق العلمية الحديثة.
ويخضع الاستمطار الصناعي لضوابط علمية، ترتكز على إجراء محاولات "إسقاط الأمطار" من سحب معينة فوق مناطق محددة مسبقاً، وذلك وفق خطة علمية مدروسة، تعتمد على احتياجات المناطق، ويشمل الاستمطار بهذه الطريقة محاولات تشكيل السحب وتنمية مكوناتها.
ويتم التحكم في تسريع عملية هطول الأمطار، وزيادة إدرار السحب عن معدله الطبيعي من خلال استخدام مادة "يوديد الفضة"، التي تجعل بلورات الثلج الموجودة في السحاب تتجمد.
ويناسب الاستمطار الصناعي الدول التي تشهد مناخاً جافاً، ويعرف علمياً بأنه "عملية تلقيح السحب".
وكانت أولى محاولات إسقاط الأمطار على هذا النحو في القرن الـ 17، حيث حاول القائد الفرنسي نابليون بونابرت إطلاق القذائف نحو السحب، مستهدفاً تفتيتها وإسقاط الأمطار، وكرر علماء أمريكيون محاولة مماثلة عام 1891م.
ومع تسارع وتيرة التكنولوجيا، تم البدء في استخدام البالونات الهوائية والطائرات الورقية لإيصال "متفجرات للسحب"، لكنَّ هذه الطريقة لم تكن مجدية، إذ انتهت بحرائق طالت منشآت في الولايات المتحدة.
وتطوَّر استخدام "الاستمطار الصناعي"، لاحقاً لينتشر استخدامه في عديد من الدول من بينها الصين والهند وأستراليا، وظهر عربياً في الإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عمان.
وفي أواخر مارس من عام 2016، نفَّذ الأردن أول عملية استمطار صناعي في منطقة سد الملك طلال، بالتعاون بين هيئة الأرصاد الجوية الأردنية وسلاح الجو الملكي الأردني من خلال طائرة كاسا بعد انتشاره في خمس قارات.
وأقرّت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أن الاستمطار بهذه الطريقة، يساعد بعض الدول في تحسين وضعها الاقتصادي بزيادة مخزون المياه المستخدم في الزراعة، وتعديل المناخ.
وبدأت الجهات ذات الصلة في المملكة العربية السعودية عام 2006م، بعد موافقة سامية، بتعميم دراسة تجريبية تعكف عليها لاستمطار السحب على المنطقة الوسطى الرياض، حائل، القصيم.
جاء ذلك عقب نتائج أولية إيجابية حققتها التجربة في منطقة عسير، وبدأت الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة التخطيط لاستكمال وتوسعة تجاربها هذه للعمل بها في باقي مناطق البلاد.