دائماً ما يتم الاهتمام من قِبل علماء التربية وعلم النفس بالسنوات الأولى من حياة الطفل؛ ذلك لأن تلك السنوات تعتبر السنوات الذهبية التي نستطيع فيها تنمية القدرات الإبداعية لدى الطفل، حيث هناك الخيال الواسع الذي يطلقه أطفال تلك المرحلة من خلال القصص والخيالات في ألعابهم.
التقت «سيدتي نت» الاختصاصيَّ النفسيَّ، قاسم بن عيسى العسيري؛ ليقدم لنا نصائحه حول هذا الموضوع، وقال:
تبنَّى تقرير اللجنة الاستشارية الوطنية للتعليم الإبداعي والثقافي في إنجلترا تعريفاً ديمقراطياً واسعاً للإبداع، وذكر أن هذه هي الطريقة الأكثر فائدة لرؤية الإبداع في ما يتعلق بالتعليم؛ حيث قرر أن «جميع الأفراد قادرون على الإنجاز الإبداعي في بعض مجالات النشاط الإنساني متى كانت الظروف ملائمة، واكتساب المعارف والمهارات المرتبطة بالمجال»، ومن خلال هذا التعريف نستطيع الجزم أن باستطاعتنا القول بأن الإبداع ليس مقتصراً على أطفال معينين بحد ذاتهم، بل من الممكن أن يكون في جميع الأطفال.
ولتنمية هذا التفكير الإبداعي لدى أطفالنا نحتاج إلى الخطوات التالية:
- يلعب الاستماع للطفل دوراً رئيسياً في عجلة تنمية التفكير الإبداعي لديه؛ فكلما استمعنا إلى خيالاتهم وإبداعاتهم زاد تشجيعنا لهم، وبالتالي يجلب ذلك المزيد من المعارف والمهارات لهم.
- للقراءة دور بارز في تنمية التفكير الإبداعي عند الأطفال؛ فاحرصي على ذلك بتوفير مكتبة بالبيت أو زيارة المكاتب للقراءة، فهذا أمر مهم لتنمية التفكير عند طفلك.
- زيارة المتاحف والأماكن الأثرية وسماع قصصها من الأمور المعينة في تقوية ناحية التفكير الإبداعي عند الأطفال.
- ترك الطفل يخطئ ويصيب مع التوجيه البسيط دون تخويفه أمر مهم لتطوير الجانب الإدراكي لديه؛ الذي بدوره سيصب إيجاباً في تقوية الجانب العقلي عنده.
- لا تجعلي حرصك على تقوية الجانب الفكري والإبداعي عند طفلك ينسيكِ أنه يحتاج إلى اللعب والاختلاء بنفسه قليلاً دون الانغماس في نشاطات متراكمة طوال اليوم.
- حببي لطفلك استخدام الخيال وتجاوز الأشياء المحسوسة، وأن يتحرك بحرية بين واقعها وخياله.
- التسامح والتغاضي في التعليم من الأمور المهمة التي ينبغي لنا فعلها عندما يتعلق الأمر بتنمية التفكير الإبداعي عند الأطفال.
- المدح والثناء من الأمور المهمة؛ ليستمر طفلك في عطائه وبحثه عن المعرفة.
- من الأمور المهمة أن يقوم الطفل بنفسه بإيجاد حلول جديدة لمشكلة ما تعترضه دون اللجوء إلى الآخرين، وهو ما يحتاج منا إلى التشجيع والدعم لذلك.
- ساعدي طفلك في وضع توقعات معتدلة لأعماله بحيث يدفعه إلى الشعور بالثقة والاعتزاز بنفسه وتقديريها إذا أنجزها حسب تلك التوقعات.
- ابتعدي قدر الإمكان عن مقارنة طفلك بالآخرين؛ فلكل طفل شخصيته المستقلة التي يجب علينا احترامها وتقبلها كما هي.
وختاماً نقول: متى ما أردنا أن ينمو طفلنا فكرياً بشكل سليم يجب علينا توفير وتسخير الإمكانيات المتاحة التي تكفل نجاح ذلك النمو، وكذلك القبول بما لدى طفلنا من قدرات وإمكانيات بعد بذل ذلك المجهود لتطويره.