الأبناء هم زينة الحياة الدنيا، وهم مصدر البسمة والسعادة لكلا الوالدين، إلا أنه ولسبب ما قد يحرم البعض من هذه النعمة. والغريب في الموضوع أن نجد أنّ أصحاب الثروة هم أكثر من تواجههم مشاكل في إنجاب الأبناء، هذا ما دفع باحثتين من جامعة شيكاغو للعلوم الحيوية بالولايات المتحدة الأمريكية لإيجاد تعليل علمي لهذا الأمر، وقد توصلتا من خلال أبحاثهما إلى نتيجة مذهلة وهي أنّ الأغنياء أكثر تعرضًا لعدم الإنجاب بسبب إفراطهم في تناول الطعام الدسم بشكل يزيد عن احتياج الجسم، وقد اهتم الدكتور انطوان كارلسون ومساعده الدكتور فريدريك هويلزل بالتأكد من هذه النظرية، فقاما بسلسلة طويلة من التجارب والدراسات والمقارنات واستخدما عشرات فئران التجارب نظرًا لتشابه تركيب جسم الإنسان والفأر؛ حيث إنّ كليهما ينتميان للفصيلة اللبونه، وأيضًا غذاؤهما متشابه إلى حد كبير. لقد قسم الباحثان الفئران إلى ثلاث فئات.. كل فئة أعطيت غذاء مختلفًا عن الأخرى. الفئة الأولى أعطيت أغذية دسمة غنية بالمواد المغذية، وأعطيت الفئة الثانية أطعمة معتدلة، والفئة الثالثة أعطيت كمية قليلة من الأطعمة. ليكتشف الباحثان فيما بعد أنّ الفئة الأولى بعد الجيل الثالث انعدم لديها التناسل، بينما استطاعت الفئتان المتبقيتان من الحفاظ على نسلهما رغم ضعف كمية وقيمة الغذاء وخاصة الفئة الثالثة. لقد أكد الباحثان أنّ النتائج التي حصلا عليها عبر الفئران تتطابق على البشر نظرًا للتشابه النوعي بينهما، وأيضًا من خلال الحياة الاجتماعية للأغنياء والإحصاءات المثبتة، ولعل الصين والهند وإندونيسيا دليل على هذا الأمر؛ حيث إنّ هذه الدول تعد من الدول الفقيرة، لكنها تضم أيضًا أعلى نسبة سكان.
الباحثون يعللون هذه الظاهرة التي ثبتت صحتها على الحيوان بشكل قاطع أنّ هذه الحيوانات تصاب بالسمنة جراء كثرة الطعام والتي بدورها تؤثر على نشاط الغدد وعلى القدرة على التناسل بكثرة، ومن المعروف أنّ البدين يكون أقل نشاطًا من الناحية الجسمية والجنسية مقارنة بغيره نظرًا لاعتدال التوازن في مفرزات الغدد الصماء لديه.