النسر يعد واحداً من الطيور المُعمرة؛ حيث أكدت أكثر من دراسة أن عمر النسر في المعتاد يتراوح ما بين 40- 45 عاماً تقريباً، وهي مدة طويلة بنسبة كبيرة؛ مقارنةً بأعمار بمختلف الطيور الجارحة الأخرى والطيور بشكل عام.
وكما يقول هاني زكريا خبير علم الطيور: عادة ما يتم انتحار النسر خلال تلك الفترة، والنسر عادة في فترة مُنتصف العمر الافتراضي المحدد لهذا النوع من الكائنات الحية، أي بعد تجاوز عمره 40:50 عاماً تقريباً، ويتم ذلك بشكل أشبه بسلوك الانتحار البشري التقليدي، عن طريق إلقاء النفس من فوق مكان مرتفع باتجاه الأرض.
حين يقرر النسر الانتحار؛ فإنه يُحلق إلى إحدى القمم المرتفعة بقدر استطاعته، ثم يضم جناحيه إلى جانبي جسمه ويميل برأسه للأمام، ومن ثم يترك جسمه يسقط في الهواء دون أن يقوم بفرد جناحيه، وعليه فإنه يستمر في السقوط إلى أن يرتطم بالأرض من تلك المسافة الشاهقة فيموت في الحال.
انتحار النسر
يرجع انتحار النسر -وفقاً لما أورده علماء الأحياء- إلى شعوره بالعجز عن مواصلة الحياة نتيجة تراجع قدراته مع تقدمه في العمر؛ حيث أنه يفقد قوة بصر الطيور المعروفة، والتي تمكنها من تحديد مواقع فرائسها ومصادر غذائها على الأرض أثناء التحليق، كما أن ريشه يصبح أكثر كثافة وثقلاً، وبالتالي تضعف أجنحته بشكل ملحوظ؛ مما يجعله عاجزاً عن التحليق لمسافات طويلة؛ مما يجعله عاجزاً عن مواصلة حياته بشكل طبيعي؛ إذ أن بعض أنواع النسور مُصنفة ضمن الطيور المهاجرة، مثل النسر الذهبي.
يرجع علماء الأحياء انتحار النسر إلى أسباب نفسية، من ثم يمكن اعتبار تقدم النسور في العمر وضعف حواسها يصيبها بما يشبه الاكتئاب، ويدفعها إلى إنهاء حياتها بتلك الصورة الغريبة.
الحقائق الغريبة المتعلقة بسلوك النسور لا تتوقف عند حد اتخاذ قرار الانتحار؛ بل إن العلماء أكدوا أن انتحار النسور هو خطوة أخيرة يُقدم عليها عادة بعد استنفاد كافة محاولات البقاء، وأبرزها ما يُعرف باسم محاولة التجديد.
حين يصل النسر إلى عمر 40:50 عاماً ويبدأ في استشعار ثقل ريشه وضعف منقاره؛ فإنه يصعد إلى عشه ويبدأ في نتف ريشه ثم يضرب منقاره بإحدى الصخور القوية حتى يتحطم، ورغم أن ذلك السلوك يُصيبه بألم شديد، إلا أنه يقوم به تمسكاً بالحياة؛ إذ أنه بعد 150 يوماً يُعاد نمو المنقار مرة أخرى، ويتكون الريش فوق جسده، ومن ثم يستعيد قدرته على التحليق ومواصلة الحياة، وأغلب النسور التي أقدمت على تلك الخطوة، تمكنت من مواصلة الحياة حتى مائة عامٍ.