هل تعلمين أن الجنين في بطن أمه يبدأ في النصف الآخر من الحمل في تمييز روائح الطعام الذي تتناوله الأم، وكذلك رائحة عطرها! وعندما يخرج من بطنها ويرضع من ثدييها يميز لبن أمه، ويبحث عن رائحة جسدها الذي يمنحه الإحساس بالأمان! ومع تطور حاسة الشم لدى الطفل وحساسية ملمس بشرته فإن استخدام العطر من أكثر الأمور ضرراً على الطفل وبشرته وحواسه ونموه ،معنا الدكتور إبراهيم شكري استشاري طب الأطفال لتوضيح الأمر.
تحذيرات من استخدام العطر
نظراً لتطور حاسة الشم عند الأطفال مبكراً فإن استخدام العطر يؤدي إلى احتمالية الإصابة بأمراض الحساسية والربو، كما أنها تؤذي الغشاء المخاطي لأنف الرضيع...مما يضر بجهازه التنفسي بشدة، وخاصة العطور القوية، كما أن بشرة الرضيع والطفل قادرة على امتصاص المكونات الكيمائية للعطور بشكل كبير؛ العطور المصنعة تحوي مواد كيماوية غير قابلة للتحلل بسهولة، وتدوم رائحتها لوقت أطول مما ينتج عن ذلك من مواد سامة إذا ما لامست بشرة الطفل، وكذلك رائحة البخور والعطور الخاصة ومساحيق الغسيل ذات الرائحة القوية.
المعروف علمياً أن بشرة الطفل أكثر حساسية من بشرة البالغ، وأكثر عرضة للاحتراق من البالغين؛ حيث إن أي مادة توضع على الجلد تختلط بالدم مباشرة مما يؤثر على النمو والأعضاء الداخلية للرضيع، وظهور القرح والطفح الجلدي، كما أن مستحضرات التجميل والعطور ومزيلات العرق ذات الرائحة القوية تحمل مخاطر للرضيع... وإن كانت مكوناتها نباتية طبيعية، والماركات المنتشرة تستخدم مواد نفطية سامة في التصنيع، وهذا يزيد من مرض السرطان، والتشوهات وضرر الجهاز المناعي.
أضرار العطر على التنفس والعيون
مضار استخدام العطر للرضيع والطفل كثيرة؛ فهي تسبب اضطرابات في ضغط الدم وكميته المتدفقة إلى الدماغ، إضافة إلى معاناة من الاكتئاب وفقدان الطاقة، مع مشاكل تنفسية خطرة لهذا لا بد من الامتناع عنها تماماً، وأطباء العيون أجمعوا على أن العطور تحتوي على مواد كيمائية وكحول يضر بالعين؛ فتؤدي إلى التهاب الملحمة التحسسي والتهاب القرنية وتورم واحمرار الجفون وزيادة في إفراز الدموع.
لاشك أن الرائحة الطيبة العطرة أهم ما يميز الرضيع، ولكن نظراً لبشرته الحساسة ومناعته التي لم تكتمل بعد لابد من التأكد من خلو العطر من المواد الضارة، واختيار العطور المخصصة للأطفال الخالية من الكحول، خاصة إذا كان الطفل أو الرضيع يعاني من حساسية أو ربو، أو كان بالعائلة تاريخ مرضي لهذين المرضين، وحاولي اختيار العطر المستخلص من المستخرجات الطبيعية مثل: الزهور والفاكهة والأعشاب، وانظري جيداً لتاريخ الصلاحية.
ما السن المناسب لوضع العطر؟
السن المناسب هو ثلاثة أشهر... ويتم وضعه على ملابس الرضيع فقط في المناطق القريبة من الرقبة - ماء معطر خالٍ من الكحول - ولا توضع العطور التقليدية فهي غير مناسبة له، والمعروف أن تصنيع عطور الأطفال يستلزم جهداً كبيراً؛ من اختيار للمواد الخام واختبارات السلامة...أما الرغبة في وضع العطر فهي تتساوى بين الفتيات والفتيان، ومراعاة لحاسة شم الرضيع...على الأم ألا تقوم بتغيير عطرها ليسهل على الطفل تمييزها وربطها بذكريات محببة له.
ويؤكد الدكتور إبراهيم شكري استشاري الأطفال أنه حتى العطر الذي تستخدمه الأم من الممكن أن يسبب حساسية أو تسمماً للطفل أو الرضيع، حيث إن بشرة الطفل أكثر حساسية وعرضة للاحتراق من بشرة البالغ؛ كما أن أي مادة توضع على الجلد تختلط بالدم مباشرة مما ينقل مكوناتها إلى سائر أجزاء جسم الطفل، وظهور تأثيره على نموه والقرح والطفح الجلدي، كما أثبتت بعض الدراسات أن بعض مركبات المعطرات المعقدة أو غيرها من مواد التجميل تتسرب إلى لبن الأم...لكل هذا ينصح بإبعاد الطفل تماماً عن المعطرات ومزيلات العرق ومستحضرات التجميل... وإن كان مكتوباً عليها «مكونات نباتية طبيعية».