بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها حكومة المملكة العربية السعودية، من تعليق العمرة وزيارة المسجد النبوي للمواطنين والمقيمين مؤقتاً، وذلك لتفادي تفشي فيروس كورونا المستجد، وامتداداً لقرارها القاضي بتعليق الدخول لأغراض العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف مؤقتاً من خارج المملكة، تساءل الكثيرون عن إمكانية توقف شعائر الحج لهذا العام بسبب فايروس كورونا المستجد.
«سيدتي» رصدت أهم السنوات التي توقف فيها الحج على مر التاريخ والتي تجاوزت الـ 40 مرة وذلك بحسب الموقع الرسمي لدارة الملك عبد العزيز ما تُعرف بـ «ذاكرة الوطن»:
وبحسب الموقع الرسمي لدارة الملك عبد العزيز فقد توقف الحج 40 مرة، بسبب أحداث وكوارث لازمت مواسمه مما تسببت في إيقافه منها: انتشار الأمراض والأوبئة، والاضطرابات السياسية وعدم الاستقرار الأمني، الغلاء الشديد والاضطراب الاقتصادي، إلى جانب فساد الطرق من قبل اللصوص والقُطاع.
القرامطة
كانت المرة الأولى التي تعطل فيها الحج بسبب «القرامطة» الذين كانوا يعتقدون بأن شعائر الحج من شعائر الجاهلية ومن قبيل عبادة الأصنام، وذلك سنة 316 هجرية «لم يحج أحد في هذه السنة خوفاً من القرامطة».
وقد كان زعيمهم آنذاك أبو طاهر القرمطي، الذي أنشد على باب الكعبة يوم الثامن من ذي الحجة سنة 317هـ، داعيًا سيوف أتباعه بأن تحصد حجاج بيت الله قتلًا ونهبًا وسفكًا وبإشرافه على تلك المجزرة، وكان ينادي ويقول لأصحابه: «أجهزوا على الكفار وعبدة الأحجار، ودكوا أركان الكعبة، اقلعوا الحجر الأسود».
ويومها تعلق الحجاج بأستار الكعبة واستغاثوا بالله، فاختطفتهم سيوف هذا الطاغية من كل جانب، واختلطت دماؤهم الطاهرة وأجسادهم المحرمة، بأستار الكعبة، حتى زاد عدد من قتل في هذه المجزرة عن 30 ألفاً، دفنوا في مواضعهم بلا غسل ولا كفن ولا صلاة.
قلع الحجر الأسود
كما قام القرامطة بجمع 3 آلاف جثة حاج وطمروا بها بئر زمزم وردموه بالكلية، ثم قاموا بعد ذلك بقلع الحجر الأسود من مكانه وحملوه معهم إلى مدينة «هجر» بالبحرين، حيث كانت مركز دعوتهم وعاصمة دولتهم، وكان أبو طاهر قد بنى بها داراً سماها دار الهجرة، فوضع فيها الحجر الأسود ليتعطل الحج إلى الكعبة ويرتحل الناس إلى مدينة «هجر»، وقد تعطل الحج في هذه الأعوام (يقال إنها 10 أعوام)، حيث لم يقف أحد بعرفة ولم تؤد المناسك، وذلك لأول مرة، منذ أن فرضت الشعيرة.
مذبحة صعيد عرفة
الحادثة الأخرى كانت سنة 251هـ، والتي تُعرف بـ «مذبحة صعيد عرفة»، وأُبطِل الحج حينها، بعد أن هاجم إسماعيل بن يوسف العلوي ومن معه؛ جموع الحجاج فقتلوا منهم أعدادًا كبيرة.
داء الماشري
وتوقف أيضاً في سنة 357 هجرية، بسبب «داء الماشري» الذي انتشر في مكة، فمات به خلق كثير، وفيها ماتت جمال الحجيج في الطريق من العطش ولم يصل منهم إلى مكة إلا القليل، بل مات أكثر من وصل منهم بعد الحج.
الغلاء
وفى سنة 390 هجرية انقطع الحاج المصري في عهد العزيز بالله الفاطمي لشدة الغلاء، وفى سنة 419 هجرية لم يحج أحد من أهل المشرق ولا من أهل مصر، وفى سنة 421 هجرية تعطل الحج أيضاً سوى شرذمة من أهل العراق ركبوا من جمال البادية من الأعراب ففازوا بالحج، وفى سنة 430 لم يحج أحد من العراق وخراسان، ولا من أهل الشام ولا مصر.
فقدان الأمن
وفى أحداث سنة 492 هجرية حل بالمسلمين ارتباك وفقدان للأمن في أنحاء دولتهم الكبيرة بسبب النزاع المستشرى بين ملوكهم، وقبل سقوط القدس في يد الصليبيين بخمس سنوات فقط لم يحج أحد لاختلاف السلاطين.
أما في أحداث سنة 563 هجرية، فلم يحج المصريون لما فيه ملكهم من الويل والاشتغال بحرب أسد الدين، وبعد ذلك لم يحج أحد من سائر الأقطار ما عدا الحجاز من سنة 654 إلى سنة 658 هجرية.
وفى 1213 هجرية توقفت رحلات الحج أثناء الحملة الفرنسية لعدم أمان الطريق.
وباء قادم من الهند
وأشارت «الدارة» نقلًا عن علماء التاريخ: «انتشر سنة 1246هـ وباء قادم من الهند وقتل ثلاثة أرباع الحجاج، وفي سنة 1837م تفشّت الأوبئة بالحج واستمرت حتى 1892م، وشهدت تلك الفترة موت ألف من الحجاج يوميًا، نظرًا لتفشّي وباء شديد الخطورة.