أشعل هروب المواطن الأردني تامر السعودي، أحد المصابين بفيروس كورونا وسائل التواصل الاجتماعي، وقوبل هروبه بغضب عام شمل كافة الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي حيث وصفوا تصرفه بغير مسؤول، وناشده الجميع العودة إلى مستشفى الأمير حمزة الحكومي حيث افتتحت الحكومة الأردنية فيه قسماً خاصاً للعزل الصحي وفقاً للمقاييس العالمية حسب وصف مدير المستشفى عبد الرزاق الخشمان.
بينما انتقده عشرات ومئات المعلقين طالبين الجهات الرسمية سرعة القبض عليه وإعادته فوراً إلى عزله قبل أن ينقل للعشرات في محيطه الاجتماعي عدوى فيروس كورونا «كوفيد19» ، ومن يصادفه دون أن يعرف أنه حامل للفيروس المستجد الأكثر خطورة على المسنين والمصابين بأمراض مزمنة.
وفي فترة زمنية قياسية جداً، استطاع الأمن العام الأردني بتوحد جهود الأمن العام والبحث الجنائي والأجهزة الرسمية، القبض عليه بعد مرور فترة وجيزة جداً على هروبه في مقر إقامته ،واصطحبه هو وخادمة معه للعزل الصحي،ولإخضاعهما للفحصوصات الدقيقة.
بيان الأمن العام الأردني الرسمي
قال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام ،أن فريق خاص من البحث الجنائي،والذي تولى البحث عن الشخص الذي هرب من العزل الصحي داخل مستشفى الأمير حمزة،قد تمكن من تحديد مكان تواجده ومداهمته ،بعد أخذ الاحتياطات اللازمة ،والقى القبض ،كما وجرى اصطحاب خادمة ،وجدت بذات المكان لاجراء الفحوصات اللازمة لها.
موقف وزارة الداخلية الأردنية
وردت وزارة الداخلية الأردنية على أول حالة هروب لأحد المصابين في فيروس كورونا في الأردن ،بالإيعاز بضرورة تشديد الرقابة والحراسة على مراكز العزل الصحي للمصابين بفيروس كورونا لحماية الأصحاء من احتمالية احتكاك المصابين بهم ومن ثم نقل العدوى إليهم قبل شفائهم التام والكامل.
المصاب الهارب يكشف سبب هروبه
بعد تلقي المصاب بفيروس كورونا الهارب تامر السعودي الكثير من الانتقادات في وسائل التواصل الاجتماعي،وبالأخص : "الفيسبوك" ،وبعد إعادته عن طريق البحث الجنائي والأمن العام للعزل الصحي في مستشفى الأمير حمزة،قام بمداخلة هاتفية مع إحدى النشرات الإخبارية في قناة "المملكة" الأردنية، للدفاع عن نفسه، وكشف سبب هروبه من عزله الصحي،ورفضه المكوث فيه، واختياره العزل في منزله الخاص، فقال: «لم تعجبني أي غرفة في قسم العزل الصحي، ولم أجد ظروف مناسبة للعزل الصحي فيه، فقررت مغادرة المستشفى، والعودة إلى منزلي».
ونفى تامر أنه هرب، وأكد أنه ملتزم بالعلاج، وقال أنه اختار أن يعزل نفسه عن الناس في منزله الذي يراه أفضل بكثير من قسم العزل الصحي.
وأنه قام منذ شعوره ببعض الأعراض إثر عودته من بريطانيا يوم الأحد الماضي، بعزل نفسه في منزله لمدة 5 أيام، ولم يختلط بأحد على الإطلاق منذ 6 أيام، وهي مدة عودته من بريطانيا إلى بلده الأردن، حتى تلقى اتصالا في الساعة الثانية عشرة والنصف ليلاً من مدير مستشفى الأمير حمزة ،عبد الرزاق الخشمان،وقال له أنّ نتيجة فحص «فيروس كورونا» إيجابية، فقلت له الحمد الله، وقال: «إنه سيرسل سيارة إسعاف لأخذه،فقال أنه هو سيحضر إليهم بنفسه في الصباح».
وأكد تامر مجدداً، أنه لم يهرب، لكنه فوجيء بالممرض المشرف بالعزل الصحي يستقبله بدون كمامة، وبأنّ غرفة العزل متسخة بالأتربة،فطلب الخروج من المستشفى،حيث أرشده المسؤول عن استقباله بالمستشفى للمصعد بنفسه،فتوجه إليه،وغادر المستشفى،عائداً بسيارته الخاصة التي أتى بها إلى منزله. وطالب بظروف عزل صحي أفضل للمصابين بفيروس كورونا.
رد مدير مستشفى الأمير حمزة على المصاب
قام مدير مستشفى الأمير حمزة، الدكتورعبد الرزاق الخشمان،بتفنيد ما قاله تامر السعودي،المعاد قسراً للعزل الصحي لحماية الناس من عدوى الفيروس فقال لقناة «المملكة» الأردنية : حين ثبتت بالفحوصات بأن السيد تامر السعودي مصاب، قمت بنفسي بالإتصال به ليلاً، ورد عليّ وهو نائم، وقلت له إني سأرسل له سيارة إسعاف لإحضاره للمستشفى والمكوث في العزل الصحي، فقال أنه يقيم بمنطقة سكنية قرب بعثة دبلوماسية ومقر إقامة شخص مهم، لهذا سيحضر بنفسه في الصباح.
وبعد اتصالات عديدة من الصباح لغاية الساعة الثالثة،أتى عصراً للمستشفى،وتجول في قسم العزل الصحي لمدة دقيقتين ثم هرب،ولحقه الحارس،لكنه لم يستمر بمطاردته بعد أن رأوه يركض هارباً،وهذا مثبت عبر كاميرات المستشفى.
ولم تسجل أي شكوى رسمية من قبل مصابين آخرين من ظروف العزل الصحي،الذين مكثوا فيه برضاهم،وعادوا لمنازلهم بعد تعافيهم تماماً أو عند التأكد من سلامتهم،وكافة أقسام الحجر الصحي مستوفية للشروط العالمية ،نحن نركز على الخدمات الطبية، لا على الخدمات الفندقية.
وهو بخروجه من المستشفى،قام بتصرف غير مسؤول،يعرض حياة الآخرين للخطر،وواجبنا حماية الناس،ومنع وصول العدوى إليهم.
وأضاف مدير المستشفى الخشمان: "أنا أقدر حالته النفسية،لكنه لا يجوز له الخروج من العزل الصحي وهو مصاب بفيروس كورونا.
وأضاف: أنه كان على تامر السعودي اللجوء إليه قبل أن يهرب من العزل الصحي.
وأعرب الخشمان عن أسفه لإعلان بعض البيانات الشخصيّة للمريض، لكن الضرورة وحماية المواطنين تقتضي ذلك.
عدد المصابين والمعزولين للإشتباه في الأردن
حسب البيانات المحلية هناك 83 حالة موجودة حاليا في الحجر الصحي، و12 حالة إصابة، من بين المصابين أردنيان، و4 فرنسيين وعراقية، وكلها إصابات جاءت من الخارج.
ولم تسجل للآن أي حالة إصابة فيروس انتقلت من أردني إلى أردني، ويتمنى الجميع عدم حصول ذلك.
قرارات صارمة للحد من انتشار وتفشي فيروس كورونا في الأردن:
- تعطيل المدارس الحكومية والخاصة وتعويضها بالتدريس عن بعد عبر قناتين تعليمتين وثالثة عبر قناة رياضية حولت للتعليم.
- منع تقديم الأرجيلة في المطاعم والمقاهي.
- إغلاق 200 مقهى لتدخين الأرجيلة لمخالفتها تعليمات منع تقديم الأرجيلة.
- إلغاء نظام البصمة لدوام الموظفين في المؤسسات الحكومية والخاصة.
- تعقيم وسائل النقل العامة والخاصة وعربات التسوق والأماكن العامة.
- منع الفعاليات والحفلات والتجمعات الكثيفة التي تسارع في نقل العدوى بين الناس.
- منح وزير الصحة صلاحية فرض عقوبات للمخالفين من مؤسسات وأفراد لا يلتزمون بقرارات وزارة الصحة ويعرضون الناس للعدوى ،ويتسببون بتفشي مرضاً وبائياً، وتصل العقوبة للحبس من شهرين إلى سنة، ودفع غرامات مالية تصل إلى ألف دينار1500 دولار.
- حث المسنين ممن هم فوق الـ 70 عام ولا يتمتعون بمناعة مناسبة،البقاء في منازلهم كإجراء احترازي لحمايتهم من فيروس كورونا.
- إلغاء صلاة الجماعة في المساجد، والإكتفاء برفع الآذان في المساجد، وبخطبة جمعة موحدة لكافة المساجد.
- يوجد توجه لجعل كثير من الموظفين يعملون من منازلهم بنظام العمل المرن المدفوع الراتب في المؤسسات الحكومية والخاصة لمنع الإختلاط.
- الحث على ترك مسافة آمنة بين الموظفين الذين يتطلب عملهم الإستمرار في العمل بدوائرهم.
- فحص فيروس كورونا لا يستغرق ظهور نتيجته سوى 4 ساعات فقط.