يعتمد كورونا في حربه على جعل جسم الإنسان يهاجم نفسه، فعادةً ما تكون الخلايا البشرية محمية من الأعداء الخارجيين، لكن الفيروس التاجي يستخدم بروتيناته الخاصة مثل المفاتيح لفتح هذه "الأقفال" ودخول خلايا الجسم .
وبحسب فريق من معهد العلوم البيولوجية الكمية (QBI) في جامعة كاليفورنيا بقيادة عالم الأحياء «نيفان كروجان»
يختطف الفيروس الخلية البشرية ويحتلها بمجرد دخوله إليها، إذ يرتبط بالبروتينات التي تستخدمها الخلية عادةً لوظائفها الخاصة، ثم يحولها إلى مصنع لفيروسات كورونا وفقًا لمجلة "ساينس ألرت".
وتبدأ الخلايا في الموت بسبب إنتاج الآلاف والآلاف من فيروسات كورونا، وأكثر الخلايا المعرضة للتلف بسهولة هي خلايا الرئة، فإنها تتكون من كميات كبيرة من بروتينات "القفل" التي يستخدمها فيروس كورونا المستجد للدخول.
تابعي المزيد: «كان» تفتح أجنحة مهرجانها للمشردين للحد من كورونا
ويتسبب موت عدد كبير من خلايا الرئة لدى الشخص في ظهور أعراض تنفسية مرتبطة بـ COVID-19
ويعتمد فيروس كورونا في تكوينه على ما يقرب من 30 بروتينًا يستخدمها "كمفاتيح" لاقتحام خلايا الجسم التي تتكون من 20 ألف بروتين، لكي يتمكن من تدميرها.
وهناك طريقتان للرد وفق فريق البحث الذي يقوم باجراء دراسة، حول : كيف يهاجم فيروس كورونا المستجد الخلايا البشرية..
أولًا : يمكن أن تهاجم الأدوية بروتينات الفيروس، مما يمنعها من القيام بوظائف مثل دخول الخلية أو نسخ المواد الوراثية بمجرد دخولها، لكن المشكلة هي أن الفيروس يتطور بسرعة شديدة ويمكن ألا تؤثر بعض الأدوية عليه بمرور الوقت وتصبح بلا فائدة.
وبدلًا من ذلك يمكن أن يعمل الدواء عن طريق منع البروتين الفيروسي من التفاعل مع البروتين البشري الذي يحتاجه، مما يمثل ميزة كبيرة في تعطيل الفيروس نفسه، لأن الخلية البشرية لا تتغير بسرعة.
ولمعرفة البروتينات التي يحتاجها الفيروس للتكاثر استخدم العلماء بروتينات فيروسية بعلامات كيميائية صغيرة ملحقة بها، يطلق عليها "الطعم"، وبعد أيام كان لدى كروجان وزملائه قائمة جزئية من البروتينات البشرية التي يحتاجها الفيروس التاجي ليتكاثر، وكانت هذه هي القرائن الأولى التي يمكن استخدامها في ابتكار علاج.
إيجاد الدواء المناسب
ومن خلال فهم الجزيئات التي يحتاجها الفيروس للبقاء على قيد الحياة يحتاج العلماء إلى تجارب قد تكلف سنوات وملايين الدولارات ، لذا قرروا البحث في 20 ألف دواء معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تم اختباره بالفعل للسلامة.
واستخدم الكيميائيون قاعدة بيانات ضخمة لمطابقة الأدوية والبروتينات المعتمدة، فوجدوا 10 أدوية مرشحة الأسبوع الماضي، من بينها دواء للسرطان يسمى JQ1، وعلى الرغم من صعوبة التنبؤ بكيفية تأثير هذا الدواء على الفيروس، إلا أن لديه فرصة جيدة لمساعدة المرضى.
ويبحث العلماء في التركيبات الدوائية وتجربتها على الفيروس، وخلال وقت قريب سيتمكنون من تحديد أي من هذه الأدوية فعال في القضاء على الفيروس.
والبشرى هي أن الفريق اكتشف 50 عقارًا موجودًا بالفعل متعلق بالبروتينات البشرية التي حددها العلماء، مما يجعل هناك آمل في العثور على دواء لعلاج COVID-1"، وستنشر النتائج قريبًا على الإنترنت