أشارت عدة دراسات صينية وألمانية إلى أن أكثر المتضررين من فيروس كورونا كوفيد 19، هم من كبار السن ومن يعانون من أمراض مزمنة ونقص المناعة وكذلك المدخنين، فهؤلاء هم أغلب من كانت إصابتهم شديدة واستدعت بقاءهم في المستشفيات للرعاية الصحية، وأحيانًا في العناية المركزة، ومع هذا فإن الرعاية الصحية لم تؤتي ثمارها.
نقص المناعة لدى مرضى الأورام
كشف الدكتور فهد المقبل، اختصاصي الأورام في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، أن أكثر من 60 % من مرضى الأورام هم من فئات عمرية كبيرة، وبينهم من يعاني من أمراض مزمنة كمرض السكر والضغط وأمراض صدرية أخرى، وما يزيد الوضع سوءًا وخطورة على مرضى الأورام -بخلاف العوامل السابقة- أنهم يخضعون لعلاج كيماوي للقضاء على الورم أو السيطرة عليه، يسبب لهم نقصًا في المناعة مما يضعف الجسم أمام مقاومة فيروس كورونا كوفيد 19 في حال مهاجمته الجسم، ويُعرضه لمضاعفات خطيرة لا تُحمَد عقباها.
وأضاف الدكتور فهد أن أفضل طريقة للتعامل مع فيروس كورونا بالنسبة للمرضى المصابين بأورام بشكل خاص هو الوقاية من الفيروس، والوقاية تتحقق بالابتعاد عن أماكن التجمعات البشرية قدر المستطاع، والامتناع عن السفر للأماكن الموبوءة، والأفضل من ذلك ملازمة المنزل قدر المستطاع، وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، فقد أثبتت إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة أمريكية مرموقة وهي New England Journal of Medicine، وجود الفيروس في الهواء لمدة ثلاث ساعات، إذا كان هناك شخص مصاب سبق له الوجود في المكان، وكذلك الاهتمام بالنظافة الشخصية، له دور كبير في الوقاية من الإصابة، والابتعاد عن المصافحة باليد وغسل اليدين باستمرار، وتعقيم الأسطح في الأماكن العامة، مثل مقبض الباب أو مفاتيح الإضاءة أو زر تشغيل المصعد وغيرها، خصوصًا أنه ثبت أن فيروس كورونا يعيش لمدة 72 ساعة على أسطح البلاستيك، وبالنسبة لغسل اليدين يكون بالماء والصابون على الأقل لمدة عشرين ثانية، كما أوصى بذلك مركز مكافحة الأمراض الأمريكي.
تلك الطريقة على الرغم من سهولتها وبساطتها فإنها أثبتت فعاليتها وبقوة في القضاء على هذا الوباء ومنع انتشاره، وهذا الإجراء متَّبَع من قديم الزمان في أغلب الأوبئة والأمراض المُعدية، ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أوصى قبل 1400 سنة بذلك عندما قال: "إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها"، متفق عليه.
لكن في حال الاشتباه في الإصابة بهذا الفيروس لا بد من الابتعاد عن الآخرين، كيلا تساعد في انتشار هذا الوباء، ولا بد أيضًا من التوجُّه سريعًا إلى أقرب مستشفى لعمل الفحوصات وتلقي العلاج والرعاية الصحية.