بعد الكشف عن إصابة الطبيب الذي أعطاها لقاحاً يوم الجمعة، بفيروس كورونا، ودخولها الحجر المنزلي لاحتمال انتقال العدوى إليها، جاءت نتائج أول فحوصات فيروس كورونا المستجد الخاصة بالمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، سلبية، وفقاً لما ذكرته المتحدثة باسم ميركل يوم الإثنين 23 مارس الجاري.
وقالت المتحدثة باسم ميركل لـ CNN: "جاءت نتائج الفحوصات التي أجريت اليوم سلبية وستُجرى فحوصات أخرى في الأيام القليلة القادمة".
وكانت قد دخلت المستشارة الألمانية الحجر المنزلي الذاتي، يوم الأحد، وأكد سيبيرت المتحدث باسمها إن المستشارة الألمانية ستجري فحوصات بشكل مستمر لأن الفحص الذي يُجرى في المرحلة الأولى من العدوى لا يمكن الاعتماد عليه، وستواصل ميركل القيام بعملها بشكل طبيعي من منزلها خلال فترة الحجر.
مناشدات ميركل لتجنب انتشار كورونا
أكدت المستشارة الألمانية أن فيروس كورونا المستجد هو التحدي الأكبر أمام بلادها منذ الحرب العالمية الثانية.
وحثت ميركل، في خطاب تلفزيوني، جميع الألمان على المساعدة في مكافحة انتشار فيروس كورونا من خلال تنفيذ أحدث اللوائح التي تهدف إلى الحد من التواصل الاجتماعي المباشر وتجنب حدوث إصابات جديدة قدر الإمكان.
وقالت المستشارة الألمانية إن "الأمر خطير. فلنأخذه بجدية.. منذ الوحدة الألمانية في الواقع منذ الحرب العالمية الثانية لم يكن هناك أي تحدٍ لبلدنا، كان فيه العمل التضامني بالغ الأهمية مثلما هو الآن".
وناشدت الألمان الالتزام باللوائح غير المسبوقة التي تفرض قيوداً على الحياة العامة، التي تم الاتفاق عليها مع جميع الولايات في وقت سابق هذا الأسبوع.
ويذكر أن شعبية الاتحاد المسيحي الديمقراطي، حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، شهدت ارتفاعاً واضحاً خلال أزمة عدوى فيروس كورونا المستجد.
من هي أنجيلا ميركل؟
كتبت الصحافية الألمانية «باتريشيا ليسنير كراوس» في كتاب صدر مؤخراً لها يتحدث عن السيرة الذاتية لأول مستشارة ألمانية حمل عنوان: "ميركل.. السلطة.. السياسة" أن أول مستشارة في تاريخ ألمانيا عملت أثناء دراستها الفيزياء كنادلة في إحدى الحانات. وكانت ميركل خلال مرحلة المراهقة الطالبة الأولى على مدرستها وكانت ترغب في ان تصبح معلمة، لكن هذا الحلم تبدد بعدما اعتبرت الحكومة الشيوعية أسرتها مشتبها بها. لذلك فقد درست الفيزياء ومارست عملا لبعض الوقت في حانة.
دخلت ميركل، واسمها الكامل أنجيلا دوروثيا كاسنر، عالم السياسة عام 1989، بعد سقوط جدار برلين، الذي كان يفصل بين ألمانيا الغربية، التي ولدت فيها عام 1954، وألمانيا الشرقية التي نشأت فيها وقضت فيها كل حياتها إلى أن توحدت البلاد.
ارتقت أنجيلا ميركل في المسؤوليات السياسية لتصل إلى منصب زعيمة الحزب الديمقراطي المسيحي، ثم تصبح عام 2005، أول امرأة تتولى منصب المستشارة الألمانية.
وبحسب الـ BBC فقد أطلقت الصحف والمجلات العديد من الألقاب على ميركل، منها بينها السيدة الحديدية، لمواقفها الصارمة ومنهجها العلمي الجاف مقارنة بالعمل السياسي التقليدي، كما يطلق عليها الألمان لقب "الأم"، لما يجدون فيها ربما من عاطفة وتفاعل مع حاجياتهم الاجتماعية.
وصنفتها مجلة فوربس الأمريكية أقوى امرأة في العالم نظراً لبقائها في الحكم مدة طويلة ولنجاحها الاقتصادي الباهر وصمود ألمانيا أمام الأزمة الاقتصادية العالمية، التي أصابت أغلب دول أوروبا بالركود، وكادت أن تودي بأخرى إلى الإفلاس.
وعندما اشتدت أزمة المهاجرين الهاربين من الحروب والمجاعة نحو أوروبا، ومقتل الآلاف منهم في البحر الأبيض المتوسط. فاجأت المستشارة الألمانية العالم عندما فتحت حدود بلادها لجميع اللاجئين، وعلى الرغم من أنها واجهت معارضة كبيرة في بلادها بعد دخول أكثر من مليون لاجئ ومهاجر إلى ألمانيا، وتراجعت شعبيتها في الانتخابات، إلا أنها تمسكت بموقفها من اللاجئين، وكان يتوقع لها أن تفوز بجائزة نوبل للسلام.