بدأت الحواسيب مع بداية الثمانينيات، واستولت وحدها على المدخل الوحيد لعالم الإنترنت، الذي صمم ليربط الحواسيب حول العالم ببعضها، وظل الوضع كذلك لـ 15 سنة، حتى تدخلت الهواتف وبدأ شكل العالم يتغيّر.
مع غرس مبدأ الإنترنت المتجول، والتواصل الدائم مع الإنترنت، زادت حاجتنا واعتمادنا على الشبكة، فبدأ الإنترنت يتسرّب لأجهزة أكثر، كالحواسيب اللوحية، والطابعات، وأجهزة التصوير الفوتوغرافي، ثم الأجهزة القابلة للارتداء، مثل: النظارات والساعات، وبدأ معها عهد ما يعرف بإنترنت الأشياء.
لم يجد العلماء تعريفًا رسميًّا لفكرة إنترنت الأشياء، ولكنه مصطلح يصف الأجهزة التي تتصل ببعضها البعض عبر الإنترنت، بشرط ألا تنتمي لفئة الحواسيب.
يندرج تحت مصطلح إنترنت الأشياء، كل أجهزة المنزل "الذكية" التي صارت تتصل بالإنترنت، ويمكن التحكم بها عن بعد، أي التواصل بينها وبين جهاز آخر عبر الإنترنت. ومن الأمثلة ظهور مصطلح "البيت الذكي"، الذي يغلق فيه النور عبر أوامر من الهاتف تصل للجهاز عبر الانترنت، ومن الهاتف إلى كل شيء آخر في المنزل، كالباب والتلفاز والثلاجة وماكينة القهوة.
لا ينحصر إنترنت الأشياء بأدوات المنزل التي صارت تتصل بالإنترنت، كالثلاجة والفرن الكهربي والجلاية وماكينات صنع المشروبات والمأكولات السريعة، مرورًا بأنظمة الأمان التي تتحكم في مدخل المنزل ومخارجه، وتراقبه عبر كاميرات ترسل الصورة حية عبر الانترنت، بل إن المنزل الذكي هو واحد من تطبيقات ثقافة "انترنت الأشياء" في حياتنا.
وصل الإنترنت إلى كل أنواع المركبات التي نتنقل عبرها، وقريبًا سيصبح كل السيارات على الطرق قادرًا على التواصل مع بعضه البعض، بدون الرجوع إلى البشر، الأمر الذي سنعتمد عليه في إنهاء حوادث الطرق، وكذلك الأدوات الطبية، كأجهزة قياس الضغط والسكري الإلكترونية التي تجهز بمفردها تقاريرًا طبية مفصلة عن الوضع الصحي لمستخدمها.
يتصل إنترنت الأشياء بالكائنات الحية راهنًا، ولا يقتصر استعماله على الجمادات، وفي هذا الإطار هناك أجهزة التتبع التي تركب للحيوانات البحرية وتمكن العلماء من تتبعها ودراسة سلوكها، والتعرف إلى بياناتها الحيويّة، مثل: نبضات القلب ومقدار الحركة، وهي بيانات ترسل إلى الحواسيب عبار جهاز صغير يتصل بالانترنت، بينما هو مركب في الحيوان.
الأمر نفسه يحدث في المزارع الحديثة، حيث تركب للأبقار أجهزة تتبع، تقيس معدلاتهم الحيوية، والهرمونات، وتحدد أفضل وقت للحلب والتخصيب، وتسهل تتبع الحالة الصحية لكل الماشية.
يتوقّع علماء الاقتصاد أن يكون 2020 هو عام إنترنت الأشياء، إذ تظهر الإحصائيات نموًّا متسارعًا في سوق الأجهزة والأشياء المتصلة بالإنترنت، متوقعين أن تفوق مبيعاتها، مبيعات الحواسيب والهواتف، التي كانت يومًا ما، المدخل الوحيد لعالم الانترنت.
تابعوا المزيد: تكنولوجيا الهولوجرام