حب الخير ومساعدة الآخرين، خصلتان حميدتان، تتحلَّى بهما سيدات السعودية، كما تشهد لهنّ وقفاتهن الإنسانية المتكررة على ما يتميزن به من صفاتٍ نبيلة، وأخلاقٍ كريمة.
ومن الأمثلة الحية على ذلك، سيدة الأعمال السعودية مريم المطيري؛ إذ تعد مثالاً للمثابرة والجود وكرم الأخلاق.
فقد لفتت مريم أنظار الملايين؛ عبر إطلاقها مبادرات تخدم الوطن، مستهدفة خط الدفاع الأول عنه، رجال الشرطة والأمن، بتوزيع أكياس ورقية، تحتوي على مجموعة من المعقمات والكمامات والقفازات على الدوريات الأمنية في شوارع محافظة عنيزة، كما وضعتها رهن أمر وزارة الصحة؛ لاستخدامها في أزمة كورونا المستجد، وأطلقت أسطولاً من السيارات التي تمتلكها؛ لتوصيل ما يحتاج إليه الناس من الصيدليات إلى بيوتهم مجاناً «خدمة توصيل مجانية»، إلى جانب توفير أجهزة النقاط للدفع بالبطاقة دون الحاجة إلى النزول والسحب من الصراف الآلي.
وبرهنت المطيري بأفعالها هذه، قدرة المرأة السعودية على الوقوف مع إخوتها الرجال، وبذل الغالي والنفيس لحماية الوطن وأبنائه.
وقد لاقت أعمال مريم تشجيعاً وقبولاً كبيرين في مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما «تويتر»، حيث أطلق رواد «الطائر الأزرق» وسماً بعنوان #بنت_الرجال_مريم_المطيري تكريماً لها، أثنوا فيه على أعمالها ومواقفها المشرِّفة.
كما كرَّمها الأمير فيصل بن مشعل؛ بدرعٍ، بعد اتصال هاتفي، وصفها فيه بـ«كحيلة من كحيلات الوطن».
من جهتها، عبَّرت المطيري عن سعادتها البالغة بالكلمات التشجيعية من الأمير فيصل بن مشعل، أمير منطقة القصيم، وإشادته بها عبر حسابه الخاص في موقع «تويتر»، ودعمه الدائم لمبادرات شباب الوطن.
مبادرة «فينا خير»
وكغيرها من المواطنات السعوديات، ممن يسعين إلى خدمة أفراد المجتمع بجهود ذاتية، ولا يرتجين من هذه الأعمال سوى الأجر والثواب وخدمة وطنهن، أقْدَمَت المواطنة السعودية منيرة الخالدي، التي تعيش في بلدة العيون، إحدى القرى الشمالية بمحافظة الأحساء، على تأسيس مبادرة اجتماعية؛ عبارة عن تأمين 500 حقيبة طبية تضم مواد معقّمة وكمامات للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، بالإضافة إلى سلال تموينية، تضمُّ أصنافاً متنوعة من المواد الغذائية، وتوزيعها مجاناً على كل الأسر المتضررة من هذه الأزمة، وتحديداً ممن يعتمدون في معيشتهم على الدخل اليومي من أبناء بلدتها «العيون»، بالإضافة إلى القرى المجاورة؛ وذلك مساهمةً منها في خدمة وطنها، الذي لم يَدَّخِرْ جهداً في الحد من انتشار هذا الفيروس، عبر الجهات الصحية المختصَّة بالمملكة، بجانب أفراد المجتمع.
وقد أشارت الخالدي لـ«سيدتي» إلى أنها أطلقت على المبادرة اسم «فينا خير»، وهي بهدف مساعدة الأسر التي لا تستطيع تأمين مواد معقمة تحميها من الإصابة بهذا الوباء، حيث قالت: «لقد تمَّ تأمين وشراء هذه الكمية بجهود ذاتية، وبعد تجهيزها داخل منزلي، تمَّ توزيعها على الأسر المحتاجة، بمساعدة مجموعة من الشباب المتطوع، الذي تكفَّل بإيصالها إلى كل أسرة، بعد التنسيق مع أحد المشرفين بجمعية العيون الخيرية».
وذكرت الخالدي، التي تعمل موظفة في إحدى المدارس الحكومية، أنها رغم متطلباتها المعيشية المرتبطة بأسرتها، فإن ذلك لم يثنِ عزيمتها؛ حين بادرت بتأسيس هذه المبادرة من جيبها الخاص، حيث قالت: «لقد استقطعتُ جزءاً من راتبي لشراء هذه المواد، ومن ثَمَّ توزيعها على الأسر من أفراد مجتمعي، وهدفي الرئيسي من هذه المبادرة هو خدمة وطني الذي لن أوفيه حقه، ويكفيني فخراً أنني سعودية»