في طبقة الستراتوسفير العالية، يعمل الأوزون كدرع لحمايتنا من أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة، والتي ترتبط بسرطان الجلد وإعتام عدسة العين، بالإضافة إلى مشاكل بيئية أخرى.
إلا أن الاستخدام الواسع النطاق لمركبات الكربون الكلورية الفلورية الضارة في منتجات مثل الثلاجات في السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، أدى إلى تلف الأوزون في غلافنا الجوي ما أدى إلى ثقب في طبقة الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية.
قد يجهل البعض أن ثقب الأوزون متغير الحجم، فحجمه غير ثابت، وقد يختفي ويعود، ويتغير من فصل لآخر أو من شهر لآخر، وعادة ما يتشكل كل عام في أغسطس، ويبلغ ذروته في شهر أكتوبر، قبل أن ينغلق أخيرًا في أواخر شهر نوفمبر أو ديسمبر.
لكن في العام 2019 وبشكل مفاجئ، طرأ تغيير جديد على حالة الثقب، فلم يقتصر الأمر على انغلاق الثقب في وقت أبكر من المعتاد، إلا أنه بلغ أصغر مساحة منذ 30 عامًا بسبب الظروف الجوية غير العادية.
وتنبأت التوقعات الصادرة عن خدمة كوبرنيكوس لرصد الغلاف الجوي (CAMS) بأن ثقب الأوزون هذا العام سيغلق أبكر من المعتاد.
وعلق Antje Inness ، كبير العلماء في نظام إدارة ضمان الكفاءة ، قائلاً: "بلغ الحد الأقصى لثقب الأوزون لعام 2019 حوالي 10 مليون كيلومتر مربع، وهو أقل من نصف حجم ثقب الأوزون الذي وصل إليه في العقود الماضية، وهذا يجعله واحداً من أصغر ثقوب الأوزون منذ الثمانينيات".
السبب وراء تراجع حجم ثقب الأوزون
الجدير بالذكر، أن هذا التراجع في حجم الثقب ظهر بفضل تغير السياسات العالمية والسلوك الإنساني تجاه حماية البيئة، وأبرزها بروتوكول مونتريال عام 1987 الذي يحظر استخدام مركبات الكربون الكلورية الفلورية، وتم العمل به منذ الثمانينات.
وهذا بروتوكول جاء لحماية طبقة الأوزون من خلال التخلص التدريجي من إنتاج واستهلاك هذه المواد الضارة، ما يؤدي إلى استعادة طبقة الأوزون.
وسيستمر شفاء ثقب الأوزون خلال السنوات القادمة، وفي التقييم العلمي لعام 2018 لاستنفاد الأوزون، تشير البيانات إلى أن طبقة الأوزون في أجزاء من الستراتوسفير قد تعافت بمعدل 1-3 ٪ لكل عقد منذ عام 2000.
ووقفاً لهذه المعدلات، من المتوقع أن تتعافى طبقة الأوزون الوسطى في النصف الشمالي من الكرة الأرضية بحلول عام 2030، تليها نصف الكرة الجنوبي حوالي عام 2050، والمناطق القطبية بحلول عام 2060.
انغلاق ثقب الأوزون في منتصف أبريل
وفي البيان الذي أدلى به على موقع وكالة الفضاء الأوروبية، وفقاً لموقع Somag News، ورد التالي: «بداية 14 آذار / مارس عام 2020، تقلص عمود الأوزون في القطب الشمالي إلى درجة بحيث يمكن اعتباره ثقبًا عاديًا للأوزون، ونتوقع إغلاق الثقب مرة أخرى في منتصف أبريل».