من المعروف حتى الآن أن العدوى نادرة في الأطفال أقل من 15 عاماً، بالرغم من أن فيروس كورونا شديد العدوى للمحيطين، ولكن الجديد أن بعض الأطفال يصابون فعلاً بالفيروس ومنذ الولادة، ولكن من التحاليل يتبين أن العدوى حدثت في عائلات جميع الأطفال المصابين، وأن الطفل حديث الولادة يأخذ الفيروس بعد الولادة من بيئة المستشفى، أو ربما من قطرات الفيروس التي جاءت من سعال الأم. في إطار حملة "سيدتي" (مرحباً بيتي)، كان لقاؤنا والدكتورة غادة فؤاد أستاذة الحساسية والمناعة بعين شمس التخصصي؛ للتحدث معنا عن كورونا والأطفال في نقاط مبسطة.
لماذا تقل حالات إصابة الأطفال؟
الأطفال أقل عرضة للتعرض في المقام الأول وأجسامهم لا تستجيب للفيروس، وقد يكون السبب انخفاض فرص التعرض أو تعرض خفيف غير مكتمل، أو عدوى بدون أعراض، ولهذا لم تسجل أي وفيات بين الأطفال إلا أقل القليل لهذا وجب التنبيه، فالأطفال الذين تقل أعمارهم عن عام واحد لا يمكنهم ارتداء كمامات واقية، لذا فهم يحتاجون تدابير وقائية محددة، مع مراقبة أو تقييم الرضع في أي أسرة بها أفراد مصابون، ويجب على القائمين على رعايتهم ارتداء الكمامات وغسل الأيدي قبل الاتصال الوثيق مع الرضع، وتعقيم لعب الأطفال وأدوات المائدة بانتظام، كما يجب أن يقتصر استحمام الرضيع على الأب والأم فقط، والابتعاد الاجتماعي للحد من انتشار الفيروس، إذ يرتفع خطر التعرض المحتمل للعدوى في التجمعات الكبيرة.
الأطفال والكورونا
وفق مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإنه منذ إعلان تفشي مرض فيروس الكورونا لأول مرة في 31 ديسمبرلم يتم تشخيص أي أطفال تقل أعمارهم عن 15 عاماً، فهم أقل عرضة للإصابة، وإذا ظهرت عليهم تكون أكثر اعتدالاً من البالغين، وقد يظهر على هؤلاء الأطفال المصابين علامات انتبهي لها: سيلان الأنف، السعال، التهاب الحلق، ارتفاع درجة حرارة الجسم بصورة عالية، القيء والإسهال وصعوبة في التنفس، وهي أعراض تشبه أمراض الجهاز التنفسي الأخرى مثل: الإنفلونزا ونزلات البرد، والتي تؤدي على الأرجح لحدوث سعال وحمى.
ولادة أول طفل مصاب
والمولود في شمالي شرق إيران من أم يحتمل إصابتها بفيروس كورونا، والجنين نزل بوزن 900 جرام، وقد وُلد بشكل مبكر، وقد تعرض للاختناق أثناء الولادة، وفيما بعد تبين أنه مصاب بفيروس كورونا (كوفيد-19)، رغم أنه ولدت 3 أمهات بعد ذلك مصابات بالفيروس إلا أن أياً من أطفالهن لم يكن مصاباً بالفيروس؛ وفي إطار هذا يصرح عدد كبير من الأطباء المختصين بأن عدوى فيروس الكورونا تنتقل للطفل الرضيع بعد الولادة -وليس قبلها- من بيئة المستشفى، أو ربما من قطرات الفيروس التي جاءت من سعال الأم المصابة.
وهناك "آدم" أول مولود مصري من أم مصابة بكورونا، وكانت محتجزة في مستشفى العزل بعد التأكد من إصابتها بالفيروس، وقد أمضت بالعزل تسعة أيام وكانت حاملاً في الشهر التاسع وعلى وشك الولادة، وبعد أن خضعت لتحاليل للتعرف: هل لا يزال الفيروس متواجداً لدى السيدة الحامل أم لا، قبل إجراء الولادة، وبالفعل تأكد الطبيب من سلامة السيدة وعدم وجود الفيروس في جسمها، فتقرر السماح لها بالخروج والتوجه لإجراء الولادة، بعد تعقيم غرفة الولادة واستمرار الأمر ساعتين، وأخذت العملية 45 دقيقة، وفور خروج الجنين تم الحصول على مسحة وعينة منه للتأكد من عدم إصابته بفيروس كورونا.
أعراض الإصابة بالفيروس
إصابة الطفل بضعف في الجهاز المناعي أهم وأبرز الأسباب التي تزيد من إصابة الطفل بفيروس كورونا، ومن هنا وجب الاهتمام بنوعية الطعام الذي يتناوله الأطفال والاهتمام بتقوية الجهاز المناعي بالأغذية الغنية بفيتامين "س" و"أ" وعنصر الزنك، والأعراض بعامة شبيهة بالأعراض نفسها التي يتعرض لها البالغون.غالباً ما تبدأ أعراض الإصابات عند الأطفال بعد يومين من التقاط العدوى، وتستمر مدة 10 أيام أو أكثر، وتتمثل في: ارتفاع درجة حرارة الجسم 38 ونصف درجة مئوية، سيلان الأنف، سعال جاف وضيق في التنفس، صداع حاد، الالتهاب الرئوي، وهذا يحدث في بعض الحالات وخاصة المصابين بمرض القلب والصدر، أو الذين يعانون من ضعف المناعة، وفي بعض الأحيان يتعرضون للغثيان، والبعض للإسهال.
التدابير الوقائية، والعلاج
لا يوجد علاج محدد للكورونا حيث إن الطفل يشفى تلقائياً، ولكن يمكن تناول خافض للحرارة، مسكنات للآلام، أخذ حمام ساخن من أجل تخفيض السعال، تناول كميات كافية من السوائل، الحصول على قسط كافٍ من الراحة، مع استشارة الطبيب بعد مرور عدة أيام في حالة عدم تحسن الطفل، والطبيب سيصف العلاج الذي يلائم جسد الطفل.
بقاء الطفل بالمنزل وعدم ذهابه إلى المدرسة، حثُّ الأطفال على اتباع طرق الحماية طوال الوقت، بتشجيع الطفل على غسل اليدين بدقة بالماء والصابون مدة 20 ثانية؛ لضمان تنظيف اليدين، التخلص من المناديل الورقية بعد استخدامها مباشرة في صندوق القمامة، مع تجنب الأشخاص المصابين بالمرض، وتهوية الغرفة باستمرار وتجنب الطفل للرطوبة.
وقاية ومعلومات
ضرورة ارتداء الطفل الكمامة بشكل دائم؛ تجنباً لتعرضه للإصابة، البقاء بالمنزل حالة ظهور أي من الأعراض عليه، استخدام المطهر لليدين بشكل دائم، عدم لمس الأسطح وتعقيم المنزل جيداً بالمطهرات، وتدريب الطفل على اعتياد عدم لمس الوجه والفم والأنف والعين بالأيدي قبل غسلها جيداً.
يتم تشخيص كورونا من خلال الفحص المخبري باستخدام عينة من دم المصاب، أو من مسحات الأنف والحلق، ويتضمن هذا الفحص فصل الفيروس عن طريق الزراعة الخلوية واستخدام تقنية pcr، وهناك صعوبة في الكشف عن المرض خلال الأعراض وحدها، كما أبرز الباحثون أن الفيروس يمكن أن يواصل الظهور في عينات البراز بعد وقت طويل من اختفاء أثره في عينات الأنف والحلق، وهي طريقة أكثر فاعلية لتحديد الفترة الزمنية لعزل الأطفال، وإن كان الغالبية من الأطفال الذين أصيبوا بالعدوى فهم ينتمون لأسر أصيب بعض أفرادها بفيروس كورونا، أو تربطهم صلات وثيقة بأشخاص أثبتت الفحوص إصابتهم بالمرض