العروسان حسام الجوهري ولارا حيدر، يدعوانكم لمشاركتهما الفرحة من منازلكم والدعاء لهما بالتوفيق بمناسبة زفافهما في ظل أزمة كورونا. بهذه الكلمات أعلن العروسان حسام الجوهري ولارا حيدر عن زواجهما في هذه الظروف الصعبة التي يشهدها لبنان وسائر الدول مع انتشار فيروس كورونا وفرض الالتزام بالحجر المنزلي.
مما لا شكّ فيه أنه خلال فصل الربيع تكثر الأعراس والمشاركة في المناسبات الاجتماعية المختلفة، ولكن مع انتشار فيروس كورونا الذي وقف عائقًا أمام الكثيرين من تحقيق هذه الأمنية، برز العروسان حسام ولارا اللذان تحدّيا الظروف، وأعلنا عن زواجهما الأحد الفائت الواقع في الخامس من أبريل دون إقامة أي حفل زفاف، ولا حضور للمدعوين لأنهما أصرّا على تحقيق فرحتهما الكبيرة التي سبق وتأجّلت.
اتفقنا على إقامة حفل زفاف ضخم
حول هذه الخطوة الشجاعة، يقول العريس حسام الجوهري (31 عاماً- صاحب صالون لتزيين الشعر) لـ "سيدتي" إنه "نظرًا لعدّة ظروف حصلت في لبنان منذ إعلان الثورة في أكتوبر 2019 ومع تردّي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فيه وصولًا إلى يومنا هذا مع انتشار فيروس كورونا، قرّرت أنا ولارا عدم الانتظار وإعلان زواجنا في موعده المحدّد والموافق في الخامس من أبريل. مع العلم أننا كنا نحضّر لإقامة حفل زفاف ضخم جدًا يضمّ حوالي الـ3 آلاف مدعو كحدّ أدنى؛ لأن عائلتي كبيرة وعائلة لارا كذلك، وكنا نخطط لجميع التفاصيل من مكان إقامة الحفل إلى فرقة الزفة، نوع الطعام وأطباق الحلويات... فعائلتي تريد أن تفرح بي خاصة وأنني أول شاب يتزوّج لديها، وكذلك عائلة لارا وهي الفتاة الوحيدة فيها، ولكن الواقع جاء مغايرًا تمامًا لطموحاتنا وتمنياتنا.
في البداية قرّرنا إقامة حفل زفاف مع توزيع كمّامات وقفازات على المدعوين، ولكن عندما اشتدت الأزمة سوءًا اقتصرنا في عدد المدعوين على المقرّبين من العائلة فقط، ثم انتهى المطاف بنا إلى احتفالنا منفردين في قصرنا للحياة الزوجية".
ويضيف حسام قائلًا:
"مع انتشار كورونا أصبحنا خائفين على جميع المدعوين من هذا الوباء، فقررنا عدم التأجيل رغم غضب الأهل وعدم المجازفة بهذا الموضوع؛ لأننا لا نريد المخاطرة بحياة أحد ولا حتى بحياتنا، فالقرار الصائب كان إعلان زواجنا وعندما تنتهي الأزمة لكل حادث حديث، وقد نحتفل مع الأهل والأصحاب والمقرّبين".
ما يجمعنا أمور مشتركة عديدة
حول تفاصيل تعرّفه إلى زوجته لارا، يشير حسام إلى أنه تعرّف عليها في شهر يوليو الفائت عندما قصدت صالونًا لتصفيف شعرها، والصدفة كانت أن حسام كان موجودًا أيضًا فيه؛ لأنه على علاقة صداقة مع صاحبه.
"أعجبني في بداية الأمر لون شعرها البلاتيني وهو اللون المفضل عندي، ومن ثم لفتني البيرسينخ على حاجبها خاصة وأنه عندي نفسه وأنا الوحيد في لبنان، فلاحظت أن لارا تفعله ذاته وبدأت أسألها عن الموضوع وعن مواضيع أخرى مثل طبعات الوشم التي تضعها على سبيل المثال، ومنذ اللحظة الأولى أعجبت بها وشعرت بأن أمرًا ما يشدّني نحوها.
مع الوقت تطوّرت العلاقة إلى أن تقدّمت إلى طلب يدها للزواج في شهر يوليو الفائت بعدما تخرّجت في الجامعة، وقد حدّدنا إقامة حفل زفاف ضخم جدًا في شهر نوفمبر الفائت، وقد أجلنا كما سبق وذكرت بسبب الأوضاع السياسية التي كانت سائدة في لبنان إلى موعد 5 أبريل الجاري.
أشعر بأن أمورًا مشتركة لا تعدّ ولا تحصى تجمعني بزوجتي، حتى لناحية الطعام وأسلوب الملابس وعشقنا للسفر خاصة أوروبا، وبصراحة لم أجد فرقًا واحدًا بيننا".
شهر العسل الذي لم يتحقق
حول إقامة شهر العسل بعد حفل الزفاف، يقول حسام إن "شهر العسل كان مقررًا خلال شهر مايو القادم وكانت الوجهة إلى أمستردام بسبب ورشة تدريب دعيت لها، ومن ثم إلى إسبانيا وفرنسا وتركيا ومن ثم إلى بيروت. كل هذه الخطة تم إلغاؤها وقررنا أن نخبر الأصحاب والمقرّبين بطريقة مهضومة أننا تزوجنا ومن يريد أن يقدّم لنا التهاني بإمكانه تحقيق هذا الأمر عبر الـ"واتساب"، وهناك العديد من الأشخاص الذين لا نعرفهم باركوا لنا إن كان من داخل أو خارج لبنان، وحتى هذه اللحظة لا تزال التهاني تأتينا من أنحاء العالم كافة".
ويؤكد حسام في حديثه قائلًا: إلا أن "الموعد الأول الذي حددناه للزفاف كان في 27 نوفمبر (تاريخ عيد مولدي)، ولكن للأسف كانت الأوضاع في لبنان صعبة جدًا إن كان من تسكير للطرقات أو للأوضاع السياسية السائدة، فقررنا وقتها تأجيل الزفاف إلى شهر أبريل وتحديدًا في الخامس منه، ومع انتشار كورونا قررنا عدم التأجيل ولا ليوم واحد، واليوم نحن في بيتنا ويجب أن نتقبّل هذا الواقع؛ لأنه لا حل آخر كان لدينا".
عدم التأجيل واتخاذ القرار الصائب
عن رسالته لكل عروسين في زمن كورونا يقول حسام إن "رسالتي إلى العروسين هي عدم التأجيل واتخاذ القرار الصائب حتى يجتمعا مع بعض في بيت واحد في ظل هذه الظروف الصعبة التي نمرّ بها ورغم الحجر المنزلي المفروض علينا؛ لأن الحياة حلوة مع الشريك، وبإمكان الإنسان أن يعيشها مع أو دون حفل زفاف خاصة وأن المهم هو الحب والاحترام، ونحن قادرون على جعل حياتنا حلوة أو بشعة".
وعن يومياتهما في زمن كورونا، يقول حسام إنهما يستيقظان صباحاً ويتناولان قهوتهما على شرفة المنزل المطلّة على الحديقة، ومن ثم يلعبان طاولة الزهر وبعض الألعاب الإلكترونية، ويقومان بتجهيز الطعام، بالإضافة إلى مشاهدة بعض الأفلام السينمائية، نمضي أوقاتًا حلوة ومسليّة في بيتنا".
العروس لارا حيدر: ما يجمعني بحسام هو الحب وأنا مقتنعة
أما العروس لارا حيدر (25 عاماً- موظفة في شركة) تقول أنها مقتنعة تماماً بالخطوة التي قامت بها، وهي مثل كل فتاة تحلم أن يكون حفل زفافها ضخماً بوجود أهلها وأصحابها وجميع المقرّبين، و "لكنني قررت عدم التأجيل خاصة وأنها المرة الثانية التي نؤجل بها الحفل، وأنا سعيدة جداً بحياتي الجديدة رغم إقامتنا لعرس عادي كنت فيه أنا وحسام فقط".
وحول رسالتها للعروس الذي تمّ تأجبل حفل زفافاها، تقول لارا "يجب عدم السماح لأي شيء يقف في طريق سعادتها، وفيما يتعلق بقضاء شهر العسل أعتبر نفسي أنني أعيشه في المنزل، وعندما تتغيّر الأمور بالتأكيد سوف نسافر ونقوم بكل الأمور التي نحبها".
العروسان حسام ولارا: حركة مهضومة
ويختم العروسان حديثهما مشيرين الى أنهما قررا أن يبادرا بحركة مهضومة تعلم أصدقاءهما بخطوتهما الجديدة، فما كان منهما إلا أن قاما بتصميم بطاقة زفاف تناسب زمن كورونا. وخطوتهما هذه لقيت تفاعلًا كبيرًا لدى المواطنين، مشيرين إلى أن "هناك أشخاصًا لسنا على معرفة بهم إلا أنهم اتصلوا بنا يباركون".
وعن ردّة فعل الأهل، "أشارا إلى أنهم "كانوا يفضلون إقامة حفل زفاف، ولكنهم رضخوا لاحقًا للأمر الواقع".
وحول تفاصيل يوم الزفاف يقول حسام إنه "من دون دعوة أحد، طلبنا أنا ولارا من منسّق الموسيقى إرسال الأغاني المتفّق عليها، كما طلبنا أيضًا قالب كاتو كرنفاليًا وعصيرًا وعشاءً فاخرًا ديليفري. وإلى باحة القصر دخلت على صهوة جواد، ثم وقفت على ظهر الجواد لتعانق يدي يد لارا من على شرفة القصر. رقصنا منفردين وتناولنا طعام العشاء في باحة القصر وقطعنا قالب الكاتو الكبير، كل هذه التفاصيل كنا نتشاركها بالطبع مع أهلنا وأصدقائنا وكل المقرّبين منا، الذين قدّموا لنا التهاني كما سبق وذكرت عبر الـ"واتساب".
زفاف لبناني جديد
بعد لارا وحسام، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لزفاف لبناني جديد في زمن كورونا، وقال الناشطون إن العريس يدعى شربل والعروس تدعى فليا. ويبدو من خلال الصور أنّ العروسين اختارا الاحتفال بزفاف بسيط بحضور الأهل، كما أنهما لم ينسيا وضع الكمامة التي باتت تمثل أحد عناصر الإكسسوار الأساسية.