الوباء العالمي فيروس «كوفيد 19»، المعروف باسم «كورونا» المستجد، ألزم الناس منازلهم، وأخلى الشوارع ومراكز الترفيه والأعمال، إلا أن الجلوس في المنازل واجتماع العائلة، أعاد بعض العادات التي سرقها الإيقاع السريع للحياة العصرية.
ونستطيع القول إن هذا الامتحان الحرج، دفع جميع شعوب العالم إلى اتخاذ موقف مشترك وإلى التضامن معاً وتماسك المجتمع، كما ساهمت الإجراءات الاحترازية في توطيد العلاقات الأسرية، التي هي القلعة الحصينة ضد وباء كورونا.
التقت «سيدتي نت» بالمستشارة الأسرية سلمى سيبيه، لتحدثنا عن هذا الموضوع، فقالت: لا يخلو مجتمع من الأزمات، ولكن بالتخطيط الجيد وتعاون أفراد الأسرة من الممكن تجاوزها، وهذا ما نسميه بإدارة الأزمات، وهي طريقة التغلب على اﻷزمة والتحكم بضغطها ومساراتها واتجاهاتها، وتجنب سلبياتها والاستفادة من إيجابياتها، وتحقيق أقصى المكاسب في أقصر زمن، والحد من الخسارات لأدنى حد ممكن.
- من هم جنود إدارة الأزمات
يختلف جنودها حسب كل أزمة، لكن يظل وعي الأسرة هو أساس اعتماد الحكومات لحل الأسرة، فمثلاً أزمة كورونا العالمية، كان جنودها الأسرة وولاة الأمر، والجنود والأطباء هم من يقع عليهم العبء الأكبر، لكن لو تكفلت كل أسرة بحماية جانبها، وتنفيذ التعليمات لانتهت الأزمة بأسرع وقت، وهنا نلاحظ أن الأسرة ووعيها أو عدمه، هم المحك الحقيقي لإدارة هذه الأزمة.
الأسرة تحمل على عاتقها العبء الأكبر
1. دور الأسرة لا يكلفهم إلا الوعي وتنفيذ التعليمات، فحينها تخف الحالات، خاصة الوالدين، فواجبهم أولاً الاجتماع ودراسة الإرشادات الصحية لدى كل أفراد العائلة بما فيهم الأطفال والخدم، ومتابعة تطبيق التعليمات؛ حتى تصبح نمط حياة تسير عليه.
2. وعلى الأم تحديداً الانتباه إلى أخذ المعلومات من مصادرها الصحيحة، والبعد عن الشائعات والمعلومات المغلوطة، ومن أهم واجباتها أيضاً تهدئة أفراد الأسرة؛ لكي لا يصيبهم القلق والذعر والتوتر، وتصبح النتائج كارثية.
3. كما يجب على الوالدين الحرص على إعلاء الروح الوطنية في النسيج المجتمعي من خلال الأسرة، والحرص على اطلاع الأبناء على نماذج من الأعمال الوطنية التطوعية خلال هذه الفترة، خاصة مع توافر العديد من النماذج المشرقة.
4. الوعي الأسري والمجتمعي، وتطبيق تعليمات الجهات الصحية كفيلة بإذن الله في منع وانتشار الفيروس، خاصة أن حكومتنا الرشيدة كانت سباقة في اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية، ووفق أعلى المعايير الطبية، ولذا واجبنا معاونتهم لمصلحة الكل، وأن ننظر للوضع من الناحية الإيجابية، ففترة الحجر المنزلي الإجباري بسبب جائحة «كورونا»؛ ساهمت في إعادة الاعتبار إلى دور الأسرة، وبناء حياة أسرية مبنية على مجموعة من القيم التي بدأت تختفي في حياتنا اليومية.
كيفية قضاء الأوقات مع الأسرة في هذا الوقت
من الضروري أن يكون تعامل الأسرة مع قرار إغلاق الأماكن العامة بشكل علمي وترفيهي، ويراعي الجانب العمري لأبنائهم، بحيث ينمي مهاراتهم وتعزيزها، والحرص على عدم إعطاء حيز كبير من وقتهم للتكنولوجيا، والحرص على دخولهم المواقع المخصصة للتعليم والمتابعة معهم، والاجتماع لمناقشة نفسياتهم، وأيضاً لابد من وضع برامج للترفيه والمسابقات؛ ليخرج الأبناء من هذه الأزمة بنفسية سليمة.