تسبَّب انتشار فيروس كورونا على نطاق واسع في العالم في فرض عديدٍ من الحكومات، ومنها الحكومة السعودية، قرارات عدة، غيَّرت كلياً نمط حياة الناس.
ألزمت السعودية جميع المواطنين والمقيمين بالحجر الصحي المنزلي، ضمن الاجراءات الوقائية للتصدي لجائحة كورون والتي كان لها تأثيرها في تغيير نمط حياة الناس الذين وجد بعضهم صعوبة في التأقلم معها، بينما خطَّط آخرون ليومهم في المنزل دفعاً للملل عبر ممارسة أنشطة متنوعة، مثل الرياضة، والقراءة وحتى تعلم الطبخ بالنسبة إلى الرجال.
"سيدتي" فتحت هذا الموضوع مع عدد من السعوديين والسعوديات، حيث سألتهم عن كيفية قضائهم يومهم خلال فترة الحجر الصحي، والأنشطة التي يمارسونها مع العائلة، ورسالتهم لأبناء مجتمعهم لتجاوز هذه الأزمة.
الأفلام الوثائقية
بدايةً، كشفت نوف بنت طلال، إعلامية، عن أنها تجتهد خلال فترة الحجر الصحي في قراءة الكتب، ومشاهدة الأفلام الوثائقية، كما تقوم بتحضير الطعام، وتمارس الرياضة بشكلٍ خفيف، إضافة إلى قضاء وقت جيد في مواقع التواصل الاجتماعي. لكونها "إنفلونسر"، مبينةً أن الظروف الحالية أثرت نوعاً ما على هذا الجانب من حياتها، وبشكل أقل على عملها الإعلامي، مطالبةً جميع أبناء المجتمع بالتعاون مع الجهات الرسمية، والامتثال لقراراتها، لأنها تهدف إلى الحفاظ على سلامتنا.
ترتيب المنزل
وتحدثت أماني القحطاني، مصورة وسيدة أعمال، عما تعلَّمته خلال فترة الحجر الصحي، قائلةً: "أعيش في بيت مستقل بمفردي، وحينما تم فرض الحظر، كنت أعيش في الهند، وعندما عدت إلى الوطن لم أستطع الخروج، أو رؤية عائلتي بسبب منع التجول، لذا اكتفيت باستخدام برنامج سناب شات للتواصل معهم عبر الفيديو، ولم أخرج من البيت إلا لتصوير أول يوم من منع التجول". موضحةً أنها تعمل خلال الفترة الجارية على تعلم استخدام برامج جديدة، والاستفادة من الدورات التي تقام عن بُعد "أونلاين"، موضحةً أن الحجر المنزلي نفعها كثيراً بالتعرف على بيتها أكثر، حيث تخصص كل يوم لترتيب مكان معين منه، وتنسيق ما لا تستخدمه، مثل الملابس.
ممارسة الكتابة
بينما أوضح سعود بن الشيخ، أنه يستفيد من وقته خلال فترة منع التجول بالقراءة، والكتابة، كما يخصص وقتاً قليلاً لمتابعة المسلسلات والأفلام، كاشفاً عن أنه يجد في الكتابة متنفساً له، ويراها سلاحه لدفع الملل، مشيراً إلى أنه يمارس كذلك أنشطة جديدة، مثل أداء الأعمال المنزلية، في مقدمتها الطبخ، والتنظيف، وهو ما كان يتجنبه سابقاً، لأنها ليست من اختصاص الرجال.
وحول كيفية حماية نفسه من كورونا، قال الشيخ: "لا أخرج من البيت إلا في الفترة الصباحية فقط لشراء السلع والمواد الغذائية الأساسية، وأحرص خلال ذلك على اتباع التعليمات الخاصة بالحماية من هذا الوباء، وأتجنب التجمعات، ورسالتي لكل أفراد المجتمع، أن يبقوا في بيوتهم حتى يحموا أنفسهم وأهلهم". موضحاً أنه لا يعاني من أي صعوبات فيما يخص عمله عن بُعد.
حفلات شواء
وأكدت عفاف المحيسن، كبير المذيعين في هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودي، أن هذه الفترة صعبة جداً بسبب انتشار فيروس كورونا، مبينةً أنها تعاني كثيراً لعدم قدرتها على التحرك بحرية، خاصةً أنها تتميز بكثرة الحركة والنشاط بحكم عملها الإعلامي، موضحةً أنها تتحامل على نفسها، وتلتزم بقرارات الحكومة من أجل حماية نفسها ومجتمعها والوطن الغالي.
وعن كيفية قضائها يومها في فترة منع التجول، قالت: "أستيقظ مبكراً، وأعد الفطور لأسرتي، بعدها أتوجه إلى مكتبتي للعمل عن بُعد، وإنجاز المهام التلفزيونية المطلوبة مني، والحمد لله، يسير عملي على ما يرام، ووفق الخطط البرامجية المُعدَّة مسبقاً مع إضافة بعض التعديلات وفق متطلبات الأزمة، كذلك الحال مع عملي في الإذاعة، حيث أستعين بجوالي للتنسيق والتواصل مع الضيوف والمخرجين من أجل إعداد الحلقات الخاصة بشهر رمضان، وفي بعض الأحيان أضطر إلى الذهاب لاستديو الإذاعة وتحديداً في الوقت المسموح خلاله بالتحرك لتسجيل الحلقات مع الضيوف، وحينما أعود، أقوم بإعداد طعام الغداء لأسرتي، على الرغم من تعبي، وأحرص على انتقاء الأكلات التي تزيد المناعة، كما أتواصل مع أهلي هاتفياً، وأستغل مواقع التواصل في بث رسائل هادفة للمجتمع منطلقةً في ذلك من دوري الإعلامي".
وشددت المحيسن على أن شعبنا تعوَّد على الرفاهية، لذا تسعى إلى خلق جو ترفيهي أسري في منزلها عبر إقامة حفلة شواء في حديقة المنزل مع تشغيل الموسيقى الهادئة من أجل دفع الملل وتغيير الروتين اليومي، بمشاركة جميع أفراد الأسرة، كما تشارك أبناءها ممارسة الألعاب الإلكترونية.
وكشفت عن أنها أطلقت حملةً لتنشيط منتدى الإعلاميات في المنطقة الشرقية عن طريق عقد اجتماعات "أون لاين" لوضع خطة تواكب أزمة كورونا، وقد لقيت نجاحاً وتفاعلاً كبيرين، مطالبةً أبناء المجتمع بالتعامل مع هذا الفيروس بكل حذر عبر تعقيم المنزل، ومفاتيح ومقابض الأبواب، وجميع الطلبات التي يتم شراؤها، وترك الأحذية في الخارج ورشها بالمعقمات، ولبس الكمامات والقفازات حين الخروج لشراء الحاجيات، وغسل اليدين بالماء والصابون كلما لزم الأمر، والتقيد حرفياً بتعليمات الحكومة، وعدم الخروج من البيت، لأنها تسعى إلى الحفاظ على سلامتنا، وأن نكون يداً واحدة للقضاء على هذا الفيروس.
التعليم عن بعد
ورأت العنود يماني، خبيرة تجميل ومدربة معتمدة من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، أن الحجر المنزلي واجب وطني على كل فرد في المجتمع، لذا قررت وعائلتها الالتزام به بكل حبٍّ وسعادة، موضحةً أنها لم تواجه أي مشكلات مع بناتها فيما يخص ذلك، لأنهن واعيات، ويعلمن جيداً مدى خطورة كورونا.
وعن كيفية قضائها يومها، قالت يماني: "من الصباح إلى الظهر، أستغل فترة انشغال بناتي بدروسهن وواجباتهن، وأحضر صفاً لتعلم اللغة الإنجليزية أونلاين، بعدها نجتمع كلنا على طاولة الغداء، وأحرص بسبب انشغالي الدائم عن عائلتي على الوجود بين بناتي، والاستماع لهن، واللعب معهن، إضافة إلى ممارسة الرياضة المنزلية سوياً للحفاظ على لياقتنا البدنية، كما أقوم بقراءة الكتب، خاصةً في موضوع التنمية البشرية وتطوير الذات، ويوم الجمعة أخصصه لمَن تتابعني في إنستجرام، وسناب شات بتعليمهن خطوات المكياج، وكيفية الاهتمام بالبشرة".
وحول أسلوبها في حماية نفسها وعائلتها من كورونا، قالت: "أحرص على عدم الخروج من المنزل إلا للضرورة، وأطلب ما ينقصني من السوبر ماركت، أو الصيدلية، وأشدد على العاملات في المنزل على اعتماد أساليب الوقاية عند تسلُّم أي طلب خارجي بارتداء القفازات، وتعقيم المواد جيداً قبل الاستعمال، أو التخزين، وحقاً أثبتنا بأننا شعب واعٍ، وينفذ حرفياً أوامر حكومته.
تصميم الصور
وبيَّن محمد العقيل، طالب في المرحلة الثانوية، أنه يمارس بعض الأنشطة للترفيه عن النفس، يواظب على دروسه بالتعليم عن بُعد وفي المساء وكما يقول : أجتمع مع عائلتي، ونشاهد سوياً التلفاز، كما أتناقش معهم حول بعض المسائل، ودفعاً للملل، نجري بعض المسابقات، لكنَّ أكثر ما يشدني في هذه الفترة ممارسة شغفي بتصميم الصور، حيث قمت بتحميل تطبيقات جديدة، وصرت أصمِّم صوراً للعائلة والأصدقاء عبرها، كذلك، وجدت في منع التجول فرصةً لتعلم الحلاقة، إضافة إلى خوض تجربة الطهي، حيث نتنافس في العائلة للفوز بلقب أفضل طبق، تجنباً لطلب الوجبات السريعة، إلى جانب ممارسة هوايتي في الرسم".
أنجز الأعمال المتراكمة
وأشارت شوق العبيدي، طالبة جامعية في تخصص العلاقات العامة، إلى أنها وضعت لنفسها جدولاً بالأعمال الأساسية والثانوية، والأنشطة التي ستقوم بها خلال اليوم، مبينةً أنها تركز حالياً على إنجاز بعض الأمور المتراكمة عليها، كما تشارك العائلة في الأعمال الجماعية واللعب، ودفعاً الملل، تتعلم في هذه الفترة لغة جديدة، وتواظب على القراءة، إضافة إلى مشاهدة الأفلام مع العائلة، وممارسة الرياضة، وإتقان مهارة التركيز، كونها من المهارات الأكثر قيمةً في العالم.
وأضافت : حالياً لا أخرج من البيت إلا لإحضار بعض المواد الغذائية، أو المستلزمات المنزلية أثناء وقت السماح بالخروج، وأهتم كثيراً بطرق الوقاية، ولا أخالط الآخرين، وأبتعد عن الأماكن المزدحمة، وأطلب من جميع العائلات الالتزام بوسائل الوقاية من هذا الفيروس، واستغلال وقتهم بما يعود عليهم بالنفع، وتعلم أمور ومهارات جديدة، وإن شاء الله نعود إلى حياتنا الطبيعية قريباً".
أحفظ القرآن
وذكرت دلال الرويلي، مستشارة أسرية وإعلامية، أنها تقضي وقتها في تعليم أطفالها على المنصة التعليمية، وتتابع دروسهم وواجباتهم، إضافة إلى حفظ القرآن، وعمل بعض الأنشطة، مثل التلوين، وخوض ألعاب التحدي مع زوجها وأطفالها للتخلص من الملل، كاشفةً عن أنها تحارب فيروس كورونا بعدم الخرج من المنزل إلا لجلب احتياجات المطبخ، أو شراء دواءٍ من الصيدلية، مطالبةً المجتمع بتفعيل وسائل الحماية الشخصية من الفيروس عبر غسل اليدين، والتعقيم، وعدم مخالطة أحدٍ.
أتلقى دورات تدريبية
فيما تشارك شوق المحنشي، مستشارة أسرية وتربوية، في عدد من الدورات التدريبية، كما أوضحت، وتشغل وقتها بالعمل عن بُعد، والاهتمام ببشرتها، وممارسة الرياضة، وقالت عن فترة الحجر: "ما يعجبني في هذه الفترة أن الرجال أصبحوا يتفنون في إعداد الطبخات وهذا أمر جيد حتى يساعدوا زوجاتهم في أعمال المنزل".
وعن رسالتها للمجتمع، قالت: "أطلب من كل المواطنين والمقيمين البقاء في المنزل في هذه الفترة، وعدم الخروج إلا للضرورة، ووضع الكمامات والقفازات تفادياً للإصابة بفيروس كورونا".