ذكرتْ شيراز العتيري وزيرةُ الثّقافة في تُونس أنّ شركات إنتاج وقنوات تلفزيونيّة تقدّمتْ لوزارة الثّقافة بمطالب لاستئناف تصوير المُسلسلات التلفزيونيّة الخاصّة بشهر رمضان بعد صُدور قرارسابق من الوزارة نفسها بإيقاف التّصوير إثر إعلان الحجز الصحّي الكامل بالبلاد التونسيّة.
وأضافتْ الوزيرة في تصريح أدلتْ به الى برنامج"ميدي شُو" في إذاعة "مُوزاييك أف. أم"أنّ هذا الموضُوع تمّ طرحُه والنّظر فيه منذُ أسبوع وأنّها قامت باستشارة وزارة الصحّة لأخذ رأيها في المسألة، وبعد لقاء لها مع رئيس الحُكومة تمّ اتّخاذُ القرار بالتّرخيص باستئناف التّصويروفق اتّفاق يضمّ شُروطا صارمة وقائيّة وصحيّة تعهّد المُنتجون بتنفيذها برُمّتها .
مُراقبة مُتشدّدة
وتتمثّل هذه الشُّروط خاصّة في عزل المجموعة كلّها من تقنيين وفنييّن وممثّلين أثناء كامل فترة استئناف التّصوير وبقاءها وإقامتها وإيواءها في مكان واحد ولا يُسمح لأيّ كان بالخُروج من مكان التّصوير أو مكان الإقامة إلّابعد استكمال التّصوير وإجراء الفُحوص والتّحاليل الطبيّة التّي تثبتُ سلامة الجميع من العدوى من الفيروس، كما تمّ الاشتراط على المُنتجين بتقليص عدد الفنييّن والتقنييّن وبقيّة المُتدخّلين أثناء عمليّة التّصوير.
وذكرت شيراز العتيري أنّ أصحاب شركات الإنتاج أكّدوا أنّ عدد الأيّام المتبقيّة لإتمام التصويرهي أيّام قليلة وقد لا تتجاوز في أقصاها الأسبوع الواحد ،وأنّها طالبتْ المُنتجين مدّها بقائمة كاملة اسماً اسماً لكل المتدخّلين في عملية التصوير مُشيرة أن المراقبة ستكون مشدّدة وستكون حتى من الجهات الأمنية.
تابعي المزيد: المسلسلات تعود للسباق الرمضاني في تونس
دواعي التّرخيص
وعلّلت الوزيرة قرارالتّرخيص لاستئناف التّصوير للمُسلسلات بتحقيق رغبة وعادات العائلات التونسيّة في مشاهدة المسلسلات الجديدة في شهر رمضان، وكذلك لشد الناس بالبقاء في بيوتهم ومساعدتهم نفسياً بتقديم منتوج تلفزيوني جديد يرافقهم في سهراتهم حتى يزول عنهم القلق إن استمر الحجز الصحي الى تلك الفترة.
ومن جهة أخرى أكدت الوزيرة في حديث لجريدة "لابْراس"اليوميّة التّونسيّة النّاطقة باللغة الفرنسيّة أنّ كلّ مُنتج مخالف ستقع متابعته قضائياً ويتم إيقاف التصوير له، كما كشفتْ عن معلُومات غير مؤكدة تشير بقيام بعض المنتجين باستكمال التّصوير خلسة قبل صدور قرار التّرخيص وقالتْ أنه إذا ثبت ذلك فإنها ستتولى إيقاف التصوير فوراً ولو أدى الأمر إلى الاستعانة بالقٌوى العامّة(الشّرطة).
لغط وجدل
وأثار قرار التّرخيص باستئناف تصوير المُسلسلات لغطاً وجدلاً داخل الوسط الفني وخارجه، وهناك من رأى أن المُنتجين ورأس المال مارسوا ضغوطاً للحصول على الترخيص ،وأنّ هناك مجازفة بجمع عدد كبير من الأشخاص في مكان واحد في الوقت الذي تدعو فيه وزارة الصحّة كل الناس لملازمة بيوتهم. وقد عبر بعض الممثلين عن اعتراضهم على قرارالوزيرة وقالوا إن فيه خطراً على حياة التقتيين والممثلين.
وردّا على هذه الانتقادات نفت وزيرة الشؤون الثقافية شيراز العتيري،في تصريح لراديو "نزاهة "خضوع قرار وزارة الثقافة لضغط "لوبيّات". وأكّدت أنها ستتدخل بنفسها لدى وزارة الداخلية لإيقاف تصوير أي عمل لا يحترم الشروط الصحيّة المتفق عليها.
رأي وزير الصحة
ومباشرة بعد تصْريح وزيرة الثقافة، قال وزير الصحّة عبد اللّطيف المكّي إنه في المطلق غير موافق على استئناف تصوير المسلسلات الرمضانية ،وجاء جواب الوزير ردّا عن سؤال تقدّم به إليه الياس الغربي مُقدّم برنامج "ميدي شو" بإذاعة موزاييك اف ام ونصّه:
"هل انت بوصفك وزيراً للصحة موافق على أن يتم استئناف تصوير المسلسلات"؟
فكان جواب الوزير حرفياً :"في المطلق لا"، لكنه استدرك ليبين أنه مثلما وقع السماح للفلّاحين مثلاً ببيع إنتاجهم في" سوق الجملة" ليجد الناس ما يشترون ليأكلوا فإنّ المسلسلات ترفه على الناس وقت الحجز الصحي وتجذبهم للبقاء في بيوتهم علماً وأن الوزارة تقود حملة لإقناع الناس بملازمة بيوتهم خشية مزيد انتشار العدوى بالفيروس القاتل.
وتتالت تصريحات وزيرة الثقافة في جلّ الاذاعات والقنوات التلفزيونية والصحافة المكتوبة لشرح وتفسيرقرارها بترخيص استئناف التصوير نافية في كلّ مرة أن يكون القرار خاضعاً لايّ ضغوطات من المنتجين أو غيرهم.