يجد كثير من الفنانين في عزلتهم هذه الأيام معاني وتفاصيل أكثر من مجرد عزل وقائي وإجراءات احترازية، لاسيما مع إتاحة السوشيال ميديا وسيطاً مُواتياً لتداول أفكارهم الفنية في تلك اللحظة الغارقة في غموض «كورونا»، البعض حاول رؤية موضوع فيروس كورونا المستجد من زاوية أخرى، لمحاولة التخفيف من وطأة الأمر، وتقليل الذعر المنتشر بين الناس، وحاول البعض تحدى رعب الفيروس بالفن، والابتكار والأفكار البسيطة والمبهجة فى آن واحد.
فقرر فنانان تشكيليان جزائريان التوعية بأخطار «كورونا» بطرقتهما الخاصة، من خلال إقامة معرض فني بعنوان «الفن في زمن كورونا».
حول الفنانان عبد الجليل جاب الله، وخليفة الأسود، قاعة العرض في «دار الثقافة محمد الأمين العمودي بولاية وادي سوف»، إلى فضاء لاستعراض قدراتهما الفنيّة للتوعية بأخطار فيروس «كورونا».
هكذا قدّما مجموعة من اللوحات التشكيلية المستلهمة من هذا الوباء.
معرض فني للتوعية بكورونا
اختار المنظمون عنوان «الفن في زمن كورونا»، ليكون شعاراً لهذا الحدث الفنّي؛ بهدف توعية المجتمع بأخطار الفيروس، من خلال وسائل وأدوات جمالية.
الفنانان عبّرا عن حالة الخوف التي تركها انتشار «كورونا»، وهو ما تصوّره على سبيل المثال لوحة أمّ وهي تحتضن ابنها، وهما ينظران بعيون قلقة تحاول قراءة ما تُخفيه الأيام المقبلة من أحداث.
واستعمل الفنانان تشكيلة من الألوان القاتمة للتعبير عن حالة القلق والاضطراب التي تعيشها شعوب العالم حالياً.
مبادرة الفن للخير
فيما خرجت مبادرة فنية بعنوان «الفن للخير» أطلقها الفنان التشكيلي والمخرج السينمائي المصري وحيد مخيمر، والتي تهدف إلى جمع مشاركات 100 فنان وفنانة من أجل توجيه عائدها لصالح دعم جهود مواجهة فيروس «كورونا» في مصر.
ومع إعلان المبادرة، تدفقت أعداد المشاركات لتتعدى 100 مشاركة فنية، تضم فنانين من أجيال ومدارس فنية مختلفة. ووفق مخيمر فإن «فكرة المبادرة لاقت اهتماماً كبيراً من الفنانين وجميعهم حريصون على المشاركة في دعم المبادرة بأعمال فنية لافتة، أمّا آليات عائد اللوحات فسوف تُحددها جهة رسمية تتولى تنفيذ المبادرة على أرض الواقع».
وحتى تحديد جهة رسمية فنية لتولي مسألة عرض اللوحات للبيع، ورصد عائدها المادي لتوجيهه لصالح دعم جهود مواجهة فيروس «كورونا المستجد»، تتوالى الأعمال المشاركة التي تُنشر على صفحة مؤسس المبادرة.
وقام الفنان الدكتور أشرف رضا، أستاذ ووكيل كلية الفنون الجميلة في مصر، بتصميم شعار خاص ليجمع تحت مظلته أعمال المبادرة، كما اتفق على أنّ الأعمال المشاركة ستكون جميعها باللونين الأبيض والأسود فقط.