الأمهات هن الأرق قلوباً وألين نفوساً، هن الأكثر إشفاقاً وأوفر حباً؛ لهذا دورهن كبير وأساسي في هذا الشهر الكريم تجاه الأبناء؛ يبدأ منذ أول يوم ويستمر حتى نهاية الشهر، بمتابعة أطفالهن فيما يفعلون، بإرشادهم حين يحتارون، وتعليمهم المزيد حين يجهلون. معنا الدكتور عبد الرحيم كاسب الأستاذ بجامعة الأزهر؛ ليضع لنا الخطوات التي ينبغي أن تسير على هديها كل أم ..ليصبح رمضان الشهر المفضل للأبناء وكل آل البيت.
طفلك ومفهوم الصيام
أولا: أظهري شدة ترحيبك بقدوم الشهر الكريم، زيني منزلك بالورود وأضيفي لمسة جمال بشكل ما على أثاث منزلك؛ ليشعر الأطفال بأهمية الزائر الجديد
ثانيا: لا بد إن يكون للوالدين دور في حسن رعاية أبنائهم في هذا الشهر وتوجيههم، وحثهم على أبواب الخير؛ فالابن ينشأ على ما تعود عليه؛ مما سمعه وما شاهده داخل منزله
ثالثا: تابعي صيام أبنائك وحثهم عليه، خاصة إن شعرت بأحدهم يقصر في حقه لسبب ضعيف، ذكريهم بحقيقة الصيام ومعناه الذي لا يقتصر على ترك الطعام والشراب وحده، إنما لتزيد تقوانا وتغفر ذنوبنا وتكفر خطايانا
رابعا: علمي الراشدين منهم أحكام تناول الإفطار ووجبة السحور، وتحريم الإسراف فيه وضرره على أجسادهم، مع منعهم من الإطالة في تناول الإفطار؛ لعدم ترك صلاة المغرب
- خامسا: أخبريهم أن رمضان فرصة للتذكير بحال الفقراء والمعدمين الذين لا يجدون لقمة يطفئون بها نار جوعهم، مع التذكير بحال المهاجرين والمجاهدين في سبيل الله
رمضان فرصة للتقرب إلى الله
نعم..الصيام والاجتماع عند وجبة الإفطار ووجبة السحور فرصة للمصالحة بين أفراد الأسرة، وتدعيم لصلة الرحم المقطوعة بالتهنئة والسؤال والزيارات
هيا..حدثيهم عن الشهر ولماذا كُتب على المسلمين، واحكي لهم عن أبواب الجنة المفتوحة وأنها فرصة للتقرب إلى الله بكثرة القيام بالحسنات والأعمال الطيبة
هيا.. صممي معهم جدولاً للأعمال اليومية المطلوب أداؤها من مذاكرة وإنهاء للواجبات، وحددي معهم العبادات التي تريدين تعويدهم عليها مثل الصلاة في وقتها، وقراءة القرآن والأذكار والصلاة في المسجد
عودي أبناءك على العطاء والجود بالمال والوقت في رمضان؛ بأن يدخر جزءاً من مصروفه اليومي أو الأسبوعي لهذا الغرض، واروي لهم القصص عن أهمية الصدقة وثوابها
اربطي بين الصيام والسلوك الطيب ووجهي أبناءك للقيام لصلاة الفجر، وتناول السحور قبل ساعة الإمساك كما دعت السنة لذلك
ضعي خطة يومية أو أسبوعية لقراءة القرآن بشكل جماعي، مع وضع أهداف للأسرة بختم القرآن ثلاث مرات -مثلاً- وقراءة كتاب في التفسير
لا مانع من تحديد يوم في الأسبوع لإنهاء جزء من القرآن، أو أي سورة مع محاولة قراءة تفسيرها وشرح ما صعب على الأبناء فهمه
نبهي أبنائك بثواب ما يفعلون
الخطوة الأولى: ذكري الأبناء بثواب الأعمال الخيرية في رمضان من دون أن ننسى المحفزات المادية والعبارات التشجيعية، ولا مانع من اصطحاب الكبير منهم للاعتكاف تبعاً للظروف، و ما رأيك في إعداد وجبة أو وجبتين تبعاً للظروف الميسرة تشاركك ابنتك في إعدادها، ومن الممكن أن يشاركك أحد الأبناء في إيصال زكاة الفطر لمستحقيها بعد الاجتماع سوياً وكتابة قائمة المستحقين عند الاستعداد لاستقبال الشهر، كما يجب الاهتمام بإظهار الفرحة وتزيين البيت؛ ليشعر الأولاد بأهمية الزائر الجديد
الخطوة الثانية: لتكن لك جلسة مع أولادك في بداية رمضان -ويفضل أن يحضرها الوالد وحدثيهم عن فضل الشهر الكريم وأبواب الجنة المفتوحة، وأنه فرصة لكل واحد أن يزيد حسناته ويتقرب إلى الله، وانزلي لمستواهم في التفكير، وحدثيهم بما يفهمونه هم عن حب وطاعة الله ، ضعي معهم نظامًا لليوم وقواعد للاستفادة من الوقت كله، مثلاً صممي معهم جدولاً للأعمال اليومية المطلوب أداؤها من مذاكرة وأداء واجبات، ونظميها حسب المواعيد الجديدة في رمضان
الخطوة الثالثة: حددي للعبادات التي تريدين تعويدهم عليها أوقانا محددة في الجدول مثل الصلاة في وقتها، وقراءة القرآن والأذكار والصلاة في المسجد ، قولي لهم بأنك أنت أيضًا تريدين الاستفادة من رمضان؛ لذلك يجب عليهم مساعدتك في أعمال المنزل حتى تأخذي ثواب رمضان أنتِ أيضًا، وحددي لكل منهم أعمالاً واضحة يستطيع أداءها، وأهمها تنظيم غرفهم وملابسهم وكتبهم وكل ما يخصهم
الخطوة الرابعة: أما الصوم فعليك بالتدرج مع الصغير عدة ساعات، ثم عدة أيام.واجعلي مكافأة عن كل يوم يصومه، اهتمي بالبنات وخاصة القريبات من البلوغ وعلميهن فقه الصيام ، أما الصوم فعليك بالتدرج مع الصغير عدة ساعات، ثم عدة أيام.واجعلي مكافأة عن كل يوم يصومه، اهتمي بالبنات وخاصة القريبات من البلوغ وعلميهن فقه الصيام
أفعال وكلمات تبعث على الحب والخير
عليك بالتدرج مع الصغير عدة ساعات، ثم عدة أيام.واجعلي مكافأة عن كل يوم يصومه، اهتمي بالبنات وخاصة القريبات من البلوغ وعلميهن فقه الصيام
وفي رياض القرآن اجعلي للطفل الذي يحسن القراءة وردًا يوميًّا، وليقرأه من المصحف، ويستمع إلى قراءتك، واجعليه يقلدك ما استطاع
عودي طفلك على الجود في رمضان، وأن يدخر من مصروفه لذلك، واروي لهم بعض القصص حول الصدقة
اصطحبي -أنت والوالد- طفلك إلى صلاة القيام وصلاة الفجر، واهتمي بمحافظتهم على الصلوات الخمس
أفهمي ابنك وابنتك أن الصيام لا يصلح بدون الخلق الحسن، ولا تتركي ابنك فريسة للتليفزيون ! حاولي توظيفه جيدًا واهتمي بالشروط الصحية للمشاهدة
لا تتركي ابنك فريسة
وأخيرًا استعيني بالله وتوجهي إليه بالدعاء أن يتقبل الصيام والقيام، وأن نخرج من رمضان بحال أفضل مما دخلنا بها نعم لا تتركي أبناءك فريسة الأجهزة الإلكترونية أيضا وحاولي توظيفها بالانتقاء فقط ،
كلها خطوات بسيطة تبعث على الحب والخير والمشاركة والتعاطف وتوطيد صلة الرحم فى قلوب الأبناء، وتجعلهم يرحبون بالشهر الكريم