تتعدد التعاريف من مختلف الدوائر العلمية للعلاقات العامة، ولكنها تتفق على مفهوم أنه يقوم بتعزيز الصورة المشرقة للكيان الذي يمثله، ومعالجة السلبيات دون كذب أو تزييف على جمهور هذا الكيان سواء كان كياناً عاماً أو خاصاً، وهذا المفهوم هو الذي يتلقاه طالب هذه الكلية الإعلامية على مدى أربعة أعوام من دراسته لمهارات ووسائل العلاقات، إلا أنه عندما ينتقل إلى سوق العمل سوف يُطلب منه أن يضع جانباً معظم القيم التي تلقاها عن الرسالة السامية للعلاقات العامة، والتعامل مع هذه المهنة من منطلق أن هدفها هو أن تبقى صورة الكيان مضيئة بأي وسيلة كانت.
إبراز الواجهة وإخفاء العيوب
المسبب الرئيسي في هذا الانحراف عن المفهوم السامي للعلاقات العامة هم الأشخاص الذين امتهنوا هذه المهنة من دون أي خلفية أكاديمية أو التزام بأدبياتها؛ فنرى دورهم السلبي في تحويل مفاهيم صناع القرار في الكيانات الاقتصادية نحو تطويع دور العلاقات العامة في أمور تتعارض ومهمته الرئيسية، وهي تعزيز العلاقة مع جمهور هذا الكيان على أساس من الصدق، ومعرفة نقاط القوة لتعزيزها، ومكامن الخلل لمعالجتها، فأصبح دورهم فقط إبراز الواجهة وإخفاء العيوب بأي وسيلة كانت، حتى لو كانت تتعارض مع صالح الجمهور.
العلاج بيد أبناء التخصص
أولى خطوات علاج هذا الانحراف تقع على عاتق أبناء هذا التخصص، الذين يجب أن يكون لديهم ولاء للقيم التي درسوها، ومن أجلها اختاروا هذا المجال للعمل فيه؛ فالتسليم والتعامل مع الوضع القائم سوف يذهب بالعلاقات العامة للاندثار، والبقاء بوصفها قناة من قنوات الدعاية الإعلانية التي تتعارض بشكل كبير جداً في نقاط كثيرة مع مفهوم ودور العلاقات العامة الحقيقي.
وثانية هذه الخطوات أن يجيد مختص العلاقات العامة تقديم نفسه، وأنا هنا أشير إلى التخصص داخل هذا التخصص الإعلامي، من حيث تنوع مجالاته، بالشكل الذي تضم فيه منظومة العلاقة العامة في الكيان «وكلاء – إدارة – قسم» مختصين يجيدون إتقان معظم فنون هذا المجال؛ لتجويد المخرجات الموجهة للجمهور، ونقل رجع الصدى للجهات المسؤولة داخل الكيان بصورة صحيحة وعلمية.
العلاقات العامة ورؤية المملكة 2030
يسعدني كثيراً ما يقوم به المسؤولون عن إبراز وطننا؛ فأي مختص في العلاقات العامة يستطيع أن يرى حجم العمل الذي يتم، من حيث إبراز نقاط القوة التي لا تُعد ولا تُحصى في بلادنا، والتي كان دور ولي العهد فيها محورياً بتوجيهه بفتح هذا الكنز أمام المختصين في شتى المجالات، ومنها مجال العلاقات العامة لنشر إبداعهم في نقله للعالم بصورته الحقيقة التي لا تحتاج إلا لمن يعرف صياغة حقيقتها، والرد على جميع الاستفسارات والآراء السلبية المبنية على نظرة غير واقعية لحال مجتمعنا.
هبة وجدي زاهد
رئيسة تنفيذية لشركة فينومينا للعلاقات العامة وتنظيم الفعاليات، ماجستير علاقات عامة واتصال الشركات من جامعة بيري بأمريكا، محاضرة في جامعة أم القرى، حاصلة على برونزية جائزة سيدة العام في العلاقات العامة على مستوى العالم، وهي جائزة «ستيفي العالمية» لسيدات الأعمال في عام 2016، عضوة في منظمة رواد الأعمال العالمية، وأول سعودية تحصل على هذه العضوية، عضو في هيئة الدولية للعلاقات العامة IPRA.
قالوا عنها:
- هي مستشارتي في كل جوانب حياتي، وليس فقط الآن، بل منذ طفولتها؛ بما متعها الله من حُسن البصر والبصيرة والقدرة على تحمل المسؤولية.
أميمة عبدالعزيز زاهد مدربة تربوية ومستشارة إعلامية
- الرؤية المختلفة، التي كانت هبة تحاور فيها عندما كانت طالبة في الجامعة؛ أثَّرت فينا جميعها، وعدلت الصورة النمطية التي كانت لدينا عن السعودية.
الدكتور فنسنت بردايز، رئيس قسم التواصل والعلاقات العامة، جامعة بيري في ميامي
- هبة شخصية لا يمكن ألا تلاحظها أو تتأثر بها، قوية استثنائية ذات طاقة عالية ومنجزة، لا يمكن أن توجد بمكان دون أن تترك لها أثراً وبصمة.
الدكتورة غادة الغنيم، عضوة مجلس أمناء مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني