ممرض عريس، ألغي موعد زفافه وهو بالحجر، عاش مع مرضاه ليخفف عنهم وطأة هذا المرض الذي يهدد البشرية تحت مسمى كوفيد 19». فماذا قررت عروسه أن تفعل؟
ضمن حملة "شكراً أبطالنا" التي أطلقتها "سيدتي" نواصل عرض أهم القصص الإنسانية لأصحاب المعاطف البيضاء.
جاء موعد زفافي وأنا في الحجر الصحي
هي قصة أحمد الأحمد الممرض، والعريس الذي يعمل في مستشفى التحرير بغزة، كان موعد زفافه في الحادي والعشرين من شهر مارس الماضي.
ليفرح قلب أمه التي ربته وحيداً ويتيماً، وحين بدأت أحداث تفشي وباء كورونا في العالم، لم يغادر أحمد عمله في الطوارئ. يتابع أحمد: «كنت في مركز يقضي به العائدون إلى فلسطين فترة الحجر الصحي لمدة ثلاثة أسابيع ليخضعوا للمراقبة وقضاء مدة حضانة الفيروس في الجسم».
سيدة مسنة في الحجر
هذه الفترة جعلت أحمد يلتقي بالمرضى من كبار السن خصوصاً، كان كلما ينظر إلى أحدهم يشتد خوفه على أمه التي تقدم بها العمر، حيث تعامل أحمد مع مرضى لم تظهر عليهم أعراض فيروس كورونا، يستدرك أحمد: «كنت حذراً في التعامل معهم، وهذا الموقف بالذات كان يحزنهم، حتى أن بعضهم كان يقول لي، لن أؤذيك».
يتذكر أحمد بكاء سيدة مسنة وخوفها من أن تكون حاملة للفيروس ولن تعود لبيتها خاصة أن لها ابنة وحيدة تنتظرها، وقد صادف عيد ميلاد ابنتها وهي في مركز الحجر الصحي، فقرر أحمد أن يفاجئ الأم وابنتها فأحضر كعكة مزينة وأجرى بثاً مباشراً بين الأم والابنة من خلال الفيديو واحتفلت الأم مع ابنتها وشعرت الاثنتان بسعادة بالغة.
اتصال مصور
فاجأت العروس أحمد برفضها لتأجيل عرسهما، وأخبرته أنها ستذهب بحقيبة ملابسها إلى بيت أهله، لتعتني بحماتها وتنتظره هناك، فما كان منه إلا أن اشترى بنصف المبلغ القليل الذي ادخره لحفل الزفاف، مواد غذائية وزعها على الفقراء.
بعد يومين تلقى أحمد اتصالاً مصوراً منها وهي تدخل باب أهله مع والدها ووالدتها، وهي تحمل حقيبتها، بينما أمه تستقبلها بالزغاريد، صورت له ترتيبها للملابس في خزانتهما، ثم قامت بإشعال الشموع في كل أركان البيت الصغير وإرسال التحية له.
يقول أحمد إنه لم يتمالك نفسه وفاضت عيناه بالدموع، وهو يتعجل الوقت لكي يمر ويذهب إلى بيته وعروسه، ولكنه رغم ذلك يشعر بسعادة وهو يقوم بدوره وواجبه لرعاية المرضى، فيما يتابع عروسه وهي في بيتهما تعد الطعام لأمه، تاركة له طبقاً فارغاً ينتظر جلوسه معهم على مائدة واحدة.