قضت 32 سنة في تضميد جراح المرضى طوال مسيرة عملها في قطاع التمريض بوزارة الصحة؛ حتى وصلت إلى وكيل تمريض محافظة الغربية، لكنها لم تتردد في الانضمام إلى مستشفى عزل كورونا في كفر الزيات، حبها لمهنتها كان العامل الحاسم لوجود أسما رمضان مع الطاقم الطبي المختص برعاية المصابين بفيروس كورونا، بعد أن أقنعت زوجها وأبناءها الـ3 بالانضمام إلى زملائها على جهة محاربة «كورونا».
«مينفعش إننا نتراجع أو نتأخر عن خدمة المرضى في هذه الظروف الصعبة»، بتلك الكلمات تحدثت أسما وأشارت إلى أن التمريض دائماً في الصفوف الأولى لتخفيف أوجاع المرضى وهذه رسالته، وما يحدث الآن من التمريض ملحمة كبيرة في مواجهة فيروس كورونا؛ مبينةً أن الدفاع عن التمريض هو حب المهنة والرغبة الدائمة في الإخلاص في العمل وعدم انتظار مقابل إلا من الله.
وكشفت «رمضان»، عن أصعب لحظات تواجدها في فترة الحجر الصحي، كان قلق أبنائها الـ3 وخوفهم عليها، ولكنها كانت تتغلب على ذلك بالتواصل معهم، وطمأنتهم عليها وأنها تقوم بواجبها تجاه الوطن، «كان نفسي أكمل مع الفريق الطبي التاني ولكن خرجت لطمأنة عائلتي والتقاط الأنفاس للعودة مرة تانية»، ولفتت إلى المواقف الصعبة أيضاً التي مرت عليها خلال وجودها عند تسجيل المستشفى أول حالة وفاة وكانت لمسن، «لم نكن نتخيل إن حد يموت منا، والصدمة كانت أكبر بسبب أن الوقت لم يساعدنا في إسعافه».
وعن أجمل اللحظات التي عاشتها «وكيل نقابة التمريض» بمستشفى عزل كفر الزيات، تنظيم احتفالات أعياد الميلاد والمناسبات الاجتماعية للمرضى؛ موضحة أنهم نظموا أكثر من حفل عيد ميلاد للأطفال، والسكان المجاورون للمستشفى شاركوهم في الاحتفالات، من خلال إلقاء بالونات من شرفات منازلهم أثناء الاحتفال وذلك كان بالاتفاق معهم، بسبب وجود روح الفريق الواحد بين الطاقم الطبي، إلى جانب العمل على تخفيف معاناة المرضى، وحرصنا على مشاركتهم مناسباتهم المجتمعية، والاهتمام بها ساعدنا في تحقيق نسب شفاء كبيرة بين المرضى.
ووجهت رسالة إلى المواطنين بقولها: «الإنسان طبيب نفسه، وعلى كل إنسان مسئولية المحافظة على نفسه، وعلى أبنائه وأسرته»؛ مبينة أن الموضوع صعب وليس بالبسيط، وفي المقابل نجد استهتاراً من بعض الناس الذين لا يبالون بحياتهم أو حياة الآخرين».