تحدَّث الكاتب السعودي رجا العتيبي، من خلال حسابه الرسمي في "تويتر"، عن الدراما التي تُقَدَّمُ للمشاهدين هذا العام، عبر مجموعة من التساؤلات والرسائل التي كتبها حول الرسالة السامية التي تُقَدَّمُ للفن والمشاهدين، إذ كتب: "إذا كانت الدراما رسالة، تهدف إلى مناقشة الواقع وإصلاحه، وتبصير الناس بمشكلاتهم، على حد تعبير الكثير، فلماذا لم يُصْلِح القصبي والسدحان وعامر مشكلاتهم بينهم بحكم تأثير الدراما عليهم طوال كل هذه السنين؟ لماذا يكون القاضي هو الحكم الفصل في مشكلتهم حول علامة (طاش ما طاش)؟".
وتطرَّق الكاتب رجا إلى الإشكاليات التي ظهرت خلال أسبوع من عرض الأعمال، فكتب: "ظهرت مشكلات بين مدير أعمال حياة الفهد الإماراتي يوسف الغيث ومحمد العدل مخرج مسلسل أم هارون. مشكلات تناقلتها السوشيال ميديا، اتضح منها أن المخرج يحمل رسالة خاصة به، فيما جاءه الرد قاسيًا. ولو رحت تعدُّ المشكلات بين أطقم الأعمال الدرامية محليًّا وخليجيًّا لوجدت الكثير، والسؤال إذن: إذا كان طاقم العمل الدرامي لا يستطيع أفراده حل مشكلاتهم بينهم، فكيف يمكن أن يجدوا حلولًا لمشكلات المجتمع؟ لماذا يؤكدون باستمرار أنهم يحملون رسالة؟".
وطرح العتيبي تساؤلًا: "هل (الدراميون) رُسُلُ حب وسلام وحل مشاكل؟ أسئلة علينا أن نطرحها بشكل واضح ودقيق؛ لنُبَدِّدَ كثيرًا من المفاهيم المغلوطة عن الدراما. ليس الحديث مُوَجَّهًا ضد أحد بعينه، ولكنه مُوَجَّهٌ لإدراك مضامين الدراما وعلاقتها بالفن".
وأكمل حديثه حول المسلسلات السعودية، كاتبًا: "لماذا لم يَحْتَفِ البعض بمسلسل (مخرج 7) الذي يُعرض حاليًّا على قناة الـ MBC؟ رغم أنه يناقش مشكلاتنا الاجتماعية بشكل مباشر وصريح؟ لماذا ترك المنتقدون المشاكل والحلول وركَّزوا على السيناريو: يتساءلون عن الصراع، والدهشة، والشخصيات، أليس من الأَوْلَى أن يَسْعَدَ المشاهدون بأن الحلقات تعكس مشكلاتهم لحَلِّهَا من قِبَلِ المَعْنِيِّينَ -حسب مبدأ الدراما رسالة-؟ هناك سؤال طُرح من 2300 ق.م: هل الدراما معنية بهموم الناس؟ فعلًا سؤال حقيقي".
من يقول إن الدراما رسالة؟
وأضاف الكاتب: "مَنْ يَقُلْ إن الدراما رسالةٌ ويَقِفْ يَحْتَجْ إلى أن يُرَاجِعَ نظرية الدراما وعناصرها ومعاييرها، وعليه أن يُرَاجِعَ مفهوم الفن، وضرورة الفن، ونظرية الفن. لا يمكن أن تدخلَ مجالًا من المجالات وأنت لا تعرف نظرياته وأسسه وكتبه ونماذجه، ونجومه وتاريخه، ومن يدخل معتركَ الدراما ليتعلَّم من مبدأ (الخطأ والصواب) فإن أخطاءه ستَكْثُرُ. وسط وعي كبير وإدراك شاسع لدى المتلقي، الذي بات يعيش في عالم من الدراما، فأينما يذهبْ يجدْ دراما بأعلى مقاييسها، مما يطبع في ذهنه نماذج درامية عليا، لا يرتضي غيرها بديلًا".
وتحدَّث رجا العتيبي لـ"سيدتي" عن أن هذه المرحلة لا يهم فيها متى تتصدر الدراما السعودية المشهدَ العربي، بل علينا أن نرتِّبَ الأمور أولًا، في البداية إصلاح بيئة الدراما، والبيئة تشمل الأنظمة والقوانين والمعايير، ثم تأسيس أنظمة استجابة للمبدعين في عالم الدراما على مستوى الإنتاج والتمثيل والإخراج والأطقم الفنية، والتأهيل الأكاديمي محليًّا وخارجيًّا.
نحتاج فريق عمل مختص للتطوير وتحقيق الأهداف
وتحدَّث رجا عن التطوير قائلًا: نحتاج فرقَ عملٍ تتولى التطوير، تملك قرارًا ومالًا ووقتًا؛ حتى تكون قادرة على تحقيق الأهداف من دون حرقِ مراحل. مع إعادة بناء الهيكل الإداري الذي يعمد المنتجين، وتحديدًا في التلفزيون السعودي، ثم محاسبة أي قرار لا يكون صائبًا منها، لأن السؤال المطروح هو: من المسئول عن الأعمال التي ثبت فشلها أثناء عرضها الفعلي على شاشة القناة؟
التطوير المقصود، أفضل وأسرع من تطور الدراما بشكل تلقائي عندما يعني المشاهدين مفهومُ الدراما، في الأولى قد نحتاج إلى 5 سنوات، وفي الثانية قد نحتاج إلى 50 سنة.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي