لا يزال مسلسل "ضرب الرمل" يواصل عرض حلقاته على قناة SBC ويخوض بطولته الفنان خالد عبد الرحمن، وهو عمل روائي للكاتب محمد المزيني، كما أنه قيد التصوير إلى الآن، ويشارك الفنان أسامة القس في العديد من حلقات المسلسل، وتحدث لـ "سيدتي" عن مشاركته في المسلسل معتبرها تجربة مميزة؛ وذلك لمشاركة الفنان خالد عبد الرحمن الأدائية والغنائية، وأضاف القس أنه نشأ على أعمال خالد الغنائية منذ التسعينيات الميلادية.
وصرَّح أسامة لـ "سيدتي" أنه فوجئ بشخصية خالد عبد الرحمن في العمل وحيثيات التصوير، وقال: "تفاجأت بدماثة أخلاقه وطيبته وتواضعه، وفي الحقيقة خالد إنسان رائع بمعنى الكلمة".
وحول المعوقات التي واجهت العمل أضاف أنها كانت كبيرة جدًّا وأثرت على جودة العمل بشكل عام، فكثير من المشاهد تم تغييرها أو حذفها، وذلك لاستحالة تصويرها في ظل هذه الظروف الصعبة والقاسية؛ فبسبب الحجر والإجراءات الاحترازية لم يستطع بعض الممثلين استكمال مشاهدهم، مشيرًا إلى أنهم كانوا يصورون في ظروف صعبة وتوتر نفسي كبير، مما جعل المنتج يلجأ للتصوير بوحدتي تصوير وذلك لكسب الوقت.
ويشير أسامة القس إلى أن وجود فريق العمل بمنطقة القصيم خفَّفَ عليهم كثيرًا، خاصة في أزمة كورونا في ظل تعاون الأهالي معهم، والشيء الوحيد الذي كان يضايقه شخصيًّا هو بعده عن عائلته بالرياض، حيث قال: "كنت أتمنى أن أكون بجانب عائلتي في هذه الأزمة".
وحول رواية الكاتب محمد المزيني قال القس: "إن الرواية من أجمل ما كتب الروائي الرائع، وهي رواية جميلة ومثمرة، وورشة العمل التي عُقِدَت لكتابة السيناريو كانت موفقة، وكان يتناول ٣ حقب مختلفة، منها ما هو تاريخي وآخر معاصر، حيث إن النص كان يتوافق مع الحقب التاريخية، ولكن أعود للقول إن ما ظهر على الشاشة ليس ما كُتب بالضبط؛ نتيجة ظروف كورونا التي منعت المخرج من تنفيذ ما هو مكتوب بالسيناريو تمامًا.
الخوف من مشاركة خالد عبد الرحمن
وحول وجود خالد عبد الرحمن تحدث القس قائلاً: الحقيقة إن وجود خالد عبد الرحمن خلق أصداءً جميلة على السوشيال ميديا؛ وذلك لشعبية هذا الفنان ومحبة جمهوره له، الأمر الذي جعلهم يتفاعلون معه بشكل كبير، ويتغاضون عن أي هفوات أو أخطاء وهذا أمر طبيعي، فإذا أحبَكَ الجمهور أحب ما تقدم وتغاضى عن أي زلات، ولا يوجد عمل بلا هفوات.
كما تحدث عن شخصية خالد عبد الرحمن ومشاركته الدرامية الأولى بالمسلسل، منوهًا بأن الخوف سيطر عليه جدًّا؛ لأن خالد شخص هادئ بطبعه وملامحه كذلك هادئة، وهذا أمر صعب مع التمثيل الذي يعتمد على إظهار المشاعر واستخدام تعابير الوجه، ولكن ما ظهر أفضل ممَّا كان يتوقع، وهي تجربة يحكم عليها الجمهور نفسه.
إشكاليات المسلسل وتأثيره على المشاهدين
وحول الإشكاليات التي تلازم العمل أشار إلى أن هناك إشكالية كبيرة فيما يتعلق بالمسلسل التاريخي، أو الذي يتناول حقبة تاريخية؛ وهي التوثيق، فالمشاهد يبحث عن توثيق الشخصيات أو الأحداث بالمكان والزمان، ممَّا يجعله مجالاً للمقارنة مع الذاكرة، لذلك نسمع الكثير من التعليقات غير المُرضية.
ولكن يجب أن يعي المشاهد أن المسلسلات التي تتناول حقبة تاريخية ما ليست كتابًا عن التاريخ لنحاكمه تاريخيًّا؛ بل هي حكاية مختَلقة، حتى لو كانت هناك أحداث معروفة تاريخيًّا يجب أن يتم التعامل مع العمل الدرامي بوصفه حكاية، ولا يوجد ما يُسمى بإظهار الشخصيات بصورة سيئة، إنه في النهاية فن ولا شيء غير ذلك، إلا إذا أراد صُنَّاع العمل أن يكون العمل توثيقيًّا فهذا أمر آخر.
ومع ذلك يكون العمل قابلاً لإضافة الأحداث المتخيَّلة؛ فالخيال أساس الفن، وبالنسبة لهذا المسلسل وجدت أن الجمهور تعاطف بشكل كبير مع مشاهد الحقبة التاريخية، وقد ظهرت بشكل جيد جدًّا خاصة مشهد السيل والغرق، كان من المشاهد الجميلة بحق.