كشفت دراسة سعودية استقصائية حديثة، أجرتها مجلة سيدتي، أن 96% من السعوديين تعاملوا بمسؤولية خلال فترة العزلة الذاتية، يقابلها 4 %خرقوا قوانين منع التجوال، ضمن الإجراءات الاحترازية التي فرضتها الدولة لمكافحة جائحة كورونا (كوفيد- 19) الذي انتشر في أكثر من 100 دولة، وحصد الأرواح، مع أكثر من ثلاثة ملايين مصاب ونحو 300 ألف حالة وفاة، حتى وقت إعداد الدراسة، التي اعتمدت هيئة المرأة العالمية للتنمية والسلام بالشرق الاوسط كمرجع لها، وشارك فيها عدد من الشباب والشابات من مختلف المناطق.
استراتيجيات الأزمات
وعلقت على الدراسة الدكتورة ماجدة عبد المرضي، أستاذة مشاركة بقسم الاتصال وتقنية الإعلام في جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل بالدمام بقولها: هناك العديد من الاستراتيجيات والتي تواجه من خلالها الدول الأزمات حيث إن حسن إدارة الأزمة ينبع من التوظيف الأمثل لسلاحي الإعلام والبحث العلمي، وتعد تلك الدراسة الاستقصائية خير دليل على الاستفادة منهما في إدارة أزمة كورونا، حيث وظفت آليات البحث العلمي الاستقصائي واهتمت بتوظيف كافة آليات وخطوات البحث العلمي بداية من اختيار المنهج وتحديد العينة ورصد وتحليل النتائج والخروج بتوصيات والتي جاءت في مجملها بمثابة تعبير صادق عما وصلت إليه نتائج الدراسة الميدانية، فأظهرت أن الأسرة السعودية مارست في أوقات الحظر كافة الأنشطة الرياضية والترفيهية والمهنية والعملية وكذلك الثقافية بما مثل التوظيف الفعال لأوقات الفراغ بما يدعم كافة التوجهات والتي تطالب بحسن إدارة الوقت باعتباره عملة نادرة يجب الحفاظ عليها.
قياس حجم الانتاجية
كما أكدت البروفسورة فاطمة الملحم، عميدة خدمة المجتمع والتنمية المستدامة بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، بأن قياس وقت الفراغ يعد مهماً خاصة في قياس حجم الانتاجية في المجتمع وبالتالي يمكن التركيز على هذه الأولويات في الاحتياجات الترويحية بالمجتمع السعودي، لذلك فإن الدراسة إثراء علمي لمعرفة الاتجاهات الأساسية المرتبطة بتوزيع الوقت واستخداماته ويمكن الاستفادة منها كدراسة أولية وأساسية تبني عليها دراسات عدة عن ظاهرة الفراغ بجوانبها ومتغيراتها، خاصة وأن الأنشطة المختلفة تسهم في التكيف والاستقرار النفسي وتعزز الثقة والتطوير الذاتي، ووجهت البروفسورة الملحم للترابط الأسري أثناء العزل بشكل إيجابي وتحقيق التوازن لما لوقت الفراغ أحياناً من اثار سلبية يؤدي إلى الانحراف من دون رقابة، وأهمية الاهتمام بالأطفال خاصة وهي الشريحة الأكثر تضرراً من العزل أثناء أزمة كورونا، باعتبار الأطفال أكثر حركة وتوجهاً للترفيه، وقد يؤدي إلى تغييرات ذات صيغة سالبة، في حال إغفال الاهتمام بالأطفال وتوجيه سلوكهم إلى التعامل الأمثل مع أوقات الفراغ، وتعزيز الأساليب الترفيهية والترويحية في المنزل ولا تكون حياتنا مرتبطة بالخارج ولابد من استحداثها داخل المنزل كالمكتبة الثقافية الإلكترونية، وفعاليات تكون مشتركة في المنزل، ولكل فرد الحق في تعلم واكتساب المهارات الترويحية وتقع المسؤولية على المنزل والمدرسة والمجتمع والمؤسسات والهيئات الاستثمارية في الدولة وتنظيم برامج دراسية لتعليم الأطفال وكلا الجنسين المهارات الترويحية بما يتناسب مع عادات وخصوصية المجتمع السعودي.
تابعوا تفاصيل الدراسة في عدد "سيدتي" المقبل 2044.