«لم أحصل على إجازة ساعة واحدة، أو أغادر المستشفى لأكثر من ساعة، ومستمر في العمل بقسم العزل منذ 65 يوماً، ولن أتخلى عن المرضى».. تحدث الممرض محجوب شعبان ممرض بمستشفى الصدر في محافظة بني سويف؛ متابعاً: «يوم 9 مارس الماضي بدأنا في استلام أول حالة اشتباه إصابة بفيروس كورونا، وقررت أن أكون ضمن فريق العمل وبالفعل تعاملت مع الحالة، ويوماً تلو الآخر».
وأضاف الممرض: «عقب تكوين فريق عزل طبي بالمستشفى، كان مدته 14 يوماً وشرطه عدم الخروج من المبنى، وانتهت وطلبت الانضمام للفريق الثاني واستكملت المدة حتى وصلت لأكثر من شهرين، بدون إجازة رغم طلب مسئولي مديرية الصحة في بني سويف ومدير مستشفى الصدر براحتي ومنحي إجازة، إلا أنني أرفض ذلك».
وأوضح شعبان: «لديّ أسرة وحين أرغب في رؤيتهم يأتون على باب المستشفى لأشاهدهم ويشاهدوني من بعيد لبعيد؛ حرصاً على مصلحتهم، كذلك في إحدى المرات اضطررت للخروج دقائق من المستشفى والتوجه لقريتي بعد تداول شائعة تفيد إصابتي بكورونا ونقلي لمستشفى العزل؛ فاضطررت لأخذ الاحتياطات الوقائية والنزول دقائق من أجل طمأنة الجميع دون أن أدخل منزلي، فقط شاهدتهم من بعيد».
وتابع: «لا أعلم سبب إصراري على مواصلة العمل، قد يكون الشعور بالمسئولية تجاه الأزمة، وبخاصة أنني من أوائل من تعاملوا مع مرضى فيروس كورونا ببني سويف، أو أنني رأيت أن أغلب طاقم التمريض من النساء ولدى بعضهن مشاكل صحية، أو حتى أن بعضهن أصيبت بالفيروس، وحصولي على إجازة قد يتسبب في خلل بالفريق الطبي، في ظل أنني مسئول عن استلام وتسليم الحالات والتنسيق الداخلي والخارجي لها؛ عموماً لا أعلم تحديداً، لكن ما أعلمه أنني مستمر في عملي دون النظر إلى عدد الأيام؛ متابعاً: «لست وحدي؛ فكذلك الحال للمدير الإداري بالمستشفى، أحمد جاد المولى، الذي فضل البقاء معانا منذ بدء دخول أول حالة ولم يغادرنا».