يحل مسلسل "درب الزلق" على المشاهدين من خلال الدراما الرمضانية الحالية، وذلك بعد نهاية مسلسل "مخرج 7"، الذي تمَّ عرضه طيلة عشرين يومًا في رمضان، وهو من بطولة ناصر القصبي، غير أن العمل البديل له يعود تاريخه لعام 1977، وتمَّ إنتاجه وعرضه في تليفزيون "الكويت"، وحظي بقبول شعبي واسع، وعلَّق الصحفي والناقد الفني عبد الرحمن الناصر لـ"سيدتي" على سبب نجاح درب الزلق، رغم مضي 43 عامًا على عرضه، قائلًا: درب الزلق هو الأشهر بين المسلسلات الرمضانية الخليجية، ليس لأنه فكاهي، لكن لأنه قدَّم الصورة الطبيعية للمجتمع الخليجي، والترابط بين الجيران، بتلك الصورة بين بيت "بوصالح وعائلة حسينوه"، بل قدَّم نقدًا لاذعًا، وتحدث عما سيكون إذا انفكَّ ذلك الترابط، ومنذ ذلك الوقت في نهاية "السبعينيات" ما زالت الدراما الخليجية تبحث عن عمل يضاهي "درب الزلق"، الذي قُدِّمَ في شهر رمضان، حتى من حيث الشهرة.
التاريخ قد يعيد نفسه
وتحدَّث الناصر أنه من الطبيعي أن يبقى ذلك العمل في ذاكرتنا؛ لأن من قام ببطولته نجوم كبار قدَّموا للساحة الدرامية الخليجية كل شيء، حسين عبد الرضا "حسينوه" خالد النفيسي "بوصالح" وعبد العزيز النمش وسعد الفرج وعلي المفيدي وغيرهم، أعتقد أن التاريخ قد يعيد نفسه إذا وجد من يقدِّمه بتلك الصيغ الرائعة، من المفارقات الجيدة في تلك اللحظات أنه قدَّم حياة المجتمع الكويتي، وما يجنيه بعض الشباب من خلال الاندفاع على الأعمال والتجارة، وهو ما قدَّمه حسين عبد الرضا، الذي أعطى انطباعًا حول مؤسسته حينما باع من خلالها لحم الكلاب على أنه لحم أغنام، ثم خسر بعد ذلك، هي مشاهد واقعية قُدِّمَتْ بالشكل الدرامي الفكاهي، وكانت وجبة إفطار دسمة اجتمع حولها المشاهدون.
يُعتبر "درب الزلق" مسلسلًا رائدًا في الدراما الخليجية، حاول الآخرون تقليده لكنهم لم ينجحوا، رغم التطور التقني والإمكانيات الراهنة، ورغم أنه في ذلك الوقت كان التصوير من داخل الأستديو الصغير والإمكانيات بسيطة، فقد كان هناك حافز للإبداع الفني وتقديم المهارات التمثيلية التي عاشت طويلًا.
وأضاف عبد الرحمن الناصر: هناك مشاهد لن ينساها الناس في "درب الزلق" ومواقف نقدية شاملة، إنها الصورة الحقيقية للمجتمع بأشكاله، ويعتقد المتابعون أنه قدَّمها بصورة ليس بها تزوير أو افتراء كما يُقَدَّمُ الآن. درب الزلق عمل خالد، ولا يزال يُعرض في كثير من الفضائيات ويشاهده الصغير والكبير، لمَ لا نعمل دراسة عليه لنستفيد منها في الأعمال الحالية؟ دراسة لعلها تبيِّن لنا أسباب نجاح المسلسل وإقبال الجماهير عليه، حتى بعد أكثر من خمسة وعشرين عامًا من إنتاجه.
واختتم حديثه قائلًا: أستطيع أن أقول إن بساطته وعفويته هي ما جعله عملًا خالدًا، من حيث قوة النص وتأثير القصة، إن فهم عناصر نجاحه أكثر تبيِّن أننا نحتاج لمثلها في وقتنا الحالي الشحيح في إمكانيات تلك المقومات، وإن كان أهمها المواهب والقدرة على الإقناع.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي