تختلف يوميات عائلة في زمن الكورونا بين عائلة وأخرى، وهي بالتأكيد أكثر اختلافاً تبعاً للمكان الجغرافي، لكن في النهاية الهم واحد، وهو الوباء الذي يجتاح الكرة الأرضية، كوفيد 19.
عندما خضنا في هذه السلسلة من تجارب العائلات، وجدنا أن ردات فعلهم تجاه الموقف الذي نحن فيه، تختلف حسب الشخصية التي يتصف بها كل فرد، والذي يؤثر على المحيط العام للعائلة، فعائلة العميد علي سنجل، استشاري وطبيب عسكري تخصص أمراض جلدية – محاضر معتمد، هي عائلة إماراتية، كانت تتميز بالإيجابية الواقعية، التقيناها في دردشات عبر بها كل فرد من العائلة عن موقفه من الحجر المنزلي، وإلى أين وصل به الحال؟
بدأنا مع الدكتور علي سنجل من الآخر، وتصورنا معه نهاية أزمة فايروس كورونا، حيث سينقسم الناس إلى 4 مجموعات:
1 - مجموعة تراجع أطباء الجلدية بسبب آثار المعقمات والمطهرات.
2- مجموعة تراجع الأطباء النفسيين من حالات الاكتئاب.
3- مجموعة تراجع أطباء التغذية وعلاج السمنة المفرطة.
4- مجموعة تراجع المحاكم بسبب المشاكل العائلية.
فإلى أي المجموعات تنتمي أنت وعائلتك؟
ضحك الدكتور سنجل وقال: "لست في أي مكان من هؤلاء؛ لأنني في خط الدفاع الأول وأنا في وقت الأزمة أكون موجوداً سواء عسكرياً أو طبياً أو إعلامياً، لازلت أخرج إلى عملي يومياً لأقوم بواجبي في الأمن الصحي، هذه الأزمة جمعتنا على قلب واحد؛ لأنها أزمة بشرية، وأبعدت الناس عن مسألة اللون والجنسية والدين".
سنحدد خصوصياتنا
الوالد الدكتور علي، والزوجة أحلام، و3 أبناء وابنة، الأكبر محمد عمره 23 سنة ضابط في الشرطة، في خط الدفاع الأمني، يذهب مع والده يومياً إلى العمل. والثاني أحمد طالب جامعي 21 سنة، والأصغر عبدالله 14 سنة، طالب في المرحلة الإعدادية، بينما البنت الكبرى متزوجة.
وجد الدكتور سنجل الحجر المنزلي فرصة ليكون مع زوجته وأبنائه، لمراجعة أمورهم الخاصة، علّق قائلاً: "بعد انتهاء الأزمة سنحدد الكثير من الأمور التي تتعلق بمسائل وخصوصيات أفراد العائلة في المستقبل".
تغيروا كثيراً
عدد ساعات العمل القليلة فرضت على أبي محمد أن يلازم البيت بعد عودته حيث تتقابل الوجوه، في هذه الفترة عاد بذاكرته إلى الوراء وقال: "مثلي مثل غيري كلنا رأى أولاده وهم صغار، ويتخيل عندما تمر السنون أنهم هم هم، لم يتغيروا، لكنني اكتشفت في فترة الجلوس في البيت أنهم كبروا، ليسوا هم من كانوا أطفالنا، حاورتهم وفهمتهم أكثر كأننا نتقابل ولكن بشخصيات جديدة".
لغة الحوار
بعض الرجال تعرفوا على زوجاتهم من جديد، كما قال أبو محمد، وهذا يدل على مدى التباعد بين الزوجين، يستدرك قائلاً: "هناك مصلح اجتماعي في الإمارات منذ أيام قال لي عندي عشر حالات طلاق، وفي الأزمة اتصل به 7 منهم وأخبروه بأنهم حلوا مشاكلهم بأنفسهم، حيث تقابل الزوجان وجهاً لوجه من دون أهله أو أهلها فاتفقا وعرفا الحياة الحقيقية، تفاهما بلغة الحوار التي يبدو أنها كانت غائبة".
الأزمة أبعدت عن الشخصية الإماراتية، الاهتمام كثيراً بالكماليات، كما يعلّق د.علي.
واقعنا سابقاً
في السنوات الأخيرة، كما يرى د.سنجل أن وتيرة الحياة صارت متسارعة، وكان الإنسان يركز على الكماليات أكثر، فنسي الجانب الأسري، وبات شغله الشاغل كيف يعمل وماذا يقدّم، يتابع: "كما اعتدنا نحن الرجال، ننهي أعمالنا وفي أكثر المساءات نقضي أوقاتنا مع أصدقائنا خارج المنزل".
الأدوار لم تكن متكافئة، بين الزوجين، يعلّق سنجل: "كنا كعائلات بالاسم لكننا لم نكن، كذلك تماماً في الواقع، والأزمة كشفت لكل فرد مهامه وواجباته والوظائف الجديدة التي ستلائم الزمن الجديد، فكثيرٌ من الممارسات ستتبدل".
الفرق بين اليوم والأمس
العائلة كلها لم تضجر من الحجر المنزلي، فجميعهم كانوا جاهزين للتأقلم مع هذه الأجواء، التي يجدونها بمثابة هدنة للتفكير بالمستقبل بإيجابية.
فالزوجة أحلام، لا تجد مشكلة في بقاء زوجها أمامها في البيت لمدة أطول، تتابع قائلة: "تعودت الجلوس أمامه في الغربة لـ15 سنة عندما كان يدرس في بريطانيا، فهو أخي وزوجي وصديقي، نتقارب بالعمر والأفكار معاً، وأي مشاكل مهما كبرت تعودنا حلها معاً، وإذا ابتعدنا عن فكرة أن الجميع ينتظرون الخلاص من هذا الوباء العالمي، بالعكس أنا سعيدة لأنني رجعت لأعيش تلك الأيام، فأنا لو عدت فلن أعود إلا إليه، في مملكتي هذه".
انفجار
خلال هذه الأيام اضطرت أحلام لاستبدال ضوءين في البيت، حيث تبرع عليّ لتغييرهما، تتابع ضاحكة: "الاثنتان انفجرتا في وجهه، نظر إلي بعينيه، فأحسست بأنه يتهمني باستهدافه داخل البيت".
هنا ارتفع صوت أبي محمد قائلاً: "هل سمعت بنكتة الرجل المتزوج من أخرى سراً ماذا سيفعل في فترة الحجر المنزلي"؟
الابن الصغير عبد الله لم يتخيل نفسه يوماً أنه سيتلقى تعليمه عن بعد، يستدرك قائلاً: "كل الجهاز التدريسي يعمل معنا، لذلك كانت التجربة ناجحة".
في البيت نطلق على بابا طباخ البيت الماهر، صحيح أنه لا يدخل المطبخ كثيراً لكنه يقوم ببعض أعمال البيت البسيطة، يتابع عبدالله: "لأول مرة دخل المطبخ، وحضّر دجاجاً مثلجاً ووضعه في القلاية فإذا به يقدم لنا، دجاجاً مقلياً من الخارج ومثلجاً من الداخل، لا أعتقد أننا سنسمح له بإعادة التجربة".
ما هي هوايات الدكتور علي الأخرى وما هي قصة الببغاء
تابعوا المزيد من التفاصيل تابعوها في العدد 2045 من مجلة سيدتي الإلكترونية