«ملاك الرحمة».. لقب اشتهرت به الممرضة شروق شعيشع خلال عملها بعزل كورونا في صفوف أبطال الجيش الأبيض بمستشفى العزل ببلطيم، فرغم حداثة انضمامها لمهنة التمريض، لكنها وجدت أن مهمة إنقاذ حياة مرضى كورونا، إنسانية بالدرجة الأولى، فهي مهمة كبيرة، تضاف إلى مهام عملها الروتيني، لكنها ستكسبها خبرة في التعامل مع الفيروسات القاتلة، فعلى الرغم من أنها التحقت بالفريق الطبي الأول في الرابع من أبريل الماضي، إلا أنها طلبت الانضمام للفريق مرة أخرى، بعد انتهاء فترة العزل المنزلي لها 14 يوماً، لكنها تعتبر هذه المرة من أجمل أيام حياتها، لرعايتها طفلاً أقل من 9 أشهر يُعالج داخل المستشفى.
الممرضة الشابة توجهت للمستشفى، للمرة الثانية، لكنها مختلفة، وحين ارتدت الملابس الواقية، بدأت في مهام عملها، وبينما كانت في مرور على عنابر المرضى للتعرف على مهامها الجديدة، وجدت الطفل الرضيع «عمر. ا» البالغ من العمر 9 أشهر، مصاباً بالفيروس، حينها شعرت الممرضة الشابة نحوه بالأمومة، على الرغم من أنها ليست متزوجة
احتضنت الطفل الرضيع، وحملت على عاتقها رعايته خلال فترة علاجه، كاسرة حاجز الخوف والرهبة لدى الطفل، الذي لم يدرك ما يحدث حوله: «أول ما بدأت اشتغل لقيت طفلاً صغيراً مع والدته مصاباً بالفيروس، مكنتش متخيلة إن طفل رضيع في العمر ده، ممكن يكون مُصاب، مقدرتش أمسك دموعي، حضنته كأني مامته رغم إني مش متزوجة، ومن وقتها وأنا برعاه وبلاعبه وبعالجه، بحاول أخليه ينسى خوف العلاج، هو لسه مش مدرك إيه اللي بيحصل حواليه، لكن بيحس بالحنية».
حينما ترى شروق، الطفل الرضيع، تتناسى مهامها نحو المرضى لبرهة من الوقت، تبدأ في مداعبته والضحك واللعب معه، قبل إعطائه جرعة العلاج، تحاول طمأنة الطفل بطرق مختلفة هي وزميلاتها، حيث يقمن بنفخ الجوانتيات ورسم أشكالاً عدة عليها، ثم مداعبته بها، بالإضافة إلى البلالين: «لما بشوفه بنسى كل حاجة، ضحكته بالدنيا، بلعب معاه وبنفخ الجوانتيات وأرسمله بالقلم أشكال عليها، برفعه لفوق فبيضحك بصوت عالي، وبنفخله البلالين، الأطفال بتصعب عليا، فبحاول أخفف عنهم، ميدركوش حاجة، ولا عارفين هما فين، بس بيتأملوا الأماكن والأشخاص، وكان بيخاف لما شافنا في الأول، طفل ميعرفش إحنا لابسين كده ليه، ولا عارف هو فين، يمكن وجود والدته بيهون كمان».