يعيش الفنان المصري محمد رمضان على أصداء نجاح مسلسله الرمضاني الجديد "البرنس"، من تأليف وإخراج محمد سامي، والذي يشهد مشاركة عدد كبير من النجوم في بطولته.
رمضان، الذي أثار الجدل قبل عدة أشهر على خلفية نزاعه الشهير مع الطيار أشرف أبو اليسر، بعد أن نشر صورة له من داخل قمرة الطائرة التي كان يقودها أبو اليسر، ما أدى إلى إلحاق الأضرار الجسيمة المالية والأدبية بالأخير.
وما زاد الطين بلة، كانت ردود أفعال رمضان تجاه الأزمة، والتي رأى قطاع كبير من المتابعين بأنها مستفزة، ليترتب على ذلك إطلاق حملة واسعة لمقاطعة أعمال الفنان الذي يحتفل بعيده الـ 32 اليوم -السبت-، تحت وسم "قاطعوا محمد رمضان"، إضافةً إلى قرار اللجنة المنظمة لمباراة السوبر المصري لكرة القدم في فبراير الماضي بأبوظبي، بالتراجع عن دعوة رمضان لإحياء الحفل الخاص بالمباراة، في ظل حالة الهجوم الشعبي عليه آنذاك.
كل تلك المقدمات، كانت تنذر بتراجع أسهم رمضان هذا العام، وانصراف الجمهور عن متابعة مسلسل"البرنس"، لكن ما حدث كان هو النقيض تماماً، شاهد الجمهور المسلسل، وانجذبوا إليه، ولقى استحساناً لافتاً وصل إلى تصدره تريند "تويتر" و"جوجل" و"يوتيوب" لمرات عدة خلال الشهر، إلى جانب الانتشار الواسع لعدد من المشاهد الخاصة بالعمل على "السوشيال ميديا"، لعل أبرزها مشهد ترك فتحي "أحمد زاهر"، ابنة أخيه الأصغر، والذي يلعب دوره محمد رمضان في الشارع، وسط بكائها، في مشهد نال تعاطفاً واسعاً من المتابعين.
نجح "البرنس"، فاتحاً الباب أمام تساؤلات عدة حول أسباب النجاح، وكيفية استثماره، وما على محمد رمضان أن يتعلمه من تلك التجربة.
نحلة واحدة لا تجني العسل
في معادلة النجاح، قد ينجح المرء بمفرده، لكن ما إن انخفض مستواه أو تعرض لأية ظروف خارجية فإنه خاسر بلا شك، أما في حالة العمل الجماعي فالأمر مختلف، فاللعبة هنا لا تعتمد على فرد بعينه، وإنما على عدة عناصر، إن تم اختيارها بعناية ودقة، فإن فرص النجاح الجماعي سوف تزداد بلا شك.
الأمرذاته ينطبق على "البرنس"، عمل اقتنع محمد رمضان فيه أخيراً أنه ليس عليه بالضرورة أن يقدم دور البطل وشقيقه كما هو الحال في "الأسطورة"، أو البطل ووالده كما هو الحال في "نسر الصعيد"، وأن يكون هو النجم الأكثر ظهوراً والأكثر تأثيراً والأكثر سيطرةً على الأحداث، ليتمكن محمد سامي من صنع مساحات تمثيلية هائلة لعدد من النجوم مثل أحمد زاهر وروجينا اللذين تألقا في تجسيد دوري "فتحي" و"فدوى"، إلى جانب محمد علاء وإدوارد ورحاب الجمل وغيرهم، ليلاحظ البعض أن ظهور أحمد زاهر على الشاشة خلال المسلسل تساوى ربما مع ظهور محمد رمضان، لتعطي البطولة الجماعية بعداً جديداً في مشوار رمضان الذي كان دائماً هو النجم الأوحد لأعماله.
الخروج من القالب
إن كانت ثمة نصيحة ذهبية علينا أن نوجهها إلى محمد رمضان فهي بكل التأكيد بضرورة الخروج من القالب الدرامي الذي ظل بداخله لسنوات عديدة، قالب البطل الشعبي الطيب الذي يتعرض للظلم من شبكة المحيطين به ما يدفعه إلى الانتقام، إضافةً إلى الوضع العاطفي المعقد والمكرر كذلك بوجود فتاتين في حياته، إحداهما تحبه، والأخرى يحبها هو
.
فهو "حبيشة" في "ابن حلال" عام 2014، الشاب الفقير المظلوم الذي يتم توريطه في جريمة قتل لم يرتكبها.
وهو "رفاعي وناصر الدسوقي" في "الأسطورة عام 2016، الأخ الأكبر الشعبي المحبوب الذي يتم قتله، ما يدفع الشقيق الأصغر الذي يلعب رمضان دوره هو الآخر، إلى الانتقام، ونجده على الجانب العاطفي يحب تمارا بينما شهد تحبه.
وهو "زين وصالح الدسوقي" في "نسر الصعيد عام 2018، الذي يتعرض والده للقتل فينتقم له، ويحب فيروز بينما ليلى تحبه.
وأخيراً هو "رضوان" في "البرنس"، عامل الدوكو البسيط الذي يتآمر عليه إخوته بعد وفاة والده ويزجون به في السجن ويقتلون زوجته وابنه، ليقرر الانتقام، ونراه متزوجاً من لبنى التي تحبه، بينما هو غارق في حب علا.
تكرار ذلك النمط من الشخصيات وطريقة الأداء ربما يحقق نجاحاً لحظياً، لكنه لا يصنع عمقاً وزخماً لمسيرة فنان يملك من الجماهيرية والموهبة ما يؤهلانه لتقديم أدوار ومساحات تمثيلية متنوعة، يصنع بها إرثاً مميزاً من الشخصيات الدرامية، ويكسر بها حالة التشابه التي باتت تغلف كافة الشخصيات التي يقدمها مؤخراً.
العنف يولد العنف
مقولة شهيرة، تنطبق على شتى أنواع العنف، اللفظي والجسدي وغيره، فحالة الحدة التي اشتهرت بها تصريحات محمد رمضان في كثير من المواقف إلى جانب تصريحاته المتكررة عن كونه "نمبر وان"، و"الملك"، واستعراضه المبالغ فيه لثروته، ولَّد عند الكثيرين حالة من لتحفز والعنف تجاهه.
على جانب آخر اشتهرت عدة أعمال سابقة لـ رمضان، خاصة السينمائية منها، مثل "عبده موتة" و"الألماني" و"قلب الأسد" وغيرها، باحتوائها على جرعة كبيرة من العنف، وضعته في خانة الفنان الذي يشوه صورة مجتمعه، محولاً قطاع كبير من الشباب المتيمين ببطولاته إلى نسخ مصغرة منه، تسير على نهجه بدءاً من المظهر والشكل، مروراً بالجمل الحوارية وأساليب العنف التي كانت تحفل بها أعماله.
ولعل ما يجب الإشارة إليه هو أن رمضان انتبه مؤخراً إلى هذا الأمر وصرح في أكثر من مناسبة أنه سوف يعمل على تخفيف وطأة العنف في أعماله، وهو ما ظهر بشكل ليس بالهين في "البرنس"، لكن يبقى عليه التفكير في تقديم أعمال درامية تجذب الرأي العام إليه، مثل "الممر" و"الاختيار" على سبيل المثال لا الحصر، اللذين قدمهما النجمين أحمد عز وأمير كرارة مؤخراً، وهو ربما ما بات واجباً على رمضان التفكير به.
الجمهور هو صانع النجوم
إن خسر الفنان جمهوره، فلا شيء سوف ينقذه، ولعل حملات المقاطعة والتعليقات الغاضبة التي صدرت من قطاع كبير من الجمهور في الفترة الماضية كانت مؤشراً واضحاً على إنه ما من فنان قد يستمر في النجاح دونما جمهوره، وأن الألقاب التي قد تمنحها لنفسك مثل "الأسطورة" و"الملك" وغيرها، لا تساوي شيئاً أمام محبة الجمهور الصادقة، وأمام لقب واحد يمنحك الجمهور إياه.
الاعتذار من شيم الكبار
لفت محمد رمضان الأنظار خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي وائل الإبراشي في برنامج "التاسعة" على التليفزيون المصري قبل أيام، اعترف خلالها بأن تعرضه لعدد من الضغوط في وقت سابق إلى جانب صغر سنه، هو ما جعله يتعامل مع الإعلام والجمهور بشكل تم تفسيره بالعنيف، وأنه كان يشعر بأن هناك حالة من التحفز والكراهية ضده في الوسط الفني، ما جعله يقوم بعدد من ردود الأفعال التي أدخلته في حلقة مفرغة من الصراعات، ولعل نجاح مسلسل "البرنس" هو ما تسبب في حالة السلام النفسي التي بات يعيشها رمضان الآن، والتي عليه استغلالها، حتى لا يعود بنجاحه وشعبيته الكبيرة، إلى الخلف.
محمد رمضان بالفيديو: أنا مش نمبر وان وكنت "عدواني" في مرحلة من حياتي الفنية
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي