اتخذت لجنة من الطب الوقائي بمديرية الصحة بالشرقية، إجراءات الوقاية خلال دفن شاب توفي بعد الاشتباه بإصابته بفيروس كورونا، من قرية الرحمانية، مركز أبوكبير، طبقاً لتعليمات وزارة الصحة.
وقال مصدر بمديرية الصحة إن المتوفى يدعى مجدي الهادي، احتجز بقسم العزل بمستشفى أبوكبير، بأعراض الاشتباه بالكورونا، وتوفي في اليوم التالي، قبل ظهور نتائج تحاليله، لكنه تم تطبيق الإجراءات الاحترازية عليه في الغسل والدفن وتعقيم المقابر.
وأضاف أن المتوفى هو الشقيق الثالث لحالتين توفيتا على مدار اليومين الماضيين، بذات الأعراض، الأول هو فريد الهادي، والذي دخل مستشفى الحميات بالزقازيق، وتوفي، وشخصت الحالة على أنها التهاب رئوي، والشقيق الثاني يُدعى حسن الهادي، وتوفي أمس داخل مستشفى فاقوس، بعد تأكد إصابته بكورونا.
بدأت الفاجعة التي حلّت على القرية بوفاة أحدهم داخل مستشفى الحميات بالزقازيق؛ بعدما نُقل إلى المستشفى إثر إصابته بأعراض ارتفاع درجة الحرارة وسعال، وتوفي قبل إجراء فحوصات كورونا، وتم تشخيص حالته بـ«التهاب رئوي»، وبعد مرور نحو 3 أيام، توفي شقيقه داخل مستشفى العزل بفاقوس، وبعدها بيوم توفي شقيقهما داخل مستشفى العزل بـ«أبو كبير».
وقال أحد أهالي القرية إن وفاة الأشقاء الثلاثة بشكل متوالٍ صدم الأهالي؛ لفقدان أبناء بلدتهم، كما انتشرت حالة من الخوف والهلع بين الجميع؛ خوفاً من انتقال العدوى إليهم، خاصة بعد دفن المتوفى الأول بطريقة اعتيادية بواسطة الأهالي وإقامة سرادق عزاء، وتقديم التعزية للشقيقين الآخرين الذين توفيا في وقت لاحق بفيروس كورونا.
وطالبت وزارة الصحة بالتحقيق في واقعة إصابة المتوفى الأول، وما إذا كان هناك تأخير عن إجراء فحوصات كورونا له، تسبب في دفنه دون معرفة طبيعة مرضه، والتحقيق في واقعة إصدار تصاريح الدفن، وتسليم الجثمان لذويه، علماً بأنه كان من المفترض أن يُجري فحوصات كورونا، وهذا يجعله في محل اشتباه إصابة بالفيروس، وكان من المفترض على الأقل دفن الجثمان وفق الإجراءات الاحترازية على أساس الاشتباه، معتبراً أن ما حدث يحتاج لتفسيرات، ومحاسبة المسؤولين حال تأكد وجود تقصير.
وهزّت الواقعة أيضاً مواقع التواصل الاجتماعي، وطالب رواد «فيس بوك» من أهالي مركز أبو كبير بفرض حجر صحي على قرية الرحمانية بالكامل لمدة 14 يوماً؛ كإجراء احترازي، تحسباً لظهور أعراض فيروس كورونا على أي منهم.
كما اتهم بعض نشطاء مواقع التواصل الدكتور محمد حبيب، عضو «البرلمان»، بالتسبب في حدوث إصابات بين الأهالي بكورونا، بدعوى تدخله للسماح لأهل المتوفى الأول باستلام جثمانه، ودفنه بطريقة اعتيادية بدون إجراءات وقائية، وهو الأمر الذي نفاه عضو مجلس النواب.
وقال «حبيب» إن ما تردد في هذا الشأن مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة، معتبراً إياها «حرباً سياسية».
وأشار إلى أنه لا يمكن لأي شخص، أياً كانت سلطته، التدخل لاستلام جثمان شخص متوفى بالفيروس ودفنه بطريقة اعتيادية، خاصة أن إجراءات الدفن لابد أن تتم بطريقة وقائية تُراعى فيها كل الإجراءات الاحترازية.
وأوضح أن الشخص الذي أثيرت بشأنه ادعاءات حول وفاته بكورونا، هو أحد جيرانه، وشقيق شخص يعمل بعيادته، مضيفاً أنه تم نقله إلى مستشفى الحميات، وتم تشخيص حالته بـ«التهاب رئوي»، ثم توفي.
وقال حبيب: «شاء القدر أن يتوفى شقيقه الذي يعمل بعيادتي إثر إصابته بكورونا، بعد مرور 3 أيام من وفاة شقيقه، ثم توفي شقيقهم الثالث». ومضى قائلاً: «هم إخوتي وجيراني، ومصيبتنا كبيرة».
وتابع: «لا يمكن أن أقوم بأي إجراء خاطئ، أو أُملي إرادتي على إدارة المستشفى، خاصة أنني سأكون أول المتضررين من هذا الأمر، كونهم جيراناً لي، وهناك تعامل دائم معهم».
وقال إنه عندما مرض المتوفى الأول، واتصل به ذووه؛ استدعى سيارة إسعاف لنقله إلى مستشفى الحميات، وبعد الوفاة؛ أبلغهم المستشفى بالحضور؛ لتسلم الجثمان، لافتاً إلى أنه توجه مع الأهالي، وظلوا أكثر من 3 ساعات جالسين بالمستشفى، حتى تم الانتهاء من إجراءات تصاريح الدفن، دون أن يتدخل في الأمر، وأن تشخيص الحالة كان التهاباً رئوياً، وليس كورونا، وعليه تم تسليم الجثمان لذويه.
وتابع: «كيف يمكن أن أطلب تسلم جثمان شخص توفي بالفيروس وأرافق أهله لاستلام الجثمان وأحضر العزاء؟!»، مضيفاً أنه بعد شعور شقيق المتوفى بأعراض ارتفاع في درجة الحرارة، أخبره بضرورة التوجه إلى مستشفى الحميات وإجراء الفحوصات اللازمة، وتبين إيجابية إصابته بالفيروس، وتوفي بعد ذلك، وفي وقت لاحق توفي الأخ الثالث.
وأشار عضو «البرلمان» إلى أنه قرر عزل نفسه وأسرته منزلياً لمدة 14 يوماً احترازياً، وذلك منذ وفاة الشخص الثاني، والذي كان يعمل بعيادته، وجاره في نفس الوقت، كما تم عزل عدد من الأسر أيضاً لمخالطتهم المتوفين.
في السياق نفسه، قال مصدر بمديرية الصحة بالشرقية إنه لم يتم تسجيل حالات إصابة بكورونا بين الأهالي في القرية حتى الآن، باستثناء المتوفى في العقد الرابع من العمر، الذي توفي إثر إصابته بالفيروس، لافتاً إلى أن شقيقه توفي قبل أيام من وفاته، ولكن كان تشخيص حالته التهاباً رئوياً، وتوفي قبل إجراء فحوصات كورونا؛ لبيان إصابته بالفيروس من عدمه. وتم دفنه بمعرفة ذويه وأهالي القرية، حيث لم تتضمن التقارير الطبية إصابته بالفيروس. أما شقيقهم الثالث فقد تم التعامل معه كحالة اشتباه كورونا؛ لأن نتيجة الفحوصات لم تظهر حتى الآن، وتم دفنه وفقاً للإجراءات المتبعة مع حالات كورونا.
وتابع: «بعد وفاة الحالة الثانية، انتقل فريق مكافحة العدوى إلى القرية، وتم إجراء أعمال التطهير والتعقيم اللازمة، كما تم عزل منازل 6 أسر من المخالطين للمتوفى احترازياً، لمدة 14 يوماً، مضيفاً أنه جارٍ استئناف أعمال التعقيم والتطهير مرة أخرى بالقرية، وذلك بعد وفاة الحالة الثالثة مساء أمس. وطالب الأهالي بالالتزام بالإجراءات الوقائية والتوجه لأقرب مستشفى عزل، أو استدعاء الإسعاف عند ظهور أعراض الفيروس على أي شخص.
وأوضح أن إجمالي عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في أبو كبير 24 حالة؛ توفي منهم 5 أشخاص، فيما تعافى 7 أشخاص، ولا يزال هناك 12 شخصاً يتلقون العلاج بمستشفيات العزل.