يمر العالم اليوم بفترة عصيبة قد تدون في التاريخ كأحد الفترات التي واجه فيها أحد الأوبئة العالمية، والتي أثرّت بشكل كبير على حياة البشرية، لذا يُعاني الكثيرون أثناء الحجر الصحي المنزلي من المشاعر السلبية التي تواجههم، والتي من أبرزها الضجر والملل وربما الحزن والكآبة، وقد أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث العلمية أنّ للامتنان فوائد إيجابية عديدة على الذات، منها جلب السعادة ورفع التقدير الذاتي والتقليل من نسبة الإصابة بالاكتئاب.
استعانت «سيدتي» بمدرب التنمية الذاتية والكوتش/ فيصل العنزي، ليُخبرنا عن ماهية الامتنان، وكيف يُساعد على تخطي الأزمات، فذكر التالي
التوقف عن العيش بعفوية!
«أولاً الامتنان هو حالة شعورية يعيشها الإنسان، تتمثل بشكر الله على كل نعمة موجودة بحياتك، بحيث أنّك تكونين بحالة شكر دائم لله على ما رزقك من صحة، ماديات، صفات شخصية، أشخاص وغيرها من الأمور البسيطة التي قد لا تخطر على بالك».
وأضاف «لكي تُحققي الامتنان، ينبغي عليك أولاً الوعي وإدراك النعم التي تمتلكينها، بمعنى أنّه ينبغي عليك التوقف عن ممارسة حياتك بشكل عفوي، فنحن نستخدم النعم يوميًا بدون أن نشعر بقيمتها، الوعي بالنعم يعني أنّ تقوم بممارسة روتينك اليومي مع استشعار قيمة كل نعمة أنعمها الله عليك أثناء استخدامها، استشعري قيمة الأكل أثناء الأكل، استشعري قيمة النوم أثناء الذهاب للنوم، استشعري قيمة من تحبين عندما تبقين بجانبهم، مارسي روتينك اليومي باستشعار الامتنان في كل لحظة من تفاصيله».
الفراغ يجلب الامتنان وأداة للناجحين!
واستطرد: «خلال الفترة الحالية من الحجر الصحي، الكثير منّا لديه وقت فراغ كبير جدًا، ونعمة الفراغ نعمة عظيمة حتى وإن كان باعتقاد الآخرين أن الفراغ وعمل اللاشيء ممل، فعمل اللاشئ نعمة لا يدركها الكثير، ويُقال بأنّ بعض الناجحين نجحوا بسبب أنهم كانوا قبل النجاح أشخاصاً فارغين، ومن وجهة نظري أن الفراغ يعطي الإنسان إلهاماً فكرياً عظيماً وقدرة للامتنان على ما في الوجود، فالعقل يبدع أكثر عندما يكون بحالة فراغ واسترخاء ويُفرز الكثير من الأفكار المبدعة والعظيمة أكثر من التفكير أثناء الفترات الممتلئة بالمهام اليومية، لذا بعد انتهاء الأزمة، سنسمع عن أنّ الكثيرين استغلّوا هذه الفترة بالقيام ببعض الإنجازات العظيمة، لذا حريٌ بالشخص أنّ يكون منهم».
وحتى يتمكن الفرد من تحقيق هذه الإنجازات عليه أنّ يقوم بممارسة التالي:
- الاحتفاظ بمذكرة للامتنان، تُذكر الفرد ببعض المواقف الجميلة، الإنجازات السابقة له، المواقف التي استطاع تخطيّها، وغيرها من الأمور الجيدة حتى تساعده على استحضار المشاعر الإيجابية ما يُساعد على الامتنان.
- تكرير عبارات الشكر والامتنان على مدار اليوم قدر المستطاع.
- إذا لم تستطيعي أنّ تشعري بالامتنان، امنحي نفسك خلال هذه الفترة الوقت الكافي لتقبل ذاتك مشاعرك ومن ثمّ معالجتها ومعرفة جذورها وذلك من خلال التثقيف الذاتي وحضور بعض الدورات التدريبية الإلكترونية حول الوعي، وممارسة بعض تمارين التأمل وتمارين الامتنان.
- يُمكنك تبسيط الأمر وجلب المشاعر واللحظات السعيدة لحياتك وأنت في الحجر المنزلي، من خلال القيام ببعض الأمور التي تجلب لك الحب، الأمل، الضحك، الإلهام، الإبداع، فالامتنان هو واحد من عائلة كبيرة من العواطف الإيجابية، فهذه الأمور ستُساعدك بلا شك في تخطي هذه الأزمة بسلام.
وأخيراً هل تدركين أنّ قوة الامتنان تُساعد أجزاء من الدماغ على تكوين موجات ذات ترددات عالية، تبعث بالعواطف الإيجابية، لذا فإن قوة الامتنان قوة هائلة وعظيمة قد تُغيّر مسار حياتك بالكامل.