في يوم ما، كان برنامج "ستار أكاديمي" الوحيد الذي يكتشف المواهب الفنية في العالم العربي. وكان الإقبال عليه من المواهب والجمهور كبيراً. وبعد مرور عدة أعوام عليه، انتشرت برامج اكتشاف المواهب ومنها: "آراب آيدول"، "ذا فويس"، "إكس فاكتور"، "صوت الحياة" و"ذا وينر"... وملأت الساحة الفنية حتى أصبح الجمهور لا يعرف متى يشاهد كل هذا الكمّ. ومع انتشارها ظهرت سلبيات عديدة لها أهمها أين ستذهب كل هذه المواهب بعد انتهاء هذه البرامج؟ هل سيصبح هؤلاء المواهب نجوماً أم سيعودون لحياتهم السابقة؟ التقينا بعدد من الملحنين والشعراء ومواهب هذه البرامج...
الموسيقار حلمي بكر يقول: «أرى أن هذه البرامج لا تدعم صاحب الموهبة. ولا تضع قدمه حتى على بداية المشوار. ولا بدّ أن يكون هناك تكملة لهذه البرامج لدعم هذا الصوت. ولكن، مع الأسف، هذه البرامج ليس لها هدف إلا تحقيق الربح والاستثمار المالي. ولا توجد أهمية للموهبة الفائزة. وعن تجربة شخصية أذكر أنني قد حضرت يوماً ما برنامج اكتشاف مواهب في لندن عام 1973. وكان اسمه «وجوه جديدة» وعندما فاز أشخاص من المشتركين تمّ تأهيلهم لبرنامج آخر مكمّل. وكان اسمه «ضربة حظ». وعندما فاز أحدهم صنعوا له برنامجاً نهائياً يسمّى «آخر فرصة»، وذلك لأنهم يهتمّون أولاً وأخيراً بصناعة النجم؛ لأنه هو الثروة الحقيقية. فأنا أرى من وجهة نظري أن «النجم الموهبة» مثل الطالب الذي يدرس ويتخرّج، لكنه يخرج للمجتمع دون الحصول على وظيفة. ويظلّ يبحث من دون جدوى. وأخيراً، هناك فوضى موسمية في كل شيء في مجتمعنا، سواء في البرامج الغنائية التي انتشرت كثيراً والمسلسلات العديدة التي لا يستطيع عقل إنسان أن يستوعبها. وكل ذلك من أجل الإعلانات فقط. ويجب علينا جميعاً أن نعي متى وأين وكيف نغني».
هذه هي الأسباب
أما الموسيقار صلاح الشرنوبي فقال: «برأيي، إن السبب الرئيسي يرجع أولاً إلى: أن الشركات والقنوات المنتجة لا يعنيها إلا تحقيق المكاسب المادية من خلال الإعلانات أو وسائل الاتصال، ثانياً: لا توجد شركات إنتاج تدعم هذه المواهب بالاتفاق مع القائمين على إدارة تلك البرامج، إلا القليل الذين، للأسف، لا يستطيعون خلق شكل متميّز للفائز في المسابقة. وقد رأينا بناءً على هذا، اجتهادات بعض المواهب لمحاولة استكمال مشوارهم للوصول إلى تحقيق أحلامهم ولكن بلا مرجعية. وأخيراً، لأن دور المؤسسات المتخصصة والمسؤولة عن ذلك الهدف السامي غائب تماماً، يبقى الحال كما هو عليه، وليكتفي الشباب بما حققوه من ظهور إعلامي من خلال القنوات الفضائية. والله يرحم أيام «استوديو الفن» ويحفظ معدّه ومخرجه سيمون أسمر صانع النجوم».
نصيحة باسكال للمشتركين
قالت الفنانة باسكال مشعلاني: «من وجهة نظري، هذه المواهب تأخذ فرصاً ذهبية. ونصيحتي لكل فائز أن يعمل على نفسه ويطوّر من أدائه بعد فوزه ولا يكتفي بالفوز واللقب فقط، لأن البرنامج الذي سيفوز من خلاله سيعطيه فرصة كبيرة ويجعله من المشاهير جماهيرياً. فلابدّ أن يحافظ على ذلك ويثقّف نفسه فنياً لكي يتطوّر ويصبح أفضل ولا يقف عند نقطة الفوز. فهي ليست النهاية وإنما أول خطوة في الطريق الفني. والموهبة الفائزة هي وحدها من تستطيع أن تكوّن فناناً مشهوراً له ثقله في الوسط الفني أو شخص مغمور ينتهي اسمه يوماً ما».
كنت أعي هذه النقطة
الفنانة ديانا كرازون تقول: «إن هذه البرامج جيدة بالتأكيد وتعطي الفرص للكثيرين ممن لديهم مواهب حقيقيـــة، وأنـــا كنــت متـــابعـــة جيــدة لكــل مــــن The Voice وArab Idol. فهما أكثر البرامج نجاحاً. ولكن لابدّ أن نعي شيئاً مهماً أن هذه البرامج لا تصنع نجماً. ولكنها تكتشف الموهبة فقط ويقف دورها عند ذلك. وأنا كنت في برنامج «سوبر ستار» أعي هذه النقطة وأستوعبها تماماً. ولابدّ للموهبة عندما تخرج من البرنامج الذي التحقت به أن تتطور وتعمل على نفسها وتسعى لكي تكون نجماً بمعنى الكلمة. ولا تضع أملها كله على البرنامج».
برامج تجارية
الفنانة رويدا عطية التي كانت لها تجربة في برنامج «سوبر ستار» قالت: «دائماً أشجع كل موهوب على الاشتراك في برنامج اختيار المواهب الفنية؛ لأن الظهور مفيد وحتى لو كان سيمرّ بحلقات قليلة ويخرج بعدها، وأنا أرى أن الموهبة الحقيقة تلمع ولو كانت وسط ملايين الناس كما الجوهرة. أما عن البرامج نفسها وعدم دعمها لهذه المواهب الناجحة فذلك يرجع لأن المحطات التلفزيونية المنتجة لتلك البرامج تجارية وهدفها الأسمى هو الربح المادي، وأرجو من كل موهوب قدمته تلك البرامج أن يعتمد على نفسه والاجتهاد الشخصي والبحث عن فرص مع شركات إنتاج تدعم المواهب الجديدة. ولكني أعترف أن عروض الإنتاج في وقتنا هذا قليلة جداً بسبب الظروف العامة التي يعيشها العالم العربي»
تابعوا أيضاً:
أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين
ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"