أطلق المغرب رسميا، أول أمس الاثنين، تطبيقا معلوماتيا يهدف إلى محاصرة انتشار وباء فيروس كورونا المستجد، عن طريق تتبع حالات الإصابة وتشخيص المخالطين لها للتكفل بهم بسرعة.
التطبيق أثار جدلا، حيث حذر العديد من المواطنين من الانتهاكات المحتملة التي قد تمس خصوصيتهم في حالة ما إذا قاموا بتحميله على هواتفهم.
ما بين مؤيد ورافض
وانقسم المغاربة ما بين من أعرب عن استعداده لتحميل التطبيق عن طواعية من أجل مساعدة البلاد في التصدي لجائحة كورونا، وهو ما قام به ياسين شقيق الفنانة أسماء لمنور في تدوينة شاركها على صفحته الخاصة على الفايسبوك جاء فيها: "هاتفي يحمل العديد من التطبيقات العالمية والتي تعرف تماما تنقلاتي وأينما رحلت وارتحلت، وحتى حينما أقوم بحلاقة شعري تصلني الإعلانات الخاصة بحلاقة الشعر، أو حتى حينما أتحدث مع احدهم حول الطعام فتصلني فورا الإعلانات الخاصة بالمطاعم. لكن حينما يتعلق الأمر بتحميل التطبيق والذي اشتغل عليه مغاربة وبشكل مجاني من أجل محاربة فيروس كورونا، يقوم بعضنا برفضه بمبرر أنه ينتهك حريتنا الشخصية.
وأضاف لمنور: " يا سادة أنا مستعد لان أمنحهم كلمة السر الخاصة بي في الانستغرام وحتى الفيسبوك المهم أن نتحد جميعا ضد وباء فيروس كورونا."
وبين من رفض تماما تحميله بحجة اختراقه للحياة الشخصية لحامله وحتى للذين توجد أرقامهم في هاتفه وهو ما جاء في تدوينة تروج عبر تطبيق الواتساب جاء فيها:" إلى جميع أصدقائي ، الذين سيقومون بتثبيت تطبيق وقايتنا COVID-19، يرجى حذفي من قائمة الاتصال الهاتفية الخاصة بك و Facebook قبل تثبيت التطبيق على هاتفك الذكي!
ليس لديك موافقتي على استخدام رقم هاتفي فيما يتعلق بطلبك لتحديد هويتي أو تتبعها أو تحديد موقعها، لأنه إذا كان لديك هذا التطبيق، فسيتم التعرف على جميع جهات الاتصال الخاصة بك وتتبعها بدورها، ضدا على ارادتهم! شكرا على تفهمكم.
ملاحظة: هذا لن يزيل الصداقة أو الروابط التي توحدنا، انا ايضا لن أستخدم هذا التطبيق حماية لجهات الاتصال الخاصة بي. لا تتردد في النسخ.
رأي الخبير
الخبير في الشبكات والأمن المعلوماتي، والمدون التقني أمين رغيب قال في بث مباشر عبر الفيسبوك أن تطبيق وقايتنا وعكس التطبيقات المستعملة، يرتكز على مبدأ التتبع الذاتي للمستعملين لحالتهم، عبر الاطلاع على حالة مخالطيهم الصحية (دون معرفة هوياتهم)، ويستطيع كل فرد الاطلاع بصورة دائمة وعلى فترات منتظمة على عدد مخالطاته المباشرة وغير مباشرة مع الأشخاص الحاملين للفيروس حسب المعايير المعتمدة من طرف منظمة الصحة العالمية، ووزارة الصحية المغربية".
وزارة الصحة توضح
وزارة الصحة المغربية، وعبر صفحتها الرسمية بالفايسبوك، أفردت مجموعة من الضمانات التي تجعل من التطبيق المذكور يحترم خصوصية المعطيات الشخصية لمستعمليه، وبالتالي تنفيذ ما يروج حول التطبيق أنه للتجسس.
وأوضحت الوزارة، أن " وقايتنا " هو تطبيق مرخص من اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي (CNDP)، فضلا على أن الشَّيْفَرة المصدرية للتطبيق code source متاحة للجميع بحيث يمكن للمبرمجين من الإطلاع عليها والتأكد إن كان يحمل التطبيق برنامجا للتجسس.
ومن بين ضمانات احترام التطبيق للخصوصية، أشارت الوزارة، إلى أنه يستعمل تقنية بلوتوث (Bluetooth) فقط وبذلك لا يمكن التعرف على تحركات مستعملي التطبيق ، وأن ما يتم تجمعيه هو رقم هاتف مستعمل التطبيق.
وأبرزت الوزارة، أنه "يتم تخزين المعطيات التي تم تجميعها على الهاتف المحمول لمستعمل التطبيق ويتم نقلها إلى الخادم المعلوماتي المركزي لفرق وزارة الصحة -فقط-في حالة تأكيد إصابة مستعمل التطبيق بمرض (كوفيد-19) أولا وموافقته الصريحة على ذلك من خلال واجهة التطبيق ثانيا".