بعد أيام قليلة من فتح باب قبول الأفلام الراغبة في المشاركة بمسابقاته الرسمية، تلقت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي إنذارا رسميا يطالب بعدم إقامة المهرجان في موعده المقرر سلفا خلال الفترة من 19 و28 نوفمبر 2020، أو نقل فعالياته كاملة لمنصات البث المباشر عبر الانترنت خوفا من انتشار فيروس كورونا.
الإنذار الرسمي تقدم به المحامي ايمن محفوظ عقب تأكيد إدارة المهرجان عقد الدورة ال 42 في موعدها أيا كانت الظروف، وخاطب الإنذار وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبد الدايم، مطالبا إياها بإلغاء مهرجان القاهرة السنيمائي بصورته المعتادة واقامته عن طريق الإنترنت.
وبدأ أيمن محفوظ المحامي، إنذاره بأن إصابة المجتمع العالمي بوباء خطير مثل فيروس كورونا يضع تحديات أمامنا والمجتمع الدولي بضرورة الحفاظ على عدم انتشار تلك الجائحة وذلك بعد إعلان مهرجان القاهرة السينمائي فتح باب تسجيل الأفلام للمشاركة في الدورة 42، المقرر إقامتها خلال الفترة من 19 و28 نوفمبر 2020، واستقبال المهرجان طلبات الأفلام من جميع أنحاء العالم، بدء من 1 يونيو وحتى 31 أغسطس المقبل، عبر الموقع الرسمي لمهرجان القاهرة السينمائي.
وأضاف محفوظ، أنه وعلى الرغم من أننا بين أمرين كلاهما مر بين تقديم رسالة للعالم بأن مصر قادرة على التحدي وإقامة المهرجان وضرورة التأقلم مع الظروف الصعبة الراهنة وبين اتخاذ الإجراءات الاحترازية لعدم نشر الوباء فالاختيار صعب للغاية.
وتابع قائلا: أن إقامة مهرجان القاهرة السنيمائي مع اتخاذ إجراءات الوقاية قد يزيد من مخاطر انتشار الوباء وبتكلفة ستكون باهظة الثمن ولا تتناسب مطلقا مع الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر على مصر والعالم أجمع وعلى ضوء ذلك وكان لزاما إيجاد حلا وسطا يوازن بين وجهتي النظر تلك، فأني أطالب وزيرة الثقافة بأن تكون دورة مهرجان القاهر 42 عن طريق الإنترنت.
وأكمل محفوظ، بأنه لا داعي لإقامة مهرجان القاهرة السنيمائي هذا العام بصورته المعتادة، ولأن مصر لها دور الريادة دوما في إعطاء المثل والقدوة للعالم كله في التغلب على مشاكل استعصت على العالم، مختتماً أنه سوف يتم رفع دعوي مستعجلة ضد الثقافة لإصدار حكم قضائي بوقف أنشطة المهرجان في حالة عدم الاستجابة لإنذاره للحفاظ على حياة المصريين.
يذكر أن "سيدتي نت" انفرد بنشر تأكيد وزارة الثقافة المصرية، على إقامة الدورة 42 من مهرجان القاهرة السينمائي في موعدها خلال الفترة من 19 إلى 28 نوفمبر المقبل، حتى لو استمرت جائحة كورونا، وأشار مصدر من داخل الوزارة إلى أن إدارة المهرجان وضعت عدة سيناريوهات بديلة لضمان سلامة ضيوف المهرجان، وفتحت بالفعل باب المشاركة في المسابقات الرسمية.
المصدر نفسه أكد أن وزيرة الثقافة المصرية د. إيناس عبد الدايم عقدت مؤخرا اجتماعا موسعا لمناقشة سبل عودة الأنشطة الثقافية ضمن خطة شاملة ستقدمها الحكومة المصرية لتخفيف الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا، وكان مصير مهرجان القاهرة السينمائي في مقدمة الملفات، وطلبت إدارة المهرجان عقد الدورة المقبلة في موعدها وعدم اتخاذ قرار بتأجيله أسوة ببقية المهرجانات السينمائية العربية والعالمية.
وأشار رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي المنتج محمد حفظي إلى أن الفترة المتبقية على عقد المهرجان طويلة ومن المتوقع أن تنتهي فيها جائحة كورونا، ووعد بوضع سيناريوهات احتياطية تضمن استمرار فعاليات المهرجان بدون تعريض الحضور لخطر العدوى، وشهد الاجتماع نفسه اعتماد تعيين الناقد أحمد شوقي مديرا فنيا للمهرجان خلفا للراحل يوسف شريف رزق الله، وتكليفه ببدء التواصل مع شركات الإنتاج المحلية والعالمية لترشيح الأفلام المشاركة في المسابقات الرسمية.
وأعلنت إدارة مهرجان القاهرة عن فتح باب المشاركة في المسابقات الرسمية، ومنحت صناع الأفلام القصيرة والروائية الطويلة والوثائقية والشركات المنتجة مهلة حتى 31 أغسطس المقبل لإرسال أفلامهم، حتى يتثنى لإدارة المهرجان عرضها على لجان المشاهدة قبل اختيار القائمة النهائية.
ومن المنتظر أن تشهد الدورة المقبلة أول تطبيق لميثاق المساواة بين النساء والرجال في الفعاليات السينمائية بحلول 2020، ليكون المهرجان الأول عربيًا والثاني إفريقيًا الذي يعلن التزامه ببنود الوثيقة التي أطلقتها حركة "5050 في 2020"، وكان أول الموقعين عليها مهرجان كان السينمائي في دورته الـ 71 عام 2018، وانضم له أكثر من 60 مهرجان سينمائي دولي ومحلي في أغلب دول العالم.
وبموجب هذا التوقيع سيكون "القاهرة السينمائي" ملتزما بدءًا من دورته الـ 42، المقرر إقامتها خلال شهر نوفمبر 2020، بإعلان الإحصائيات المرتبطة بنسب مشاركة النساء في فريق البرمجة، ولجنة الاختيار، كما يلتزم المهرجان أيضا بدءًا من العام المقبل، بإعلان نسبة الأفلام التي تقدمت من إخراج نساء، وعدد الأفلام التي اختارها المهرجان منها.
المنتج محمد حفظي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أكد أن مصر تهتم بتمثيل المرأة في كافة المجالات عمومًا والسينما بوجه خاص، كما أن نسبة تمثيل المرأة في السينما العربية توازي وربما تزيد عن نسبة تمثيلها في الغرب، وبالتالي فإن انضمام مهرجان القاهرة لهذه المبادرة يعد تأكيدًا وتعزيزًا لهذا الموقف.
بدورها أكدت ممثلة مبادرة 5050، دلفين بيسيه، سعادة المبادرة بانضمام مهرجان القاهرة، مشيرة إلى أن توقيعه على الميثاق يعبر عن ارتباط المهرجان والتزامه بالمساواة وتمكين المرأة في العالم العربي، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن مبادرة 5050 تأمل في انضمام المزيد من المهرجانات العربية إلى المسيرة التي بدأها القاهرة السينمائي بتوقيعه على الميثاق والانضمام للمبادرة.
يذكر أن وثيقة مبادرة 5050 في 2020، وقع عليها نحو ٦٠ مهرجانا سينمائيا، أبرزها؛ برلين، ولوكارنو، وفينسيا، وتورنتو، وسان سيباستيان، لندن، وسراييفو، ولوس أنجلوس، وروما، ونيويورك، و"آنسي" للرسوم المتحركة، و"كليرمون فيران" الدولي للأفلام القصيرة، ومن أفريقيا وقع على الوثيقة مهرجان وحيد هو " دربان" بجنوب أفريقيا.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي