يوفر استخدام الإنترنت التحفيز المعرفي، وبالتالي قد يسهم في تراكم الإحتياطي المعرفي الذي يُقترح أن يكون مفيدًا للحفاظ على الصحة الإدراكية في الشيخوخة، وقد اكتشف علماء سويسريون أن الاستخدام المتكرر للإنترنت عند كبار السن من الرجال، في المقام الأول، يساعد على وقف التدهور المعرفي.
الإنترنت وعلاقته بتحفيز الإحتياطي المعرفي لدى المسنين
ووفقاً للدراسة العلمية المنشورة في ”Scientific Reports”، التي شارك فيها 900 شخص، اجتازوا اختباراً إدراكياً مرتين بفاصل ست سنوات، والتي جمع العلماء خلالها معلومات حول عدد المرات التي استخدم المشاركون فيها الإنترنت، باستخدام مقياس من الصفر (لم يتم استخدام الإنترنت مطلقاً) إلى أربعة (استخدامه كل يوم لمدة ثلاث ساعات أو أكثر). بالإضافة إلى ذلك، أخذوا في الاعتبار بياناتهم الديموغرافية، والتعليم والوظائف وهل هناك نشاط عقلي أم لا.
ومن أجل قياس الوظائف المعرفية، قدم العلماء للمشتركين اختباراً يجب فيه ربط 25 نقطة ببعضها بأسرع ما يمكن ودون أخطاء بترتيب تصاعدي. كما طُلب من المشاركين في التجربة الجمع بين الأرقام من واحد إلى 13 والحروف من A إلى L بترتيب تصاعدي وترتيب أبجدي، وتبين أنه كلما كان الشخص يستخدم الإنترنت أكثر، كان من الأسهل تجاوز كلا الاختبارين، أي أن قدراته المعرفية أعلى من أقرانه الذين لم يستخدموا الإنترنت أبداً.
علاوة على ذلك لوحظ هذا الشيء عند الرجال بشكل رئيسي، إذ تتوافق هذه الأدلة مع نتائج مماثلة تظهر أن الاستخدام المتكرر للكمبيوتر بشكل عام يرتبط بالأداء المعرفي الأفضل في سن الشيخوخة.
ولم تتضح بشكل كامل الصلة بين استخدام الإنترنت ومعدل الذكاء والقدرة المعرفية لدى كبار السن، وما تزال البحوث جارية لتحديد العوامل، إلا أن أنشطة الإنترنت التي يشارك فيها الذكور تختلف عن تلك الخاصة بالإناث، مما يدعو إلى إجراء تحقيق دقيق في الأنشطة المستندة إلى الإنترنت في الدراسات المستقبلية.