شهدت العديد من دول العالم كسوفاً للشمس أمس 21 يونيو، وبحسب الدكتور محمد غريب، رئيس قسم الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، فمن المتوقع أن تشهد بلدان عدة أيضاً إما كسوفاً جزئياً أو حلقياً مع ظهور القمر أمام الشمس بالنسبة للأرض، موضحاً الفرق ما بين أهم الظواهر الطبيعية، كسوف الشمس وخسوف القمر.
كسوف الشمس وتشكّل حلقة النار
إن ظاهرة الكسوف والخسوف من الظواهر الطبيعية فلكياً التي تحدث في مجال دوران الأرض حول الشمس والقمر، بحسب الدكتور محمد غريب، ويعد الكسوف ظاهرة فلكية طبيعية تحدث عندما يمر القمر في المستوى نفسه بين الأرض والشمس ويحدث عندما يكون القمر في أقصى مرحلة من مداره حول الأرض، الذي يعرف فلكيا بـ«أوج القمر»، مما يعني أنه لن يستطيع حجب الشمس كلياً في بعض المناطق، وبالتالي تتشكل ظاهرة «حلقة النار».
وخلال مساره، يشاهد الكسوف حلقياً في المناطق التي يمر بها بنسبة تصل إلى 98 بالمئة، بينما المناطق المجاورة على جانبي المسار يكون الكسوف جزئياً، فيما تحدث ظاهرة الخسوف عندما يتحرك القمر أثناء دورانه حول الأرض، ليصبح في خط مستقيم مع الأرض والشمس وتكون الأرض هنا بين الشمس والقمر، أي بشكل عكسي عن كسوف الشمس، وتحجب الأرض ضوء الشمس عن القمر، وكونه لا يشع بذاته، بل يعكس ضوء الشمس الساقط عليه، يصبح القمر مظلمًا ولا يرى إلا بشكل بسيط، ويختفي بشكل كامل.
تحدث ظاهرة الخسوف عندما يكون القمر مكتملًا، ويمكن رؤية هذه الظاهرة من جميع أنحاء العالم، ويبقى الخسوف الكلي لمدة ساعة أو أقل، وذلك على حسب المحور الذي يتحرك به بالنسبة للأرض، وقبل خروجه من هذه الحالة يظهر ضوء الشمس المنعكس من الأرض على حواف القمر على شكل حلقة ضوئية والذي يثبت بأن الأرض كروية
المواعيد المتوقعة للكسوف والخسوف في 2020
وأضاف رئيس قسم الشمس أن هذا العام سيشهد عدداً من الأحداث الفلكية المميزة، أبرزها 3 حالات خسوف للقمر، وعمليتا كسوف للشمس، هذا إلى جانب زخات عديدة للشهب، فضلاً عن اقتران بين كوكبي المشتري وزحل. إن أول كسوف للشمس هذا العام كان أمس 21 يونيو، وهو عبارة عن كسوف حلقي، في كل من سلطنة عمان واليمن وأجزاء بسيطة من المملكة العربية السعودية، بينما سيكون كسوفاً جزئياً في الإمارات وبقية الدول العربية.
أما الكسوف الثاني بحسب عودة فسيكون كلياً، وسيحدث يوم 14 ديسمبر المقبل، ولن يُشاهد من المنطقة العربية.
بالنسبة لحالات خسوف القمر، فإن الأول بحسب عودة سيكون جزئياً في 10 يناير، إذ سيخسف من القمر ما نسبته 90 في المئة من قرصه، لكنه لن يكون ملحوظاً للناس لكونه خسوفاً «شبه ظلي»، فيما سيكون الخسوف الثاني شبه ظلي وجزئي أيضاً، وذلك في الخامس من يونيو المقبل، وسيخسف من القمر ما نسبته 58 في المئة، وسيكون الخسوف مُشاهداً من المنطقة العربية مع كون المنطقة الشرقية أفضل.
وفيما يتعلق بالخسوف الثالث، فسيكون أيضاً «شبه ظل جزئي»، في 5 يوليو القادم، وسيخسف من القمر ما نسبته 37 في المئة، وسيكون مشاهداً من غرب أفريقيا فقط، ولن يكون ملاحظاً بشكل ملموس بالعين المجردة نظراً لقلة ما سيخسف من قرص القمر.