مثلما أثَّرت جائحة كورونا على الدراما الرمضانية، أثَّرت كذلك على البرامج الحوارية والمنوَّعة في الفضائيات والقنوات التلفزيونية، وحتى منصات التواصل الاجتماعي التابعة لهذه المحطات، حيث شهد هذا العام زيادة جرعة البرامج مع وجود عدد من البرامج الحوارية في الفضائيات التي تمَّ فيها استضافة الضيوف من نجوم التمثيل والطرب والرياضة و"السوشيال ميديا"، عبر تطبيقات الفيديو عن بُعد. "سيدتي" تفتح ملف هذه النوعية من البرامج عبر هذا التقرير.
برامج منوعة عن بُعد ومنصات مختلفة
قدَّم الفنان الكويتي حسن البلام برنامج "سوالف رمضانية"، حيث تمَّ عرضه عبر منصة "روتانا" على "تويتر" في بث مباشر طوال شهر رمضان، واستضاف خلاله عددًا من الضيوف بشكل يومي بتقنية عن بُعد. كما عرضت قناة mbc خلال رمضان برنامج "سهرانين معاكم بالبيت"، وقدمه الفنانان: المصري أحمد فهمي، واللبنانية سيرين عبد النور، من بيروت، ومن خلال تقنية استضافة الضيوف والنجوم عن بُعد أيضًا.
واعتبر الفنان حسن البلام تجربته في برنامج "سوالف رمضانية" على "روتانا" تجربة جديدة ورائعة، لا سيما أنه كان يتحاور مع الضيف مباشرة "لايف" للمشاهدين، فيما كان الضيف خلال كل الحلقات من منزله وعلى طبيعته،؛ نظرًا للظروف الحالية وأزمة وباء كورونا، مبينًا أن البرنامج أتاح له التواصل مع الجمهور في شهر رمضان، وكذلك بعض الفنانين الذين استضافهم، حيث تمَّت استضافة باقة من نجوم التمثيل والطرب والرياضة في السعودية والخليج والعالم العربي، ومنهم: داود حسين وعاصي الحلاني وصابر الرباعي والكابتن محمد الدعيع وهيا الشعيبي وإلهام الفضالة وديانا حداد والكابتن محسن الجمعان وشذى حسون وفايز السعيد وجورج قرداحي ومطرف المطرف.
مقدِّمو البرامج يصفون التجربة لـ"سيدتي"
الجانب الإنساني في المشهور
استضاف الناقد الفني والإعلامي يحيى مفرح زريقان عددًا كبيرًا من نجوم الوسط الفني العربي، وذلك عبر بثّه في حسابه على منصة التواصل الاجتماعي "إنستغرام"، وما زال البرنامج يتواصل بعد عيد الفطر وخلال الفترة القادمة تحت اسم "منصة زريقان". أبدى الناقد الفني يحيى زريقان، في تصريحه لـ"سيدتي"، سعادته بالتفاعل الواسع عبر "السوشيال ميديا" مع البرنامج الفني الذي يقدِّمه عبر حسابه على منصة "إنستغرام"، مبينًا أن أغلب الحلقات حظيت بمتابعة مميزة، وتناولها عدد من الصحف ووسائل الإعلام، وذكر أنه استضاف الكثير من الفنانين، ومنهم: عبد الله السدحان وعاصي الحلاني وباسكال مشعلاني وإبراهيم الحساوي وريم عبد الله وعبد الله عبد العزيز والملحن ناصر الصالح وعبد اللطيف آل الشيخ وخالد طلال مداح، لافتًا إلى أن هذه النوعية من البرامج هي الأنسب للظروف الحالية مع انتشار وباء كورونا، وأنها تسهم في تقديم الفنان لجمهوره بشكل بسيط وعفوي ومن منزله، دون تكلف، وتكشف الجانب الإنساني في المشهور.
سعيد بالأصداء والتفاعل
عاد الإعلامي والشاعر السعودي، فيصل اليامي، للظهور على قناة "روتانا خليجية" من جديد، بعد سنوات من الغياب، وذلك من خلال البرنامج الرمضاني "عن بعد"، الذي استضاف خلاله يوميًّا العديد من الممثلين والمطربين والشعراء واللاعبين من السعودية والخليج. وكشف اليامي لـ"سيدتي" أنه سعيد للغاية بالأصداء والتفاعل الواسع من الجمهور مع برنامجه، والذي استضاف من خلاله عددًا كبيرًا من الفنانين والشعراء ونجوم التواصل الاجتماعي، سواء في المتابعة التلفزيونية عبر "روتانا خليجية" أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، مبينًا أن حلقات برنامج "عن بعد" تم تسجيلها عن بُعد خلال ساعة تلفزيونية بشكل يومي، عملًا بالإجراءات الاحترازية بسبب أزمة وباء كورونا، ولفت إلى أنه من ضيوف الحلقات كل من: الفنانة داليا مبارك، الأمير الشاعر سعود بن عبد الله الفيصل، اللاعب الدولي نواف العابد، والشاعر تركي المشيقح، واللاعب الدولي حسين عبد الغني.
وعدَّ اليامي هذا البرنامج محطةً جديدة في عمله الإعلامي، حيث إنه يسعى دائمًا لتقديم شيءٍ جديد وطرحٍ مختلف، مع اعتماده في هذا العمل وكل برامجه على التلقائية وعدم التكلف، مشيرًا إلى أن البرنامج حواري ينتمي لنوعية البرامج الخفيفة واللطيفة التي تتناسب مع الأجواء الرمضانية، وأن الضيف كان هو النجم والبطولة المطلقة له في كل حلقة، وتابع: "كل ضيف ظهر من بيته وعلى طبيعته وبشكل تلقائي، وتناولنا مجال عمله، بجانب العديد من الجوانب الأخرى، ومنها حياته الشخصية والأسرية وعلاقاته الاجتماعية وهواياته ورياضاته المفضلة، وموضوعات الحجر المنزلي والفعاليات التي يحرص عليها في ظل الحجر، وبعض الأسئلة الخفيفة".
آراء الفنانين والضيوف
"سيدتي" استطلعت آراءَ عددٍ من الفنانين وضيوف البرامج الحوارية وخرجت بالآراء التالية.
فرصة مناسبة
أبدت الفنانة والإعلامية مروة محمد حماسَها الكبير للبرامج الحوارية عن بُعد، وأكدت أن تجربة استضافتها في هذه النوعية من البرامج في رمضان كانت مميزة وجديدة، مشيرة إلى أنها وبحكم عملها في الإعلام وجدتْها فرصة مناسبة ليظهر الضيف بكل أريحية من منزله، كاسرًا رهبة الاستوديو والكاميرات والبث المباشر، وذكرت أنه مع الظروف الحالية قد تكون هذه النوعية هي الأنسب خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد نجاحها في موسم رمضان.
بعيدًا عن التكلف
وقال الفنان والمنتج عبد الله العامر: "أعتقد أنه كان من المناسب للقنوات والفضائيات تعويض قِلَّة الأعمال الدرامية بسبب انتشار فيروس كورونا، وزيادة جرعة البرامج، ولا سيما البرامج الحوارية عن بُعد، وهي نوعية جديدة من البرامج علينا وعلى الجمهور، وتمت استضافتي في بعض منها عن بُعد، وظهرت معهم في بيتي وعلى طبيعتي دون أي تكلف، واستمتعت بهذه الاستضافة، وأتمنى أن تكون هذه النوعية من البرامج موجودة بكثرة خلال الفترة المقبلة، في ظل استمرار الأزمة والأوضاع الحالية".
بساطة التجربة
فيما أشاد الفنان عبد الإله السناني بتجربة البرامج الحوارية المنوعة عن بُعد خلال رمضان، معربًا عن إعجابه بما قدَّمَتْه من بساطة وإظهار الفنانين والمشاهير على طبيعتهم، والأهم بالنسبة إليه أنها دعمت كل الجهود الجبارة التي تقوم بها السعودية في مكافحة هذا الوباء، من خلال الالتزام بجميع الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي، وذكر أن هذه البرامج أسهمت في أن تملأ القنوات العربية ساعات البث خلال شهر رمضان ولا سيما زيادة البرامج التي تعتمد على استضافة النجوم لكسب رضا المشاهد، الذي يقضي وقتًا أطول في منزله مقارنةً مع الأعوام السابقة.
رحلة شيقة مع النجوم
ذكرت الفنانة والإعلامية أروى، أنها ظهرت في أحد البرامج التي تمَّ تقديمها عن بُعد في رمضان، وأنها كانت تجربة رائعة، وأكثر راحة وبساطة بالنسبة للضيف دون أي تعقيد، مشيرة إلى أنها تمثل رحلة شيقة مع نجوم الفن والتمثيل، يكشفون فيها عن أسرارهم العملية والشخصية في أجواء ممتعة.
الحل البديل
أما المنتج خالد المسيند، فذكر أنه اقترح قبل الشهر الفضيل، عبر "سيدتي"، أن يتمَّ تقديم عدد من البرامج المباشِرة، وخاصة عن بُعد، وكان ذلك أحد الحلول للقنوات الفضائية لسَدِّ العجز في تصوير وإنتاج الأعمال الدرامية بسبب كورونا، وتغطية ساعات البث في شهر رمضان، مبينًا أنها خطة بديلة كانت فعالة لمواجهة الأزمة، مستغلة التفاف الجمهور حول الشاشة خلال فترة العزل المنزلي، وأبدى إعجابه بعدد من هذه البرامج، وخاصة برنامج حسن البلام على روتانا، وأحمد فهمي على mbc.
وللنقاد رأي آخر!
اعتبر الكاتب والناقد رجا العتيبي، أن اللقاءات الشخصية التي انتشرت مؤخرًا على قنوات "السوشيال ميديا"، وتحديدًا "إنستغرام"، هي واحدة من إفرازات الحجر الصحي، مشددًا على أنها حالة مؤقتة مرتبطة بظرف الحجر فحسب، وذكر أن اللقاءات عادة تتم بتلقائية وعفوية، وهي ذات محتوى مكرر ومعاد، سواء على مستوى القضايا المطروحة أو على مستوى الضيوف، ولا جديد فيها سوى أنها مرتبطة بالحجر الصحي.
وقال العتيبي: "أظنها ظاهرة لن تمكث طويلًا، وسيفرز المشاهدون والمتابعون من يصلح ومن لا يصلح، والعبرة بحكم الجمهور، فالأمر عرض وطلب، وليس مذيعًا يأخذ راتبًا في قناة رسمية ونكون مُجبرين عليه. والمادة الإعلامية ليست بذات السهولة، مجرد كاميرا وضيف وحوار أبدًا؛ فالمادة الإعلامية فكر وفن وحدث، ومن يأخذها ليقول أنا موجود فلن يستمر طويلًا، والإعلام لا يصلح للتباهي ولا للتشخيص، وليس حفلة أصدقاء، بل إن الإعلام خطير، قد يحرق ملامح من لا يعرف التعامل معه، حيث إن كادر الفيديو يحتاج إلى حضور جذاب (photogenic)، وأيضًا موضوعات جديدة، كما يحتاج إلى إثارة وتشويق ومواكبة للعصر ومتابعة للحدث، حتى لو كان على إنستغرام أو سناب شات أو قناة أخرى".
برامج استهلاكية
من جهته، ذَكَرَ الكاتب والمخرج المسرحي صالح العلياني، أن هذه النوعية من البرامج التي ظهرت في رمضان، وخلال هذه الفترة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لعدد من الإعلاميين أو منصات لقنوات فضائية أو حتى برامج تلفزيونية تتم عن بعد، لن تستمرَّ طويلًا، مؤكدًا أنها برامج استهلاكية، لا تقدِّم أي جديد يُذكر، ولا تمثِّل إضافة للبرامج التلفزيونية، وأنها فقط ستستمر لفترة بسيطة حتى الخروج من أزمة كورونا والأوضاع المترتب عليها من التباعد الاجتماعي وظروف الحجر المنزلي، وشدد على أن الترمومتر الحقيقي لعدم نجاحها هو نسب مشاهدتها الضعيفة والتفاعل معها عبر "السوشيال ميديا"، الذي يعكس عدم قبول الجمهور لها؛ لما يشوبها من ضعف في الأسئلة، والتركيز على تلميع الضيوف والفنانين، وعدم توجيه أي نقد أو اتهامات لهم، مع الاسترسال في الإطراء.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي