حكايات قبل النوم عادة جميلة تحرص عليها غالبية الأمهات بحب واهتمام، وتسعد بها الابنة وتنتظرها فرحة بقربها من والدتها، وحتى يكبر قلبها بالمعاني الجميلة، و"ضفائر سعاد" واحدة من القصص التي تعلم الطفل كيف يعيش طفولته بفرح وهدوء وسلام، ومتى عليه أن ينتقل منها إلى مرحلة جديدة.. اشبه بدائرة متواصلة الحلقات
كان هناك بنت هادئة جميلة تحب لعبها وعرائسها ، وعليهنّ تمارس دور الأمومة بنجاح، ولكن في يوم ما شاهدت "سعاد " تجلس طوال ساعات النهار حزينة غاضبة، لا تقرب الطعام أو الشراب، وحدها بغرفتها تبكي ذكرياتها الحلوة، وتتذكر لعبها وعرائسها وغرف النوم والمطبخ الصغير، وحتى ألوان الفساتين التي خاطتها لعروستها بيديها، فهل أعرفكم بها؛ هي سعاد، تبلغ من العمر 13 عاماً، لكن عن حزنها وبكائها وسر غضبها اتركها تحكي وتتكلم
أنا "سعاد" ابنة وحيدة وسط أسرة تتكون من 3 أخوة، مشغولون بهواياتهم والخروج مع أصدقائهم، فانشغلت بعرائسي وغرف نومهن الخشبية الجميلة والمطبخ الصغير، والتي كانت تشتريها لي أمي لتملأ فراغ أيام إجازاتي. إلى جانب تجديدها كل عام لكارنيه المكتبة العامة بحينا والتي أستعير الكتب والقصص منها؛ لأنشغل فيما يفيد
في كل صباح من أيام الإجازة، ما إن أستيقظ وأتناول إفطاري حتى أذهب لعرائسي لأعد لهن الطعام - بسكوتة مذابة في الماء والسكر- وعند المساء ألبسهنّ أجمل الثياب وأضعهن على حافة شباك أبي ليستمتعن بالهواء، وحتى تشاهدهنّ بنات الجيران اللاتي يقاربنني في العمر، ودائماً ما أتبادل معهن الكلام، وكن يتفاخرن بجمال عرائسهن
وحدث في يوم ما وبعد أن رجعت من المدرسة ، ووضعت حقيبتي وجريت نحو عرائسي ، بحثت عنهن فلم أجدهن، المطبخ وغرف نومهن اختفت؛ فحزنت، وبكيت، وغضبت وعندما سألت أمي أخبرتني أنها أعطتهم لابنة حارس العقار، والحق يُقال: كنت أراها تلعب بعروسة لا يد لها، ولا ترتدي فستاناً، ومن أغطية الزجاجات الصفيح كانت تصنع سرير عروستها والدولاب..مما خفف من حجم حزني
وعند المساء، وبعد أن هدأت قليلا وبعد أن طيّبت أمي خاطري ..خصتني بحكاية جميلة قبل النوم؛ عن طفلة كانت صغيرة ولكنها كبرت وبانت ملامح أنوثتها وصارت فتاة جميلة، وكان عليها أن تودع عالم الطفولة واللعب والخيال، وبعد أن انتهت الحكاية..قبلتني على خدي، وبعدها حررت أمي ضفائري لأنام، ولكنها لم تعلم أنني سرحت - مرة ثانية- مع الخيال.. مع أحلام تلك الفتاة الجميلة.. التي سأكونها