طبيعي أن يلتفت الأطفال إلى المظاهر التي حولهم، فطفلتك مثلاً تحب حقيبة صديقتك التي زارتكم، وتتمنى اقتناء مثلها، وقد تصر على تصفيف شعرها أحياناً بتسريحة شعر لا تناسب سنها.
هذه أمور إذا لم تجدي لها حلاً فستنقلب إلى طباع لا تريدينها لابنتك، فاتبعي معنا بعض الطرق التي يمكنك من خلالها التقليل من أهمية المظهر ومساعدة ابنتك على التركيز على ما بداخلها بدلاً من ذلك.
نصائح عملية يقدمها لك الكاتب والباحث الإماراتي الدكتور محمد بن جرش.
من سن الثانية
لا تستغربي أن بعض الفتيات الصغيرات يلتفتن إلى الجاذبية في أجسادهن من سن الثانية، قصة روتها أم عن صغيرتها التي ترفض قراءة بعض الكتب لها؛ لأن فتاة الكرتون على الغلاف لم تكن جميلة بما فيه الكفاية.
قصة الأم هذه قد تكون مقلقة بعض الشيء، وما عليك من خلال الإرشادات الآتية إلا أن تقنعي ابنتك، أن الناس من حولها بجميع ألوانهم، وأشكالهم وأحجامهم المختلفة، يستحقون الحب. وإذا لم تحاولي معالجة ابنتك، وجعلها تركز على ما بداخلها وبعيدًا عن المظاهر فستتفاجئين أنها في سن السادسة، ستبدأ بالقول إنها لا تحب مظهرها.
إرشادات
1 – لا تعلقي سلبياً أمامها على جسدك، إن كنت تشعرين بأن هناك عيباً في قوامك، فقد أظهرت الأبحاث أن بنات الأمهات اللواتي كثيراً ما يبدين تعليقات سلبية حول أجسادهن أكثر عرضة لتطوير مشاكلهن الخاصة مع صورة الجسم.
2 – انتبهي إلى ما يمكن أن تقومي به أمامها، فهي تراقبك إذا نظرت إلى المرآة، وأبديت تعليقات مثل "لا ينبغي أن آكل ذلك"، أو "أنا فقط بحاجة إلى فقدان بضعة أرطال"، فهو تعبير عن استيائك تجاه مظهرك.
3 - هل لدى ابنتك جدة أو عمّة كثيرة التعليقات الانتقادية؟ الأطفال عادة يركزون على ما يسمعونه من من الكبار الذين يهمهم أمرهم في حياتهم. يمكنك أن تكوني لبقة وتطلبي من الضيفة أو القريبة بشكل غير مباشر، أن تطرح موضوعاً وتعلّق عنه بشكل إيجابي، عندها ستفهم ضيفتك أن ما سبق وقالته لم يعجبك.
4 –اجعلي حواراً يدور دائماً بينك وبين ابنتك التي تجاوزت السادسة، فهي في بدء المدرسة الابتدائية ستنقل لك كل أحاديث الأكبر سناً، والتي قد تسمع منهم تعليقات سلبية حول القوام والمظهر. هنا يمكنك مواجهتها بصراحة، أن ما فهمته من خلال السمع للأحاديث خطأ.
5 – كوني حذرة فنحن نعيش في زمن خدمات البث الترفيهي، الذي تكثر فيه الإعلانات التجارية، والتي تعطي أهمية بالغة للجمال السطحي، الذي لا ترغبين أن تراه طفلتك أو تقتدي به، فراقبي تصرفاتها عندما تتلقى الرسائل التي تستهدفها الرسائل المتعلقة بالمظهر الفئة العمرية لابنتك.
6 – عندما تبدأ طفلتك بالتقليد قد تقوم بحركات تتفاجئين بها، إذا جلست معها أو طرحت عليها أسئلة حول الشخصيات المفضلة وما تحبه في ذلك. قد يساعدك هذا التحقيق على تعديل اختيارات البرامج التي تتابعها على التلفاز أو على الهاتف النقال من دون علمك، أو على الأقل قدمي لها رسائلك المعاكسة، في أن هناك صفات داخلية في هذه الشخصية تفوق أهمية مظهرها الخارجي.
7 – هناك احتمال، أن ابنتك تقصد بتعليقاتها الحصول على اهتمامك، فتخرج منها سلوكيات تقلقك، هنا عليك متابعتها، كي لا يتحول عندها هذا التصرف إلى عادة، يمكنك تجربة إعادة توجيه الموضوع أو ببساطة تجاهل تعليقاتها لبضعة أسابيع ومعرفة ما إذا كانت هذه التعليقات تتغير.
8 - انتهزي الفرص لإعطائها الاهتمام الذي لا علاقة له بموضوع المظاهر. واحذري فإن ازدياد تركيزها على المظهر سيكون في المستقبل وسيلتها لجذب الانتباه بدلاً من أن يكون هذا المظهر جزءاً من شخصيتها الإيجابية.
9 – قد يكون تعلقها بالمظهر مرحلة وتمر، مثل تعلّق الصغيرات بالأميرات السبع، ومن الممكن أن تساعدها جهودك على الانتقال في نهاية المطاف من التركيز على المظهر إلى الجمال الداخلي في الشخصية.
10 - إذا كانت تعليقات ابنتك السلبية حول مظهرها تظهر جانباً من تدني احترامها لذاتها أو حزنها، هنا لا تترددي في استشارة اختصاصي لمعرفة ما إذا كانت هناك مخاوف أكبر. على الرغم من أنه من الشائع أن يعاني الأطفال الصغار من الاكتئاب، إلا أنه من الممكن أنها بحاجة إلى المزيد من الدعم المعنوي.