مع إغلاق المطاعم وانخفاض كميات الطعام التي تُلقى في حاويات القمامة بشوارع بريطانيا، بسبب تداعيات فيروس كورونا، بات على الفئران السعي إلى أماكن جديدة بحثاً عن الطعام.
ولحسن حظ هذه الحيوانات، فإن البريطانيين يأكلون أكثر في منازلهم وشققهم وحدائقهم، وبالتالي أصبحت في مرمى هذه القوارض، طبقاً لتقرير نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية.
ولم يتوقف الأمر عند حد البحث عن القمامة؛ إذ أصبحت الفئران أكثر عدوانية، وفي حال لم يكن الطعام كافياً، تقوم هذه الحيوانات بافتراس بعضها بعضاً. ومن أخطر هذه القوارض، ما يُعرف بالجرذان الآكلة للحوم البشر.
وحذرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها من السلوك العدواني وغير المعتاد من طرف هذه الفئران.
وبحسب خبراء، فإن السلوك العدواني لهذه القوارض يجب ألا يكون مفاجئاً؛ نظراً لأن أكل لحوم البشر شائع بين الثدييات في الأوضاع المتطرفة.
وتحدث الأكاديمي البريطاني المتخصص في علم البيئة، ستيف بيلماين، إن أمهات الفئران تأكل صغارها على أن تنجب يوماً ما مرة أخرى، معولة على خصوبتها العالية.
وأضاف أنه إذا لم يكن هناك ما يكفي من الطعام لنفسها؛ فلن تقتل نفسها من أجل رعاية صغارها.
وأفادت شركات مكافحة الآفات في بريطانيا بزيادة كبيرة في الطلب على خدماتها، وذكرت شركة «رينت أوكيل» بأن الزيارات على موقعها شهد زيادات قدرها 80 في المائة تقريباً مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وقالت إن المنازل تقدم مجموعة أغنى من الأطعمة؛ لأن الناس تأكل أكثر في منازلها، كما يمارسون أعمال البستنة الجاذبة للقوارض.
وذكر مسؤول في الشركة بأن الطلب على خدماتها الخاصة بمكافحة الفئران ازداد بنسبة 20 في المائة، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وتحدث عن أن الفئران أصبحت أكثر جرأة في محاولة اقتحام منازل البريطانيين، خاصة من خلال شبكة الصرف الصحي والأنابيب البلاستيكية الموجودة في المنازل.
وقال مسؤول في شركة أخرى إنه بات يتلقى يومياً عشرات الرسائل من بريطانيين يعانون من هجمات الفئران، مشيراً إلى أنه حتى القطط التي يُنظر إليها على أنها أداة قوية في مكافحة القوارض؛ ليست فعالة دوماً.