سجل مقياس الحرارة رقماً قياسياً محتملاً قدره 38 درجة مئوية في بلدة فيرخويانسك الروسية بالقطب الشمالي، وهي درجة حرارة قد تسبب حمى لشخص ما، ناهيك عن أن ذلك في سيبيريا، التي تشتهر بالجليد، ولكن يبدو أنه أعلى بـ18 درجة مئوية من متوسط درجة الحرارة اليومية القصوى في يونيو. طقس الصيف الحار ليس غير شائع في الدائرة القطبية الشمالية، لكن الأشهر الأخيرة شهدت درجات حرارة عالية بشكل غير طبيعي، ويُعتقد أن القطب الشمالي يسخن مرتين أسرع من المتوسط العالمي.
ارتفاع درجات الحرارة في سيبيريا يثير القلق
أثارت موجة الحر المستمرة هذا العام في الدائرة القطبية الشمالية قلق خبراء الأرصاد الجوية، خاصة في مارس وأبريل ومايو، إذ ذكرت خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ أن متوسط درجة الحرارة كان أعلى من 10 درجات مئوية فوق المعدل الطبيعي. و في وقت سابق من شهر يونيو، سجلت أجزاء من سيبيريا 30 درجة مئوية، بينما في مايو، سجلت خاتانجا في روسيا - الواقعة في الدائرة القطبية الشمالية عند 72 درجة شمالاً - رقماً قياسياً جديداً لدرجة حرارة 25.4 درجة مئوية.
قال جوناثان أوفربيك، عالم المناخ وعميد كلية البيئة بجامعة ميشيغان، إن «القطب الشمالي يحترق حرفياً، الحرارة هناك ترتفع بشكل أسرع بكثير مما كنا نعتقد؛ استجابة لارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون وغازات الاحتباس الحراري الأخرى في الغلاف الجوي، هذا الاحترار يؤدي إلى انهيار سريع وزيادة في حرائق الغابات»، وأوضح في تصريحات مكتوبة لوكالة «أسوشييتد برس»، أن «ارتفاع درجة الحرارة في سيبيريا علامة تحذيرية بنسب كبيرة».
فيما قال زيكي هوسفاثر عالم المناخ في المنظمة: «هذه درجات مرتفعة للغاية، وأكبر بكثير من أي وقت مضى في تلك المنطقة خلال تلك الفترة الزمنية».
خلال الأشهر القليلة الماضية، سادت منطقة كبيرة من الضغط العالي في شرق روسيا، وقد أدى ذلك إلى رياح جنوبية تجلب هواءاً دافئاً بالقرب من المناطق الاستوائية، مما يؤدي إلى درجات حرارة أعلى من المتوسط، حيث يتفق معظم العلماء على أنه على مدار الثلاثين عاماً الماضية، ارتفعت درجة حرارة القطب الشمالي بمعدل ضعفي المتوسط العالمي.